حزن بسبب حالتها المادية ودعاها لحضور حفل زفاف نجلته.. مواقف إنسانية جمعت زينات صدقى والسادات
تعتبر من أهم فنانات الكوميديا علي مر العصور تميزت بخفة ظلها وروحها المرحة التي جعلتها تتربع علي عرش الشاشة الكبيرة لسنوات طويلة، قدمت خلال مسيرتها الفنية العديد من الأعمال المميزة والمتنوعة التى ظلت محفورة فى وجدان المشاهدين، أنها الفنانة زينات صدقي.
ولدت أيقونة الكوميديا زينات صدقي في عام ١٩١٢، بحي الجمرك في مدينة الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وفاجأها القدر بأول حادث حزين في حياتها، عندما توفي والدها وهي لا تزال طفلة في عامها الثامن.
عشقت التمثيل منذ نعومة أظافرها لذلك عارضت أسرتها لعملها بالفن خاصة بعد أن بدأت تشارك صديقتها خيرية صدقي الغناء في الأفراح الشعبية داخل مدينة الإسكندرية. وأمام هذا الحصار قررت زينات الهروب إلى الشام، وتحديداً إلى لبنان برفقة والدتها وصديقتها خيرية صدقي، وفي لبنان ذاقت زينات طعم النجاح لأول مرة حتى أصبح لها أغانيها الخاصة بها كما أصبح لها اسم معروف، واشتهرت بأداء المونولوج ووضعت لنفسها مونولوج باسمها.
بدأت عملها في السينما بأدوار صغيرة للغاية مثل دورها مع الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم، ولكنها نجحت في اقتحام عالم السينما الذي كانت قد بدأت مشوارها معه من خلال فيلم "الاتهام".
راود زينات صدقي خلال مسيرتها الفنية العديد من الشائعات أبرزها أنها تزوجت من ممثل يدعى محمد فوزي، كان يعمل فى فرقة الريحانى وقدم دورًا فى فيلم "إسماعيل يس فى مستشفى المجانين" فهو توفى على المسرح ولم يجدوا له مدفنًا ولكن زينات صدقى تكفلت بجميع مصاريف الدفن وخرجت إلى مقاهى شارع عماد الدين تقول لهم: "توفى اليوم الكومبارس محمد فوزي، وخرج جثمانه من المسرح فى حضور غفير من الناس وظهرت مع المشيعين وهى ترتدى الأسود.
وعلي صعيد حياتها الشخصية لا يعلم الكثير أن زينات صدقي جمعتها علاقة صداقة بالرئيس الراحل أنور السادات مواقف إنسانية وكوميدية، بحسب ما قالته حفيدتها في برنامج "كلام كبار"، الذي كانت تقدمه الإعلامية فوزية العباسي.
في عام ١٩٧٦ قام الرئيس محمد أنور السادات بالإتصال بزينات لكي يبلغها تكريمها في عيد الفن ويدعوها لحضور فرح ابنته، لترفض الحضور معللةً عدم امتلاكها ملابس لائقة تستطيع الخروج لجمهورها ومقابلة الرئيس وتسلم الدرع وحضور التكريم.
وعندما علم السادات بدوافع رفض زينات لحضور التكريم، حزن بشكل كبير علي حالتها المادية التي وصلت لها وأرسل زوجته السيدة جيهان لها بحجة إبلاغها بموعد التكريم، وطالبها بأن تأخذ لها ملابس جديدة كهدية لتحضر التكريم.
وقرر السادات صرف معاش شهري لزينات قيمته 100 جنيه ومنحها شيك بألف جنيه، ودعاها إلى زفاف ابنته وأعطاها رقم تليفونه الخاص.
توفيت الفنانة زينات صدقي عام ١٩٧٧، بعد صراع طويل مع المرض، و كان أخر أعمالها الفنية فيلم "بنت اسمها محمود"، عام 1975.