قصة مثيرة وراء ادخال الكروت الصفراء والحمراء لكرة القدم

الكروت الصفراء والحمراء
الكروت الصفراء والحمراء

كانت مباراة الأرجنتين وبريطانيا في بطولة العالم في عام 1966، هى السبب فى أختراع البطاقات الصفراء وأستخدامها بعد ذلك لأول مرة عام 1970.
قبل مونديال 70 بالمكسيك، كان الانذار شفهي من الحكام للاعبين، بعدها يتم الطرد المباشر، لكن بسبب واقعة طرد في مباراة الأرجنتين وإنجلترا ورفض اللاعب المطرود الخروج من الملعب بحجة عدم انذاره شفهياً، فكر القائمين على الكرة في اختراع البطاقات الصفراء.
وتعتبر أول مرة يتم فيها استخدام هذه الكروت الملونة كان عام 1970 ببطولة كأس العالم بالمكسيك.
جاءت فكرة استخدام الكروت الصفراء والحمراء عن طريق الإنجليزى كين استون، وقت أن كان عضواً بلجنة الحكام بالاتحاد الدولى عام 1966، وخلال حضوره إحدى المباريات بين إنجلترا والأرجنتين بملعب ويمبلى، وقام الحكم بطرد قائد الأرجنتين وطلب منه مغادرة الملعب، ولكن اللاعب رفض بحجة أنه لم ينذره قبل الطرد، رغم أن الحكم أنذره بلغة لا يفهمها اللاعب.
بعد المباراة تردد أن الحكم أنذر اللاعب شفهياً وتغاضى عن مخالفتهم، ولتجنب هذه الأزمات فكر أستون فى حل واستوحى الفكرة من إشارات المرور، حيث إن اللون الأصفر للتمهل بينما الأحمر للتوقف.
وكين آستون صاحب الفضل في إدخالها إلى كرة القدم في 1960 ، وحكم مباريات كأس العالم في تشيلي عام 1962 و إنجلترا 1966، حيث أسندت إليه مهمة تحكيم المباراة الافتتاحية لمونديال 1962التي جمعت تشيلي بسويسرا، فأدارها باقتدار و ثقة أثارا إعجاب مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذين قرروا أن يدير مباراة تشيلي وإيطاليا بدلا من حكمها الأصلي .
قرار لم يعجب آستون نفسه إذ كانت الأجواء متوترة قبل اللقاء،وتنذر بمباراة نارية ،بعد أن صبت الصحافة التشيلية النار على الزيت وزعمت أن الصحافة الإيطالية نشرت مقالات تشكك بجمال وأخلاقيات نساء بلادها ،وهو ما أثار غضب التشيليين و تحولت المباراة بالنسبة إليهم إلى مسألة شرف وطني ،وأصبحت الكرة مسألة ثانوية قبل لقاء قوي أطلقت عليه الصحف أسم “معركة سانتياغو“.
قال آستون عن تلك المباراة :”لم أكن أحكم مباراة كرة قدم ،كنت أتصرف كمسؤول في مناورات عسكرية” ،وبحكم خوضه معارك الحرب العالمية الثانية في آسيا ،فقد شهد نزاعات أسوأ ،لكن المباراة كانت كارثية إذ تدخلت شرطة مكافحة الشغب ثلاث مرات لمساعدته في استعادة النظام،طرد لاعبان من منتخب إيطاليا،و أضطر آستون إلى التدخل أكثر من مرة لفض شجارات وإيقاف معارك بين اللاعبين ،انتهى اللقاء بفوز تشيلي بهدفين دون مقابل.
في 1963 حكم آستون المباراة النهائية لكأس الإتحاد الإنجليزي ،وبعد 3 سنوات رشح لعضوية لجنة الحكام في الإتحاد الدولي لكرة القدم ،وتولى رئاستها لاحقاً من 1970 إلى 1972،وشهد منصبه الجديد في لجنة الحكام وجوده في إحدى اللحظات إثارة للجدل أثناء كأس العالم في 1966خلال مواجهة إنجلترا و الأرجنتين في الدور ربع النهائي ،التي أقيمت في ملعب ويمبلي ،وأضطر لاستخدام دبلوماسيته و قدرته على الإقناع لتهدئة غضب قائد الأرجنتين الذي طرده الحكم ،وطلب منه مغادرة الملعب.
اتخذت المباراة منحى آخر بعدما ذكرت تقارير صحفية أن الحكم أنذر الأخوين بوبي و جاك تشارلتون شفهياً و تغاضى عن مخالفاتهما،وهو ما نفاه مدرب إنجلترا السير رالف رامزي.
بدأ آستون بالتفكير بطرق لتجنب حدوث مثل هذه المشاكل في المستقبل ،وبينما كان يقود سيارته أدرك أن محاكاة نظام الإشارات الضوئية ستكون الحل الأمثل ،فالأصفر يعني التمهل و الأحمر يعني التوقف ، الألوان تكسر حواجز اللغة، و توضح الأمر للجميع سواء كان القرار إنذار اللاعب أو طرده.
و نتيجة لذلك استخدمت البطاقات الصفراء والحمراء أول مرة في مونديال 1970، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من عالم كرة القدم.

تم نسخ الرابط