كان صديقا للسادات.. وشادية صدمته بالإصرار علي الطلاق.. حكايات مجهولة في حياة ”صلاح ذو الفقار ”

صلاح ذو الفقار
صلاح ذو الفقار

لم يبدأ صلاح ذو الفقار حياته ممثلاً كما يعتقد كثيرون، فقد كان ضابطًا في الشرطة، وكانت له مواقفه الوطنية التي تُحسب له، ويكفي أنه قام بتهريب الرئيس الراحل أنور السادات من السجن عندما اُتهم عام 1946 بقتل وزير المالية أمين عثمان، والذي كان موالياً للاحتلال البريطاني.

تقول السيرة الذاتية لصلاح الدين أحمد مراد ذو الفقار، أنه وُلد عام 1926 بمدينة المحلة الكبرى، وكان متفوقاً في دراسته، لكن والده الأميرالاي (العميد) أحمد مراد انتقل للعمل مفتشاً بمديرية أمن القاهرة فانتقلت الأسرة كلها للعباسية.

وفي القاهرة، التحق "صلاح" بمدرسة العباسية الابتدائية، ثم مدرسة القبة الثانوية، وحصل على مجموع كبير في شهادة البكالوريا، والتحق بكلية الطب جامعة الإسكندرية، لكن والده خاف عليه من السكن وحده في الإسكندرية وكان عمره آنذاك 16 عاماً، فألحقه بكلية الشرطة مثل أشقائه الأكبر منه محمود وعزالدين وكمال.

وفي مدرسة القبة الثانوية تعلم رياضة الملاكمة، وفي كلية البوليس بالعباسية واصل تدريباته القوية وحصل على عدد من البطولات فانتقل إلى نادي السكة الحديد.

اغتيال أمين عثمان

عندما وقع حادث اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد في يناير 1946 وألقي القبض على مجموعة كبيرة من المشتبه فيهم، تم ندب عدد من الضباط من مديرية الأمن القريبة من العاصمة، وكان من بين هؤلاء الضباط الملازم أول صلاح ذو الفقار الذي كُلف بحراسة المتهم محمد أنور السادات، وكان يرافقه في سيارة الترحيلات من سجن طره إلى المحكمة، وعرف منه أثناء ترحيله أنه كان ضابطاً بالقوات المسلحة، وتم فصله من الخدمة بعد اتهامه مع آخرين في مقتل أمين عثمان وبعض عملاء الإنجليز في مصر.

حاول ذو الفقار تهريب السادات أكثر من مرة من سجن مصر العمومي، ومرة من قاعة محكمة باب الخلق للجنايات، لكنه نجح في تهريبه من مستشفى مبرة محمد علي الخيرية، وبناء على ذلك أُخطر حكمدار الأمن مدير البوليس السياسي بما فعله الضابط صلاح ذو الفقار، وتم إحالته إلى محاكمة عسكرية جنائية، لكن محمد حيدر باشا وزير الحربية تدخل في الوقت المناسب، وأمر بإلغاء المحاكمة العسكرية لصلاح ذو الفقار لمساعدته على تهريب الضابط أنور السادات الذي كان يناضل ضد الإنجليز وعملائه من المصريين.

بعدها طلب حيدر باشا من الملازم أول ذو الفقار لاعب الملاكمة بنادي السكة الحديد أن ينتقل إلى فريق الملاكمة بنادي الزمالك (في مكانه القديم مكان مسرح البالون)، فحصل معه على بطولة الجمهورية خمس سنوات متتالية.

ثورة يوليو

ولما قامت ثورة 23 يوليو أصدر البكباشي زكريا محيي الدين وزير الداخلية قراراً بنقل صلاح ذو الفقار من مصلحة السجون إلى كلية البوليس التي تغير اسمها بعد الثورة إلى كلية الشرطة، وعمل مدرساً بها حتى تقدم باستقالته عام 1957 وهو برتبة صاغ «رائد».

لم تنقطع الصلة بين صلاح ذو الفقار وبين أنور السادات، والذي صدر الحكم ببراءته وعاد للخدمة ضابطاً بالقوات المسلحة وشارك في قيام الثورة وتولى عدة مناصب، منها رئاسة منظمة الشعوب الإفريقية والأسيوية واختار صديقه ذو الفقار مديراً تنفيذياً للمنظمة، ولما تركها وتولى رئاستها يوسف السباعي قدم صلاح ذو الفقار استقالته وانخرط في التمثيل السينمائي بضغط من شقيقيه محمود وعزالدين ذو الفقار، خاصة بعد وفاة والدهم الأميرالاي أحمد مراد ذو الفقار.

زواج وطلاق

ورغم مشاركة صلاح ذو الفقار في العديد من الأفلام إلا أن «رد قلبي» مثلّ نقطة تحول في حياته السينمائية والخاصة، ففي هذه الفترة كان قد طلّق زوجته الأولى من خارج الوسط الفني وتعلق بالفنانة الرقيقة زهرة العلا، وأحبها وتزوجها أثناء تصوير الفيلم، ولم يعلن الخبر إلا بعد عرض الفيلم الذي حضره جمال عبدالناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة وحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

لكن هذا الحب لم يدم، فقد طلّق صلاح زهرة العلا وتزوج سيدة من خارج الوسط الفني وطلقها، ثم تزوج الفنانة شادية، وعاش معها قصة حب وأطول فترة زواج، لكن شادية طلبت منه أن يطلقها ويعود إلى زوجته الأولى أم أولاده وقالت له «أولادك في حاجة لك أكثر مني»، وبالفعل عاد إلى زوجته الأولى وأكمل معها بقية أيامه خاصة بعد أن اشتد عليه المرض.

مات صلاح ذو الفقار في 22 ديسمبر 1993، ولم يشاهد أفلامه الخمسة الأخيرة وهي «المتهمة» و«لهيب الانتقام» و«الإرهابي» و«لصوص 5 نجوم» و«ديسكو ديسكو»، وكلها عُرضت بعد وفاته.

تم نسخ الرابط