تعرف على الزعيم الذى أدخل ” الشاى والمانجو ” فى مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
اتفق المصرييون جميعا على حب ثلاثة " المانجو والشاى، وعرابى"، علاقة فاكهة المانجو ومشروب الشاى، وأحمد عرابى علاقة تاريخية وقوية، فهو من تسبب فى دخول هذه الفاكهة الشهية والمشروب الرائع إلى مصر، حب عرابى لمصر كان سببا فى نفيه بعيدا عنها ليقضى عشرون عاما من عمره داخل جزيرة سيلان، ومن منفاه تعرف على هذه الأشياء وأرسلها إلى الشعب المصرى .
الحكاية بدأت مع زعيم الثورة العرابية أحمد عرابي باشا، عندما انتفض ضد الخديو توفيق، ووأعلن رفضه الاحتلال البريطاني على مصرعام 1882، تلك الثورة التي انتهت بتجريده من جميع رتبه العسكرية ومحاكمته في 3 ديسمبرمن نفس العام، ومن ثم الحكم بإعدامه، ثم تخفيف العقوبة إلى النفي لجزيرة سرنديب "التي أصبحت بعد ذلك سيلان" وتقع ضمن حدود دولة سريلانكا، وكانت ملكًا للإنجليز منذ سنة 1785 .
مكث عرابى فى منفاه عشرون عاما، أحبه شعب الجزيرة واستطاع أن يحجز لنفسه مكانا كبيرا في قلوبهم، ذاع صينه وعرف الكثير منهم تاريخ الزعيم المصرى الشجاع، أثر فيهم وتأثر بهم ، وكان سببا فى إعتناق عدد كبير منهم الاسلام، وتعلموا على يديه مباديء الإسلام والصلاة والصوم و الزكاة، و تعلموا منه بعض الطقوس والاحتفالات الدينية ، مثل الاحتفال بليلة النصف من شعبان والمولد النبوي وليلة القدر ، وأنشأ عرابي "كلية الزاهرة"، بالجزيرة لتعليم أصول العقيدة الإسلامية وتعليم اللغة العربية بجانب تعليم اللغة الإنجليزية ، لمعرفة لغة العدو المشترك لسيلان ومصر ، كما كان عرابى أول من أدخل الطربوش للجزيرة فسرعان ما قلده المحليون فى إرتدائها وكذلك السروال الأبيض، كما تعلمت نساؤهم عمل الكنافة وكعك العيد والبسكويت .
انخرط عرابى مع أهل الجزيرة وتزوج سيدة سريلانكية، وأنجب منها أربع أبناء من الذكور وأربعة بنات، وقام أهل الجزيرة بتشييد مسجدا باسمه لا يزال باقياً حتى الآن .
وفى إحدى الليالى إلتقى أحمد عرابى باشا ورفاقه الكبار بالسير توماس ليبتون، وهو اسكتلندي من أصل أيرلندي يملك مزارع للشاي ، فدعاهم ليتناولوا معه مشروب الشاى لأول مرة فاستساغوه وأعجبهم وأصبح الشاي مشروبهم الأول فى المنفى ، فقرر عرابى أن يرسل بعض هدايا من الشاى إلى بعض أصدقائه وأهله فى مصر ليجربوه، وعندما أعجبوا به أرسل عرابي إليهم المزيد من الشاى، ومع بدايات القرن العشرين زاد إقبال المصريين على المشروب الجديد الذى أرسله أحمد باشا عرابى من سرنديب ليصبح الشاي المشروب الأول فى مصر .
وأثناء تواجد عرابي بجزيرة سيلان تعرّف على فاكهة لم يرَها من قبل في مصر، أحبها وأُعجب بطعمها و عرف أن اسمها "مانجو" ، فأرسل إلى أحمد باشا المنشاوي ، أحد أعيان محافظة الغربية، بذورها حتى يزرعها، وكان المنشاوي يمتلك أراضي مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، في قرية القرشية بمحافظة الغربية، وهذا ما شجع صديقه أحمد عرابي، على إمداده ببذور المانجو .
و اشتهرت ثمار المانجو في حدائق المنشاوي بحلاوتها وجودتها، وأثناء عودة "عرابي" من منفاه عام 1903، اصطحب معه شجرة مانجو وأهداها إلى صديقه "المنشاوي" ، وهي لا تزال موجودة إلى الآن بمحافظة الغربية وتعتبر الأجود فيما تنتجه حتى يومنا هذا .
 
تم نسخ الرابط