بين عويل الذئاب والأمطار.. حكاية حادث مأسوي نجت منه مريم فخر الدين بأعجوبة

مريم فخر الدين
مريم فخر الدين

اقتحمت المجال الفني بالصدفة فالتمثيل لم يكن من أهدافها، لكن بعد فوزها من قبل مجلة "ايماج" الفرنسية بجائزة أجمل وجه، أهلها أن تقوم بدور البطولة في أول أفلامها السينمائية، من ثم توالت أعمالها وأًطـلق عليها الجمهور "الأميرة إنجي، الحمامة الوديعة، مـلاك السينما الطاهر، برنسيسة الأحلام" وغيرها من الألقاب، وذلك بسـبب ملامحها الأجنبية، حيث ظلت طوال حياتها الفنية تعمل دون انقــطاع، لتخرج من نجاح إلى آخر، أنها الفنانة مريم فخر الدين.

حيث روت الفنانة مريم فخر الدين أنها كادت أن تفقد حياتها فى أحد أيام فصل الشتاء، بسبب غزارة الأمطار، وذلك بعدما دعتها صديقة لها من الوسط الفنى لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فى الفيوم معها، فاشترطت عليها أن يبدأوا رحلتهم بعد منتصف الليل حتى تنتهي من عملها فى الإستديو، وفى الموعد المحدد مرت عليها بسيارتها وانطلقوا فى طريقهم إلي الفيوم.

وعندما كانوا في الطريق انهالت عليهم أمطار غزيرة، وتعثرت السيارة وانحرفت إلى جانب الطريق، حيث اختلطت الرمال بمياه الأمطار فتحولت إلى وحل وحاولت صديقتها أن تشق الطريق وسط الأوحال، ولكن فجأة دارت فى يدها عجلة القيادة بسرعة، ولم تشعر إلا وقد انقلبت السيارة على جانبها.

وأوضحت مريم فخر الدين خلال إحدى حوارتها الصحفية كيف نجت من هذا الموقف المميت قائلة: "صرخنا وقد اقتربنا من الموت ولكن الله سلم، وجاهدنا حتى نخرج من السيارة لنقف تحت المطر الغزير، ولكن أصابنا الرعب بعد أن سمعنا عويل الذئاب".

وأضافت: "كانت صديقتى فى حالة يرثى لها، وأنتظرنا أى سيارة لتنقذنا من هذا الموقف، وأشعلنا أعواد الثقاب حتى ترانا أى سيارة على الطريق، وبالفعل توقفت إحدى السيارات وركبنا فيها إلى الفيوم، وفى الصباح عدنا إلى سيارة صديقتى ومعنا ميكانيكى، وكان موقفاً لن أنساه فى حياتى".

ولدت برنسيسة الأحلام في ٨ يناير ١٩٣٣، بالفيوم، ووالدها كان يعمل مهندس ري، ووالدتها مجرية الأصل تعرّف بها والدها وتزوجها أثناء سفرها بالخارج، لها شقيق واحد هو الممثل يوسف فخر الدين.

خلال مشوارها الفني شاركت مريم فخر الدين فى اكثر من ٢٧٠ عمل منهم ٧٥ فيلمًا كانت لها البطولة المطلقة فيها، ومن أهم اعمالها "رد قلبى، رنة خلخال، القصر الملعون، حكاية حب، شباب اليوم، الايدى الناعمة، اللقيطة، الحب الصامت، الشحات، رحلة غرامية، بقايا عذراء، قلب من ذهب، مع الذكريات، لقاء فى الغروب، أقوى من الحياة، ارحم حبى، الشك القاتل" وغيرهم.

ومع مطلع السبعينيات اختلفت أدوار مريم فخر الدين على الشاشة بحكم السن، وأصبحت تقوم بأدوار مختلفه تمامًا كدورها الشهير في فيلم "الأضواء" ومن قبله دور الأم في فيلم "بئر الحرمان".

ابتعدت الفنانة مريم فخر الدين عن الساحة الفنية، بعدما تمكنت الشيخوخة منها، وهو ما دعاها للعيش في عزلة بعيداً عن الفن والأضواء، وفي آواخر أيامها تم احتجازها داخل مستشفى المعادي العسكري بسبب تجمع دموي في المخ، ولكن حالتها الصحية تدهورت بعد إجراء العملية، الأمر الذى أدى إلى احتجازها بغرفة العناية المركزة حتى وافتها المنية في الثالث من نوفمبر عام ٢٠١٤ عن عمر يناهز ٨١ عامًا.

تم نسخ الرابط