حكاية الخواجة ” ماريو ” عاشق المساجد الذى أشهر إسلامه فى المرسى أبى العباس ومات بمكة المكرمة

ماريو روسى
ماريو روسى
وقع فى غرام العمارة الاسلامة، أبدع فأحسن فدخل التاريخ بأعماله التى خلدت اسمه، المهندس الايطالى "ماريو روسى"، الذى استقدمه الملك فؤاد الأول ضمن مجموعة من المهندسين الأوروبيين للعمل في وزارة الأشغال، والإشراف على القصور الملكية، انبهر منذ الوهلة الأولى بفنون العمارة الإسلامية، وتخصص فى تصميم المساجد، وأسس مدرسة خاصة به فى هذا المجال ، ويبدو أن الخواجة لم يستطع المقاومة فوقع أسيرا فى شباك المحروسة، وأحب كل شيء بها وسيطرت روحانيات المساجد التى قام بتصميمها على عقله، فأضاء الايمان قلبه، وأشهر إسلامه داخل مسجد "المرسى أبى العباس" الذى قام بتصميمه وتشييده، وبعد سنوات طوال شاءت الأقدار أن يتوفى أثناء زيارته للأراضي الحجازية ويدفن فى أطهر بقاع الأرض.
أخلص المهندس الإيطالي "ماريو روسي" لعمله ويعتبر أحد أهم المصممين المعماريين، و كانت العمارة الإسلامية مدخلا ليبني مجده كمهندس، ومن أهم المباني التي قام بتصميمها، مسجد المرسي أبي العباس بمحافظة الإسكندرية ، الذي بدأ في بناءه عام 1933 وأقيمت بداخله أول صلاة عام 1945، وقام ماريو بتنفيذ تصميما أدهش الجميع وقتها و قال عنه أهل الهندسة، أن ماريو روسي وضع بتأسيسه لمسجد أبي العباس اللبنات الأولي للعمارة الإسلامية الحديثة في مصر حيث تم الاستغناء عن الفناء أو الصحن الأوسط نظرا لضيق المساحات التي يمكن أن تخصص لبناء المساجد في المدن الكبيرة المكتظة بالسكان وفعل روسي ذلك دون أن يفقد المسجد عنصر الاضاءة الطبيعية الغامرة التي توفرت بإنشاء نوافذ سفلية كبيرة وعلوية معقودة فضلا عن نوافذ القباب المرتفعة عن مستوي سطح الجامع وحتي اليوم لا يزال المعماريون ينهلون من تقاليد جامع أبي العباس وهم يشيدون المساجد الحديثة الضخمة.
بعدها اتسعت دائرة ابداعات المهندس الإيطالي، فأبدع مسجد" القائد إبراهيم" في الإسكندرية, يقول المتخصصون عن عبقرية البناء في هذا المسجد، بالرغم من أن مسجد إبراهيم أنشئ وسط مبان عالية وكان من الوارد أن يختفي بعض الشيء عن العيون بسببها، إلا أن روسي كانت له وجهة نظر مختلفة وتعمد أن يخفض ارتفاع المسجد حتي يستقطب الأنظار وسط هذه المباني الشاهقة، ثم فجأة ومن منتصف الجدار الشمالي الغربي ترتفع مئذنة نحيلة أنيقة وتنطلق في السماء لتشرف بهامتها علي كل المباني المجاورة.
ثم انتقل المهندس الإيطالي بنشاطه إلي القاهرة فصمم و شيد واحدا من أشهر علامات قلب المدينة مسجد "عمر مكرم"، الشهير بميدان التحرير، و تقول عنه موسوعة مشاهير العمارة، أن روسى سعي لإنشاء مسجد عمر مكرم جعله مميزا عن كل ماسبقه من الانشاءات المساجدية في مصر, إذ تميز هذا المسجد بإستخدام روسي للستائر الجصية ذات الزخارف العربية واستطاع أن يحول بعض أجزاء من جدرانه إلي شكل هذه الستائر التي يتميز البناء فيها بالشكل المخرم لتبدو مثل قطعة من الدانتيل، وبعد ذلك انتشرت تلك الأشكال إلي حد كبير وصل إلي حد الإسراف.
بعدها صمم و نفذ مسجد الزمالك الشهير، والذي يعد أحد رموز القاهرة الحديثة، وأيضا قام بتأسيس مدرسة في فن العمارة قدمت لمصر أسماء لامعة، ومن تصميم خريجى مدرسة ماريو روسي خرجت مساجد عبد الرحيم القناوي في قنا، مسجد سيدي الفولي في المنيا، ومسجد عبد الرحمن لطفي في بورسعيد، ومسجد صلاح الدين بمنطقة المنيل بالقاهرة.
تم نسخ الرابط