حكاية ”المرأة الحديدية” التي أمرت المليجي بتطليق زوجاته واعتزلت الفن بعد النكسة
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة علوية جميل التي أطلق عليها لقب "المرأة الحديدية"، وهي إحدى نجمات السينما الكلاسيكية، اشتهرت بتقديم دور المرأة المتسلطة والأم القاسية والحماة الشريرة، وساعدها على إتقان دور الشر ملامح وجهها وقدراتها التمثيلية الكبيرة، وتمكنها من تقمص الأدوار بشكل يجعل من يشاهدها يكرهها من شدة إتقانها لدورها.
ولدت علوية لأسرة من أصل لبناني فى 15 ديسمبر عام 1910 في قرية طماي الزهايرة؛ القرية التي ولدت فيها سيدة الغناء العربي أم كلثوم، والتي كانت صديقتها، ودرست في مدرسة الراهبات بالإسكندرية، وظهرت موهبتها من خلال مشاركتها بحفلات المدرسة، وحضرت عروض فرق كثيرة مثل جورج أبيض وسلامة حجازى، ومنيرة المهدية، ونجيب الريحانى، وعلى الكسار ورمسيس.
في البداية تميزت بتقديم الأدوار الصغيرة حتى أسند لها يوسف وهبى أدوارا رئيسية، وتألقت فى أدائها، واستمرت فى فرقة رمسيس حتى حلها وهبى، لتلتحق بالفرقة القومية لمدة عشرة أعوام.
وعندما انضم الفنان محمود المليجى للفرقة نشأت بينهما قصة حب قوية، ورغم قرار المليجى بالاستقالة للقيام ببطولة فيلم "العزيمة"، إلا أنه ضحى بالفيلم ليسافر مع الفرقة ليكون قريبا من حبيبته، وذلك رغم فارق السن الكبير بينهما، إلا أنهما قررا الزواج وتزوجا بالفعل عام 1939 ودام زواجهما إلى ما يقرب من 44 عامًا حتى رحيله عام 1983.
علاقة محمود المليجي وعلوية جميل ظلت محلا للتساؤل، حيث قام محمود المليجي بالارتباط بأخريات، حيث بدأت علاقاته العاطفية بحبه الذي لم يكتمل من الفنانة لولا صدقي، فلم يكن يمتلك الشجاعة الكافية للارتباط بلولا إلا سرا، ثم بعدها أحب زميلته في فرقة إسماعيل ياسين الفنانة درية أحمد، وتزوجها "سرا" بالفعل.
وما إن علمت علوية جميل حتى أجبرته على تطليقها قائلا لها: "دي أوامر زوجتي"، ثم تزوج من الفنانة الكوميدية سناء يونس، والذي ظل زواجهما سرا لمدة 15 عاما حتى رحيله دون أن تعلم به زوجته الفنانة علوية جميل.
بدأت علاقة علوية بالسينما عام 1940 وكان أول أفلامها ''بورسعيد''، ومن أشهر الأفلام التى شاركت فيها "القصر الملعون"، و"التلميذة"، و"مفيش تفاهم"، و"معجزة السماء"، و"نساء بلا رجال''، وقدمت عملا تليفزيونيا وحيدا هو مسلسل ''القط الأسود'' مع زوجها محمود المليجى.
فى عام 1967 وبعد النكسة اعتزلت الفن والحياة العامة، وعرف عنها علاقاتها الطيبة بأبناء وسطها، ومع انتصار أكتوبر عام 1973 عاودت الظهور فى الحياة العامة، ولم تعد للفن حتى وفاتها فى مثل هذا اليوم عام 1994، وتركت وراءها ثلاثة أبناء هم جمال ومرسى وإيزيس من زوجها الأول.