شربوا من كأس المسيح ..ويؤكدون أن الموت وهم.. وزعيمهم يعشق تبادل الزوجات.. حكايات مثيرة عن أخطر ” جماعة مسيحية ”
في أحد أيام شهر أكتوبر عام 1994، كان العالم على موعد مع خبر صادم بكل المقاييس، تمثل في انتحار 102 شخص من جماعة مسيحية تدعى «أخوية معبد الشمس»، وذلك في مدينتين بسويسرا وثالثة بكندا. فما هي حكاية هذه الجماعة.. ولماذا أقدم أعضاؤها على الانتحار؟.
تأسيس الجماعة
«أخوية معبد الشمس» جمعية سرية قائمة على الأسطورة القائلة باستمرارية وجود فرسان الهيكل.. و«فرسان الهيكل» أو «أخوية الهيكل» أو كما تُسمى «الجنود الفقراء للمسيح ولهيكل سليمان» هي أشهر أخوية عسكرية لدي المسيحية الغربية.
تأسست هذه المنظمة – فرسان الهيكل - بعد الحملة الصليبية الأولى سنة 1069 بهدف تأمين سلامة المسيحيين القادمين للحج إلى القدس بعد احتلالها من قبلهم وظلت قائمة لمدة قرنين، وبعد اعتراف الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بها في 1129 أصبحت أقوى مؤسسة خيرية في أوروبا المسيحية، وازداد نفوذها وأعضاؤها تدريجياً.
ويعتبر هؤلاء الفرسان بعباءاتهم البيض والصلبان الحمر من أفضل القوات المقاتلة المدربة خلال الحملات الصليبية، وتقول الشائعات أنهم يمتلكون خبرات وكنوزاً هائلة بما فيها الكأس المقدسة التي شرب المسيح منها في العشاء المقدس وراح المسيحيون فيما بعد يبحثون عنها، وكذلك رأس بافوميت أو رأس محمد وهو شكل رمزي يُقال أن فرسان الهيكل يستخدمونه في طقوسهم.
وتقول الشائعات أيضاً أن فرسان الهيكل يمتلكون الدليل على انبعاث المسيح بعد صلبه –وفقاً للمعتقدات المسيحية -، وكذلك الدليل على زواجه من مريم المجدلية - كما تقول بعض الروايات -.. وبناء على ذلك تدعى الجماعات الحديثة من فرسان الهيكل -من بينها أخوية معبد الشمس - علاقتها بالفرسان القدامى، وأنها تمتلك معارف وكنوزاً سحرية.
وهم الموت
تأسست جمعية أخوية معبد الشمس في جنيف عام 1984، على يد كل من جوزيف دي مامبرو ولوك جوريت، فبينما ادعى الأول أنه تجسيد للزعماء السياسيين والدينيين ابتداءً من أوزيريس إلى النبي موسى، فإن الثاني أقنع أتباعه أنه كان في الحياة السابقة عضواً في الأخوية المسيحية في القرن الرابع عشر المسماة بـ«فرسان الهيكل»، وأنه تجسيد ثالث للمسيح، ويمتلك معرفة روحية أكبر وقدرة على معرفة الأسرار المخفية.
وأقنع جوريت أتباعه بمعتقداته التي ارتكزت على أنه بعد مفارقة أجساد الأعضاء على هذه الأرض سيلتقون ثانية في «رحلة الموت» التي ستقودهم إلى كوكب آخر هو الشعري اليمانية، فبحسب معتقداته أن الموت وهم وأن الحياة ستستمر بشكل آخر أرقى من الأول في أماكن أخرى.
غير أن جوريت أيضاً كان يعظ الناس بأن العالم سينتهي بكارثة بيئية نتيجة الإهمال البشري والدمار الكلي، وقد اختير بعض الأعضاء لإجراء هذا الانتقال من كوكب الأرض إلى الشعري قبل حصول هذا الدمار المحرق، وأن هذه المغادرة لن تتم إلا من خلال النيران.
والغريب أن دي مامبرو أمر بقتل طفل دون الثلاثة أشهر، لأنه تنبأ بأن هذا الطفل سيكون عدو المسيح الذي ورد ذكره في الكتاب المقدس، وذكر أن هذا الطفل سيولد داخل «الأخوية» ليفشل مساعيه في تحقيق أهدافه الروحية.
إلى كندا
انتقل جوريت في 1986 إلى كيوبيك بكندا، وهناك أسس فرعاً لأخوية معبد الشمس، واشترى هو ودي مامبرو مجمع شاليهات (دوراً خشبية) أصبحت مقراً لهم فيما بعد، وصحب جوريت معه عدداً من أتباعه المخلصين من سويسرا ووصف المجمع بأنه الأرض الموعودة، وذكر أن العالم سيمر بحروب ومجاعة شديدة وإن كيوبيك وحدها ستنجو من ذلك.
ووفقاً لشهادة أحد أتباعه فإن «الجنس والمال هو ولع جوريت الوحيد، فقبل أي طقس قد يمارس الجنس مع إحدى النساء من أجل رفع قوته الروحية قبل أدائه للطقس. لم يكن متزوجاً، لكن لديه الكثير من الزوجات، فهو يبدل زوجاته في كل وقت».
وقد انتحر جوريت في أكتوبر في قرية سالفان السويسرية في مقاطعة سان موريس وقاد هذا إلى انتحار جماعي لأتباعه.
معتقدات الجماعة
لا يُعرف الكثير عن معتقدات هذه الجماعة، فهي سرية وظلت الكثير من معتقداتها خافية على الجميع باستثناء من كانوا جزءً من الدائرة الداخلية.
لكن يمكن القول أن هذه الجماعة تأتي ضمن سياق جماعات «الحكمة القديمة» التي تدعي فهماً خاصاً للإله، ولها جملة من الطقوس السرية التي تمتد إلى الكاثوليكية الرومانية وتمتزج بعناصر من الأساطير التي كانت تحيط بفرسان القرون الوسطى وبالبحث عن الكأس المقدسة.
ووصل عدد أعضاء الأخوية في أواخر الثمانينات إلى 422 عضواً من سويسرا وفرنسا وكندا وجزر الكاريبي، إضافة إلى بعض الأنصار من الولايات المتحدة وأسبانيا.
انتحار الأعضاء
وفي 6 أكتوبر 1994، عُثر على جثث 53 عضواً من أعضاء الأخوية، فقد جرت عدة أعمال قتل وعمليات انتحار جماعي في قريتين بسويسرا، فقد انتحر 15 فرداً من أعضاء الدائرة الداخلية بتناول السم، وقتل آخرون بالرصاص واثنان منهم خنقاً وقتل 8 آخرون بأسباب أخرى.
وعند تشريح الجثث وجد أن أصحابها تعاطوا المخدرات، وربما يكون ذلك لمنعهم من الاعتراض على الانتحار، وبعدها أضرمت النيران في المباني بوسائل توقيت فنية، وقد يكون ذلك إشارة أخيرة إلى تطهر الجماعة.
وفي غرب سويسرا مات 48 عضواً آخرين من الطائفة بعملية قتل وانتحار جماعي، ومن بين القتلى خمسة أطفال أحدهم بعمر أربع سنوات، وعُثر على عدد كبير من الضحايا في مصلى كنيسة سري تحت الأرض وعلى جوانبهم مرايا وأشياء أخرى ترمز لفرسان الهيكل، وقد ارتدوا قبل وفاتهم عباءات الطقوس الخاصة بالأخوية واتخذوا شكل دائرة ووجوههم خارجها، وغطيت رؤوس معظمهم بأكياس بلاستيكية وقد أطلق على كل فرد منهم طلقة في الرأس.
ويعتقد أن هذه الأكياس البلاستيكية ترمز إلى الكارثة البيئية التي ستحل بالجنس البشري بعد انتقال أعضاء المعبد إلى كوكب الشعرى اليمانية.. ويعتقد أيضاً أن هذه الأكياس تُستخدم كجزء من طقوس الأخوية. وقد عُثر على رسائل وداعية للضحايا تقول إنهم يؤمنون بأنهم يغادرون هذه الحياة بهدف التخلص من النفاق والظلم في هذا العالم.
وبعد ذلك جرت محاولات أخرى للانتحار الجماعي قام بها الأعضاء الباقون في أواخر التسعينيات لكنها أحبطت، وقد حصلت جميع هذه المحاولات خلال أيام الاعتدال الربيعي والخريفي من العام أي في مارس وسبتمبر وهي أوقات لها علاقة بمعتقدات الجماعة.
ثم عُثر بعد ذلك على 12 شخصاً مقتولين بعميلة انتحار جماعي وقتل أخرى في فرنسا ثم خمسة آخرين وعلى رؤوسهم أكياس بلاستيكية أيضاً. وبلغ عدد القتلى والمنتحرين من جماعة معبد الشمس 102 شخصاً خلال عامي 1994 و1995.
وتشير بعض التقارير إلى أن جماعة معبد الشمس لا تزال موجودة حتى الآن، وهناك حوالي 30 فرداً من أعضائها في كيوبيك مع حوالي 500 عضواً آخرين منتشرين في أنحاء العالم.