النجمة الزرقاء .. القصة الكاملة لرمز اليهود المقدس الذى حرقوا به أغصان الزيتون
تعتبر النجمة السداسية أو ما يطلق عليها اليهود "نجمة داود" هي الرمز الأكثر جدلاً في العالم خاصة لتعبيرها عن الكيان الإسرائيلي وممارسته الصهيونية في فلسطين، والذي يضع النجمة وسط علمه بين خطين عريضين لونهما أزرق يقول البعض إنّهما يرمزان إلى نهري الفرات والنيل، وذلك لإيمان اليهود بأنّ الله وهبهم ما بين هذين النهرين من أراضٍ.
عصور قديمة
وعلى الرغم من إرجاع اليهود نجمتهم السداسية إلى النبي داود عليه السلام، إلّا أنّ بعض المؤرخين يرجعونها إلى عصور قديمة كانت ما قبل عصر النبي داود، إذ تشير مؤلفاتهم إلى أنّ النجمة السداسية كانت تستعمل للدلالة على العلوم الخفية التي لها علاقة بالسحر.
يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري في المجلد الثالث من موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية "ونجمة داود الشهيرة لم تصبح رمزاً يهودياً إلا في العصر الحديث"
كما صرح باحث الآثار المصري عبد الرحيم ريحان أن الاكتشافات الأثرية الحديثة التي تمت بسيناء أكدت أن النجمة السداسية التي اتخذها اليهود شعاراً لهم لا علاقة لها بهم بل هي زخرفة إسلامية وجدت على العمائر الإسلامية ومنها قلعة "الجندي" برأس سدر بسيناء والتي أنشأها صلاح الدين الأيوبي على طريقه الحربي لتحرير القدس بسيناء خلال الفترة المتراوحة بين 1183 م إلى 1187م وحيث وضعت هذه النجمة الإسلامية على مدخل القلعة وهناك لوحة منحوتة تعود للفترة العباسية 750- 1258 وقد عثر عليها بالعراق بتكريت وتظهر فيها النجمة السداسية وهي موجودة حاليا في متحف متروبوليتان للفنون بنيويورك.
كما رسمت النجمة السداسية على راية البحرية العثمانية بقيادة قائد الأسطول العثماني خير الدين بارباروسا.
والنجمة السداسية التي كانت تسمى بالختم السليماني كانت تستخدم بكثرة بواسطة العثمانين في تزيين مساجدهم و في العملات النقدية وأيضاً في أعلام ورايات الباشاوات والنجمة السداسية كانت موجودة ضمن النقوش على الآلات الحربية كالسيوف والدروع.
وهذا السيف الذي يعود للعصر العثماني القرن 18 ميلادي مثال على ذلك وتظهر الصورة الجزء الخلفي من السيف وهو مختوم بما كان يسمى عند المسلمين بخاتم سليمان أي النجمة السداسية بالاضافة الى اسم الجلالة وادعية.
من جهة أخرى فقد استخدمت النجمة السداسية ذاتها بلونها الأزرق في علم لإمارة إسلامية نشأت عام 1250م جنوب الأناضول عرفت في التاريخ باسم إمارة قرمان، كما أنّها تستخدم في الزخرفة الإسلامية.
السحر والعلوم الشيطانية
لم يقتصر استخدام هذه النجمة على اليهود فقط، إذ تؤكد بعض الدراسات أنّ النجمة هذه كانت موجودة ضمن الأشكال الهندسية التي استخدمها الهندوس، وهم الذين أطلقوا عليه اسم "ماندالا" ليستخدموها في التعبير عن الكون.
وتعتبرُ "النجمة السداسية"من أهمِّ وأقوى الرموز في السِّحْر والشعْوَذة لدى ديانات مختلفة، ولا يزال حتى الآن يُستخدم في السِّحْر والعلوم الشيطانيَّة؛ لاستدعاء الجان والأرواح الشِّرِّيرة.
• ففي الديانات المصريَّة القديمة كانت النجمة السداسيَّة رمزًا هيروغليفيًّا لأرض الأرواح.
• وفي الديانة الزرادشتيَّة كانت النجمة السداسيَّة من الرموز الفَلَكيَّة المهمِّة في عِلْم الفلك والتنجيم، ورمْزًا لكوكب “زُحَل”، ولا يزال “الهيكساغرام” حاضرًا ضمْنَ مراسم وطقوس “الدرودز” Druids، وليس الدروز.
• وفي طقوس الماسونيَّة، ورموز النورانيين والفَلَكيين.
دلالاتها في اليهودية
والرقم 6 مهم جداً في الديانة اليهودية لأنه يشير إلى الأيام الستة لخلق الكون والأيام الستة التي يسمح بها للعمل والتقاسيم الستة للتعاليم الشفهية ،كذلك النجمة السداسية هي تمثل الحرف الأول والأخير من إسم داود بالعبرية דָּוִד من خلال مراقبة الكواكب والمذنبات ، وكجزء من علم التنجيم يعتقد أن النجمة السداسية تمثل ميلاد النبي داود أو وقت اعتلائه العرش ، واستناداً إلى الكابالا وتعاليمها التي تعتبر الأهم في تفسير التوراة فإن هناك عشرة صفات للخالق الأعظم ، ويجسد الخالق الأعظم على شكل هرم شبيه بنجمة داود ، ومن المعروف أن الكابالا من أهم المذاهب اليهودية المتصوفة وهي تشتمل على العديد من التعاليم الغيبية المتعلقة بالديانة اليهودية وتشمل الممارسات الصوفية القديمة والعميقة على اعتبار أن لكل حرف في الكتاب المقدس معناً خفياً يرمز لكل شيء ، وتقوم على مبدأ علم الأعداد والأرقام وهو مذهب عميق جداً يبحث في حقيقة الرب وأن مصدر كل الأشياء هو الرب لا غيره ، وغير مسموح إلا لليهود الأقوياء فقط من الذين وصلوا إلى أعلى مراتب العلم من التعمق في هذا المذهب العظيم ، والنجمة السداسية من خلال شكلها تمثل عشرة صفات عظمى للإله الأعظم والتي اعتادوا على تشكيلها على شكل هرم يشبه النجمة ، وفي روايات كثيرة أشارت إلى أن الدرع الذي كان قد استخدمه داود في المعارك كان درعاً فضياً قديماً وكان يلفه بشرائط من الجلد على هيئة النجمة السداسية ، إشارة إلى "يهوه" الذي يعتبر من أقدم أسماء الخالق الأعظم في اليهودية والذي يكتب بالعبرية הוה .