جرعة كوكايين زائدة و مؤامرة من الاحتلال وانتقام بسبب قصة حب.. 3 روايات تكشف لغز مقتل ”فنان الشعب ” سيد درويش

الموجز

في أوائل سبتمبر 1923 ذهب سيد درويش إلى مسقط رأسه بالإسكندرية لترتيب استقبال عودة الزعيم سعد زغلول من المنفى، إلا أنه بحلول يوم 9 سبتمبر رحل سيد درويش عن عمر يناهز الـ32 عاماً بشكل غامض ومفاجئ، وإلى الآن لا يعرف أحد كيف مات سيد درويش.

ومر يومان كاملان قبل أن تنشر جريدة السياسة المصرية في يوم 17 سبتمبر عام 1923 خبر الوفاة، بعدها حمل جثمانه بسرعة إلى مثواه الأخير قبل أن يشعر أحد بموته، حيث دفن في مقابر المنارة بالإسكندرية، وكتب على قبره :"يا زائري لا تنسني من دعوة صالحة.. وارفع يدك إلى السما واقرأ لروحي الفاتحة".

وظلت حادثة موت سيد درويش غامضة حتى الآن، وكان هناك رواية تتردد حول وفاته بسبب تناول جرعة زائدة من "الكوكايين" أدت لوفاته على الفور، كما قالت المطربة القديمة حياة صبري، التي كانت ملهمة سيد درويش، التي قيل إنه تزوجها عرفياً قبل وفاته، حيث روت كيف مات سيد درويش قائلة :"إنه كانت هناك إحدى العائلات الثرية في الإسكندرية، وقدم أحد أبناء العائلة للشيخ مطربة كان يحبها لتدريبها على الغناء، ولم يعجب درويش بصوتها فقالت الفتاة لحبيبها إن الشيخ سيد يغازلها، وعلى الفور قام الشاب بدعوته على العشاء ووضع له مخدر المورفين في الشراب ليموت بعدها".

لكن محمد حسن درويش، حفيد سيد درويش نفى رواية حياة صبري، قائلاً إنها "كاذبة"، مؤكداً أن جده لم يتزوج حياة صبري، ولم يدفن سراً، ولكن تم التعتيم على وفاته من الحكومة والاستعمار حتى لا تلتهب مشاعر الجماهير وتزداد ثورة الشعب، ولم يسر في جنازته إلا أقاربه وجيرانه.

وأشار حفيد سيد درويش أن "من قتله هو الاحتلال الإنجليزي عن طريق إحدى الأسر الصديقة لسيد درويش والخائنة للوطن ولسيد درويش، والتي تم إغراؤها بالمال، حيث أعدوا له عشاء بمناسبة الانتهاء من لحن استقبال سعد زغلول، وتم دس السم له في الطعام، وبمجرد عودته إلى المنزل وافته المنية ولم تتمكن الأسرة من إسعافه على الفور".

وأوضح الحفيد أنه "نظراً لشكوك الأسرة والمحيطين طالبوا بإخراج الجثمان وإعادة تشريحه لمعرفة سبب الوفاة، فامتنعت السلطات ورفضت تنفيذ هذا الطلب، لتأكدهم من دس السم له وخافوا من افتضاح الأمر"، وهذه هي رواية النهاية المؤكدة لوفاة سيد درويش عند أسرته.

ولد السيد درويش البحر بمحافظة الإسكندرية فى 17 مارس 1892، وفى عمر الـ16 عامًا تزوج وأصبح رب أسرة فى ذلك العمر الصغير.

واحترف " سيد درويش" الموسيقى والعزف على العود، وتعلم كتابة النوتة الموسيقية، وسافر إلى القاهرة سنة 1917، وهناك اشتهر شهرة كبيرة، ولحن لجميع فرق المسرح في شارع "عماد الدين".

ومن أشهر الفرق الذي تعامل معها فرقة جورج أبيض، ونجيب الريحاني، وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى أغنية "قوم يا مصري"، وألف الكثير من الأغانى الوطنية والشعبية التى ألهبت حماس المصريين آنذاك.

تم نسخ الرابط