الوجه الآخر لهدي شعراوي ..هددت زوجة ابنها بقضية دعارة.. و أجبرت ابنها علي طرد عائلته من مصر
ليس كل ما نراه نصدقه فوراء كل باب حكاية..ووراء كل قصة تفاصيل كثيرة، وهذه الحكاية أحداثها طويلة عن مطربة مغمورة وقعت في حب نجل السيدة الراحلة هدي شعراوي الناشطة الكبيرة، ووصل الأمر لساحات المحاكم وتدخل كل القيادات لإنهاء الجدل.
فاطمة سرى كانت تغني في حفل أقامتها السيدة هدي شعرواي المناضلة وعضوة حقوق المرأة، في منزلها وأعجب بها كل الحاضرين بما فيهم نجل هدي شعراوي محمد شعراوي باشا، والذي صافحها وأبدي إعجابه بها، وظل يلاحقها من حفل إلى حفل ومن مكان إلى مكان، وهي معرضة عنه، ممَّا أشعل حبها في قلبه، وبدأت قصة الحب تتطور، واقام معها علاقة غير شرعية، ثم أشارت إحدى المجلات إلى هذه القصة على صفحاتها، فانزعجت المطربة، لكن الباشا لم ينزعج، وقال لها: أريدأن تعرف الدنيا كلها أني أحبك!
وعندما علم طليق المطربة بالقصة ثار عليها وحرمها من ولديها، ففكر محمد شعراوي في الانسحاب بعد ما تورَّطت معه وثارت من حولهما الشبهات، فكتب لها شيكاً بمبلغ كبير ثمناً للوقت الذي أمضاه معها، فما كان منها إلا أن مزَّقت الشيك وداسته بأقدامها وتركته وهي ثائرة غاضبة، فلحق بها محمَّد شعراوي واعتذر لها عن سوء تصرفه وعرض عليها الزواج بشكل عرفي، فاعترضت المطربة وقالت إنَّها تريد عقداً شرعياً، فطلب منها أن تمهله حتى يسترضي والدته.
في هذه الأثناء كانت المطربة قد شعرت بدبيب الحمل وقررت إجهاض نفسها، وعندما أخبرها الطبيب بأنَّ هذا الإجراء خطر على حياتها، تمسك شعراوي بها وبالجنين، وكتب إقرار علي نفسه بأنها زوجته.
وعلمت هدى شعراوي بزواج ابنها الوحيد من المطربة، فثارت ثورة عارمة واتهمت ابنها بأنَّه يحاول قتلها بهذا الزواج، وحاولت الضغط على المطربة بما لها من نفوذ وعلاقات واسعة، بالتهديد بتلفيق ملف سري في شرطة الآداب يتهمها بالدعارة، لكن المطربة تحدتهم وقالت إنها ستطلق بنفسها الرصاص على أي وزير داخلية يقوم بهذاالتزوير!
اشتعلت المعركة بين هدى شعراوي وابنها وزوجته المطربة، فقرر ابنها السفر إلى أوروبا وطلب من زوجته اللحاق به، فكان يتنقَّل من مدينة إلى مدينة، ومن بلد إلى بلد تاركاً ـ لزوجته - في كل مدينة وفي كل بلد رسالة مفادها" الحقي بي" ، لكنها برغم حرصها على اللحاق به لم تعثر عليه في أي مكان ذهبت إليه، ويبدو أنَّه كان يتهرَّب منها، فعادت المطربة إلى مصر ومعها طفلتها "ليلى" التي أخفتها عن العيون خوفاً عليها، وبعد مدة عاد شعراوي ليسأل عنها وعن ابنته ويسألها أيضاً عن الإقرار، فسألته: هل يهمك الحصول على هذه الورقة؟ فقال: بهذا تثبتين إخلاصك لي إلى الأبد، فمدَّت يدها تحت الحشية التي كانا يجلسان عليها وأخرجت الورقة وسلمتها له، بعد أن قامت بتصويرها صورة مطابقة للأصل، لم يتبين شعراوي أنَّها صورة، فالخط خطه ولون الحبر نفسه، وكانت هذه نصيحة محاميها.
خرج شعراوي بعد ما طمأنها بأنَّه سيحتفظ بالورقة في مكان آمن لتكون دليلاً ترثها بنته به، ثم احتضن الصغيرة، وقبل الزوجة وخرج وهو يقول إنَّه سيعود صباح اليوم التالي، ولم يعد أبداً!
اتصلت به المطربة هاتفياً، فأنكر نفسه، فعاودت الاتصال، فوجدته وقد انهال عليها سباً وشتماً، وأغلق في وجهها الخط!
بعدما يأست المطربة فاطمة سري من شعراوي باشا كتبت خطاب إلى والدته السيدة هدى شعراوي زعيمة النهضة النسائية في مصر، وكشفت لها عن قصتها مع نجلها وكيف حاول أن يرشيها بالمال، وكيف حاولت إصلاح الأمور بالود فيما بينهم، ولكنه يرفض ذلك تمامًا، وإنها لن تلجأ للقضاء إلا بعدما ترد علي خطابها.
ماكادت هدى شعراوي تنتهي من قراءة رسالة المطربة حتى ثارت ثائرتها، واعتبرتها إعلاناً لحرب، واعتبرتها إنذاراً نهائياً مدته أسبوع واحد، فنست كل مبادئها للتحرير، وخاضت معارك عنيفة ضد المطربة، وبعد سنوات من المرافعات والضغوط والتدخلات، إذا بالمحكمة الشرعية تحكم بأنَّ "ليلى" هي ابنة محمدشعراوي، وفي الحال خضعت هدى شعراوي لحكم القضاء.
لم تنته اللعنة التي لحقت هدى شعراوي جراء خوضها فيما سمي "تحريرالمرأة" بعد، فبعد أن تزوج محمد شعراوي من سيدة من أسرة عريقة نزولاً على رغبة والدته ورزق منها عدة بنات وولداً، لم يوفق معها، فتزوج للمرة الثالثة من راقصة تدعى "أحلام" رزق منها ثلاثة أولاد،
ولم تعلم محررة المرأة بهذه الكارثة الجديدة، فقد حدثت بعد إن ماتت بالسكتة القلبية .
وأستكمالا للأحداث أكدت "سري" إنها ستقيم حفلاً ابتهاجاً بالحكم لصالحها سوف تذبح فيه عجلين تطعمهما للفقراء مع تلاوة للشيخ علي محمود، واللافت أن " صاحبة العصمة " هدى شعراوي لم تشر في مذكراتها لهذه القضية والتى ظلت في المحكمة 3 سنوات، وجاء الحكم الابتدائي لصالح فاطمة سري، ثم طعنت عائلة شعراوي باشا في الحكم، وفي ديسمبر عام 1930 أيدّت محكمة الاستئناف الحكم الأول بثبوت نسب الطفلة ليلى إلى محمد بك شعراوي والذي ضمها إلى حضانته، وسلمت ابنتها في مشهد درامي إلى أبيها وجدتها في المحكمة، وتم حرمانها من رؤيتها نهائياً حتى ماتت بعد ذلك بأكثر من 50 عاماً، ورغم أن المجلات الفنية عقب صدور الحكم قامت بالاحتفاء بانتصار المطربة فاطمة سري ووضعت صورتها علي أغلفتها وروجت أن عدداً كبيراً من الأغنيات وعروض العمل في انتظارها، ولكنها بمرور الوقت تغيرت الأحوال، فهي لم تفقد فقط ابنتها.
بل وقام طليقها بحرمانها من ولديها بحكم محكمة باعتبار إنها غير أمينة علي تربيتهما، كما ابتعدت عنها الأضواء نهائياً واعتزلت الفن، وتوفيت الطفلة ليلي بعدها في عام 2005
وفي عام 1947 انتج فيلم يحمل أسم فاطمة أحداثه متشابهة لما حدث في القضية، من بطولة كوكب الشرق أم كلثوم، وبمجرد أن بدأ الفيلم انتابت الجمهور دهشة بسبب تطابق الأحداث مع قصة فاطمة سري .. بطلة الفيلم – واسمها أيضاً فاطمة - شابة فقيرة يعجب بها فتحي " أنور وجدي " وهو ابن أحد الباشوات " سليمان نجيب " ثم يتزوجها عرفياً، بعد أن فشل في إغرائها، يغضب أبوه من هذا الزواج ..