معلومات لا تعرفها عن «ديكتاتور أوروبا» الذى يحكم بلاده بالحديد والنار
يصفه الغرب بأنه «آخر ديكتاتور في أوروبا» فعلى مدى ربع قرن حكم بلاده بقبضة قوية لا تهاون فيها، أنه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو الذى فاز بولاية سادسة بنسبة 80.23 في المائة من الأصوات.
ورغم أن "لوكاشنكو" يحمل في بلاده تسمية «الأب» إلا أن فوزه أمس بولاية سادسة أحدث "ثورة غضب" كبيرة في العاصمة البيلاروسية مينسك، ووقعت صدامات بين الشرطة ومحتجين استخدمت خلالها قوات إنفاذ القانون القنابل الصوتية، وقال شهود عيان إن الفوضى عمّت العاصمة التي صدح فيه صراخ المحتجين وأطلقت أبواق السيارات وصفارات الإنذار، ونتج عنها تسجيل إصابات وتوقيف العشرات.
وما يزيد من غضب الشعب البيلاروسى وثورته على هو "انقطاع الإنترنت" في البلاد، والذى يرونه بأنه بتوجيهات من الرئيس لوكاشينو، فهناك صعوبة في الوصول إلى بعض المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى عمل المواقع الحكومية بشكل متقطع، كما أصبح موقع التواصل الاجتماعي "تلجرام" خارج الخدمة.
ومن جانبه، نفى رئيس بيلاروسيا وجود أى صله له بانقطاع الإنترنت في البلاد، أكد مؤكدًا أن ذلك لم يتم بمبادرة من السلطات وإنما من الخارج.
وقال لوكاشينكو إن المختصين يعملون على معرفة المسبب وراء انقطاع الإنترنت، مضيفًا: "شخص ما يتشوق للنزول إلى الشارع. ومن الخارج يقومون بتعطيل الإنترنت الأمر الذي يؤدي لإثارة السكان، والمختصون يعملون على معرفة الجهات التي تسببت وراء قطعه"، بحسب ما نقلت وكالة "بلتا".
وبحسب تصريحات لوكاشينكو، فإن هناك من يحاول الضغط على بيلاروس، قائلًا: "إنهم يتصرفون بطريقة هجينة في جميع الاتجاهات. ولكننا سنصمد".
وعلى المستوى الداخلى، ظل لوكاشينكو منذ وصوله إلى سدة الحكم في بيلاروسيا (روسيا البيضاء) عام 1994- محور سجال لا تنتهي، إذ يصفه مؤيديه بأنه "المنقذ" الذى أنقذ البلاد من الآثار السيئة للتحول نحو الرأسمالية» عبر رفضه إجراءات الخصخصة العشوائية، ومواجهته الفساد والجريمة المنظمة، ومحاربته محاولات «حيتان المال» السيطرة على القطاعات الرئيسية في البلاد، وفقاً للنموذج الذي سارت عليه وأوقعها في حال من التخبّط والفوضى في تسعينات القرن الماضي.
فى حين، يدّعي خصومه الكثيرون أن ثَمن تلك «الإنجازات» كان باهظاً. وأنه قمع الحريات، وأغلق الصحف، ومنع تطوّر الحياة الحزبية والسياسية في البلاد. كذلك فإنه نكل بمعارضيه بقسوة، ولم يتردد في إطلاق أبشع الصفات ضدهم... حتى أنه تجاهل الانتقادات الدولية الكثيرة عندما واجه بحزم احتجاجات واسعة وسجن مئات المعارضين في عام 2010، بعد مرور وقت قصير على إعادة انتخابه في الولاية الرابعة آنذاك، بأصوات نحو 80 في المائة من الناخبين.
وعلى المستوى الخارجى، نجد أن علاقته بالدول الأوروبية سيئة للغاية، حتى أنه مدرج على لوائح عقوبات كثيرة تمنعه من زيارة أوروبا أو الولايات المتحدة، أو بناء علاقات طبيعية حتى مع جيرانه الأقرب لجهة الغرب، وهي جمهوريات حوض البلطيق وبولندا. ثم إن بيلاروسيا حُرمت من الانضمام إلى مجلس أوروبا لسنوات طويلة، قبل أن يبدأ الغرب بتخفيف لهجته قليلاً، عبر فتح بعض الشراكات مع لوكاشينكو في إطار برامج «الشراكة الشرقية» التي بقيت لسنوات تراوح في مكانها.
ويتمتع لوكاشينكو بخلفية عسكرية صارمة، والتي اكتسبها بحكم خدمته في حرس الحدود لمدة تجاوزت سبع سنوات، وخطا لوكاشينكو إلى عالم السياسة من موظف في مزرعة تعاونية سوفياتية تقليدية إلى مدير مصنع لمواد بناء مزارع الدولة، قبل اختياره نائباً في المجلس الأعلى لجمهورية بيلاروسيا (البرلمان) حيث خاض حروباً شرسة ضد التيارات الليبرالية الإصلاحية التي اتهمها بالسعي إلى نهب ثروات البلاد، وتمزيقها، في فترة تفكك الاتحاد السوفيتي.