”الخلافات السياسية والفنية والعائلية والعلاقات النسائية” وراء لغز مقتل مصطفي نيازي.. اعرف الحكاية

مصطفي نيازي
مصطفي نيازي

يعتبر من رموز الإخراج السينمائي في مصر، كان له رؤية خاصة جعلته يتربع على عرش هذا المجال، قدم العديد من الأفلام المميزة التي تركت بصمة خاصة في تاريخ السينما، ومازالت هذه الأعمال عالقة فى أذهان الجمهور أطلق عليه النقاد لقب "شيخ المخرجين" أنه العبقري مصطفي نيازي الذي كانت نهايته مأساوية وقتل علي يد مجهولين وهذا ما تتحدث عنه "الموجز" خلال السطور المقبلة.

ولد المخرج مصطفي نيازي في ١١ نوفمبر عام ١٩١٠ بمحافظة أسيوط لأب من أصل سودانى، وأم تركية، بعدما أنتهي من المرحلة الثانوية قرر أن يسافر إلي ألمانيا ليكمل دراسته هناك، والتحق بمعهد الفيلم الألماني، ثم عاد إلى مصر ليعمل مونتيرًا في ستوديو مصر.

عمل في بداية مشواره الفني كمساعد مخرج مع الفنان يوسف وهبي، ثم بعد ذلك تولى مهمة الإخراج وكان أول فيلم له في عام ١٩٣٧ وهو "سلامة في خير"، الذي قام ببطولته الفنان نجيب الريحاني، وعمل أيضًا وقتها في التصوير والمونتاج العمل.

النجاح الكبير الذي حققه الفيلم دفع نجيب الريحاني إلى التراجع عن قراره بـ "تطليق السينما" واعتزالها في عام ١٩٣٩، وعلي الفور اجتمع نيازي مع الريحاني مجددًا في فيلم "سي عمر"، إلا أن الخلاف دب بينهما بسبب تدخل الأخير في السيناريو، وذلك عطل التصوير لعام ونصف حتى تم عرضه في ٦ يناير ١٩٤١.

في ذات العام أخرج فيلم "مصنع الزوجات" الذي تبنى خلاله قضية تحرير المرأة، مما تسبب في تعرضه لحملات صحفية شرسة حينها، و"مظاهرات نسائية تُهاجمه بتهمة التحريض على تحرير المرأة ودعوته لها لممارسة حقوقها السياسية"، كما دخل في مشاكل مع الرقابة.

أخرج مصطفي نيازي خلال مسيرته الفنية أهم الأعمال التي اعتبرت من أشهر العلامات الفنية في تطور وتميز الفن المصري، منهم: "سي عمر، عنتر بن شداد، وأبو حديد، ورصيف نمرة ٥، وسر طاقية الإخفاء، ومصنع الزوجات" وكان آخر أفلامه "القرداتي" الذي رحل قبل أن يراه في دور العرض السينمائية.

تزوج المخرج الراحل مرتين الأولي من الفنانة كوكا التي كانت زميلته في قسم المونتاج باستوديو مصر والتي اشتهرت بأدوار الفتاة البدوية، فقد نشأت بينهما قصة حب تزوجا بعدها، لكن لم يكتب لهما الإنجاب، كما تزوج من الراقصة نعمت مختار، ثم انفصل عنها وعاد مرة أخرى إلى زوجته الأولى بعد علمه بأنها مصابة بالسرطان ليظل بجوارها حتى لحظاتها الأخيرة.

في يوم ١٩ أكتوبر لعام ١٩٨٦ أستيقظ الشعب المصري علي جريمة بشعة ففي ظروف غامضة ومثيرة، وجد المخرج مصطفي نيازي مقتولًا بمنزله وذلك يوم تصوير المشهد الأخير لفيلم "القرادتي".

حيث فشل رجال الأمن في كشف ملابسات الحادث، وطبقًا للتحقيقات التي أجرتها النيابة، كان طباخه أول من اكتشف مقتله وذكر في أقواله أنه قُتل داخل غرفة نومه، وكان مكبل اليدين من الخلف بكرافتة، واستخدمت شفرة حادة في قطع شرايين يده، وكمم الجاني فمه بقطعة من القماش حتى لا يصدر صوتًا، وانتهى التحقيق إلى تقييد الجريمة ضد مجهول بعد أن تطرقت لسلسلة من الخلافات السياسية والفنية والعائلية والعلاقات النسائية ولكن دون فائدة.

المثير في الجريمة، أن رجال الشرطة لم يجدوا أى أثار للعنف في دخول الشقة، مما خلق لديهم توجه بأن القاتل دخل بمفتاح الشقة ولديه معرفة سابقة بالمكان وطبيعية حياة المخرج نيازى مصطفى، وتوصلت التحريات والتحقيقات إلى تعدد العلاقات الفنية والسنيمائية والنسائية للقتيل.

وكشفت التحقيقات وقتها عن علاقة نسائية جمعت المخرج نيازى مصطفى وفنانة شابة حينها، ورجحت التحريات أن يكون هناك زواج عرفى بينهما، كما حامت الشكوك حول مصممة أزياء ظهرت بصحبة المخرج القتيل أكثر من مرة.

وفشلت النيابة في الوصول إلى الجاني نتيجة كثرة البصمات التي كانت موجودة في شقة المجنى عليه بعد مقتله، ونقل جثمانه من مكانه قبل وصول جهات التحقيق، مما أضاع معالم الجثمان على الأرض، وأثار مقتله عاصفة من الجدل حينها لتقيد القضية ضد مجهول.

تم نسخ الرابط