صديق العندليب الذي سرق أم كلثوم ومقتله أغضب جمال عبدالناصر..حكاية السفاح المثقف الذي خلد أسطورته نجيب محفوظ في ”اللص والكلاب”

الموجز

هو ثاني أشهر سفاحى الإسكندرية الذى شغل الرأي العام لوقت طويل، وخلد نجيب محفوظ حكايته في روايه فيلم "اللص والكلاب" التي قام ببطولتها شكري سرحان والفنانة شادية، ولقب محمود أمين سليمان بـ "السفاح المثقف"، وأغضب خبر مقتله الرئيس جمال عبد الناصر.

كان "سليمان" يعيش حياته كموظف في الحكومة، ولكنه لم يستمر طويلا وتم فصله وبعد ذلك اتجه إلى السرقة واحترف سرقة الماشية، ثم احترف سرقة الشقق وكان يتصيد الشقق الفاخرة بالأحياء الراقية، فى الإسكندرية والقاهرة وكان يساعده فى السرقة شقيق زوجته، وتلقت الشرطة الكثير من البلاغات التى سببت حيرة كبيرة لرجال، البوليس لأنه لم يكن مسجل لديهم.

وذاع صيت محمود سليمان وقامت الصحف في تلك الأيام بالكتابة عنه إلى أن حولته إلى أسطورة خرافية لا تستطيع الشرطة القبض عليه، وأصبح "روبين هود مصر" الذي يسرق من الأغنياء ويعطي للفقراء، وقيل إنه سرق شقق الفنانين والمشاهير منهم شقة أم كلثوم وأنه تحدث مع الرئيس جمال عبد الناصر في التليفون وعرض عليه أنه يقوم بجلب رأس عبدالكريم قاسم رئيس العراق في ذلك الوقت، والذي كان على خلاف مع عبد الناصر.

وأطلق على محمود سليمان لقب المجرم المثقف فرغم مغامراته بالسطو على فيلات وشقق الأثرياء، كان قد وثق صلته بالعديد من مشاهير عصره مثل المطرب الراحل عبدالحليم حافظ والشاعر كامل الشناوى والكاتب الصحفى مصطفى أمين، حيث اعتاد سليمان السهر مع كوكبة من النجوم فى فندق هيلتون النيل فهو من وجهة نظرهم صاحب دار نشر ومثقف، والمفارقة أن دار النشر كان قد جعلها ستارا ليخفى خلفها أعمال اللصوصية والإجرام.

وبسبب خلاف مع شقيق زوجته قام بالإبلاغ عنه وتم القبض عليه وتم ترحيله إلى القاهرة ليتم محاكمته لأن معظم سرقاته كانت في القاهرة، وفي الزنزانة كان معه الشاعر المعروف أحمد فؤاد نجم الذي كان يرفعه للشباك لكي يمكنه أن يكلم زوجته "بطة".

بعد خروجه من السجن بدأت معه غريزة القتل بالتهديد بقتل زوجته نوال محمد عبد الرءوف ومحاميه بدر الدين أيوب الذي كان يترافع عنه في قضية السرقة لظنه أن هناك علاقة آثمة بين زوجته والمحامي، وأطلق عدة أعيرة نارية على المحامى ولكن أنقذته العناية الإلهية من الموت.

كما أراد سليمان قتل عديله جمال أحمد محمود أبو العز، وذلك لشكه بأنه قام بالإبلاغ عنه لدى البوليس، كما أطلق النار على محمود سليمان على، الموظف الحكومي بذات الوقت لظنه بأنه على علاقة بشقيقته الصغرى "جميلة".

بعد ذلك تحولت حياة السفاح إلى مطاردة مستمرة بينه وبين الشرطة ولسوء حظه كان حبة وعشقه للسرقة والانحراف والإجرام يسيطر عليه، وهذا ما جعله يرتكب 8 وقائع قتل أهمها كان مقتل خليل خضر بيومي، أحد تجار الحبوب الكبار بمنطقة محرم بك، وسرقة مبلغ ألفين جنيه كانت بحوزته.

ثم توالت جرائمه التي كان أساسها السرقة ثم القتل وارتفعت حصليته إلى 14 جريمة قتل ويوم سقوط "محمود أمين" لم يكن قتله أمرا سهلا فقد تم حصاره لمدة 75 دقيقة، ومات بعد أن اخترقت جسده 17 طلقة نارية من أسلحة رجال الشرطة.

وضع أهالي منطقة محرم بك لافتات بعد مقتله مكتوب عليها السفاح عاش بطلا ومات بطلا وتأثر به الأهالي لفترة طويلة كأسطورة السفاحين، وكان يوم مقتل السفاح هو نفس العام الذي تم فيه قرار تأميم الصحافة عندما نشرت الصحف خبر وفاته قبل نشر خبر زيارة جمال عبد الناصر لباكستان وظهر عنوان مقتل السفاح "مقتل السفاح وعنوان جمال عبد الناصر في باكستان" كأنهما خبر واحد.

تم نسخ الرابط