”لهاليبو الفن”.. معلومات لا تعرفها عن قصة محاولة انتحار نعيمة عاكف من فوق برج إيفيل
"لهاليبو الفن" بنت السيرك الراقصة والفنانة والمطربة والممثلة وصاحبة الدم الخفيف والقوام الرشيق
إنها الفنانة الراحلة نعيمة عاكف التي أنهي السرطان مسيرتها الفنية بعدما أسعدت الملايين ..كانت في حياتها العديد من الحكايات الغريبة والمختلفة، منها الكوميدي والمآساوي، ولكن حكاية محاولتها القفز من برج إيفيل بباريس في فرنسا كان لها صدي كبير.
بدأت الحكاية وهي تحاول القفز من البرج ومنعها أمن البرج وأنهارت من البكاء عند رؤيتها زوجها المخرج حسين فوزي.
في عام 1956، حسب رواية إحدي المجلات المعروفة، كانت نعيمة عاكف من المخرج حسين فوزي، فى باريس خلال فترة زواجهما، حيث سافرت نعيمة معه إلى باريس، فاصطحبها لزيارة برج إيفل الشهير.
وخلال هذه الزيارة افترقا بسبب شدة الزحام ولم يصل كل منهما للأخر، واعتقد حسين فوزى أن زوجته هبطت إلى الطابق الأرضى، فنزل للبحث عنها، بينما كانت نعيمة عاكف فى الطابق الذى يعلوه ولا تستطيع التحرك من شدة الزحام، فنظرت لترى زوجها فى الطابق الأسفل، وبسبب فشلها فى التحرك وسط الزحام فكرت الفنانة الاستعراضية ابنة السيرك أن تستغل المهارات التى تعلمتها فى السيرك لتقفز إلى الدور الأسفل خاصة أنه كان بينها وبين زوجها طابق واحد، وبالفعل اقتربت نعيمة عاكف من السور وأوشكت على القفز، وشاهدها رجال الشرطة المكلفون بحراسة البرج فأسرعوا إليها بعدما ظنوا أنها تريد الانتحار، وساد الارتباك وظلوا يتحدثون معها باللغة الفرنسية بينما هى لا تفهم شيئا من حديثهم ، حتى التفت زوجها لهذه الضجة واكتشف أن زوجته طرف فيها فصعد بسرعة ليتحدث مع رجال الشرطة، وما أن رأته نعيمة عاكف حتى انفجرت بالبكاء.
ولدت نعيمة عاكف في مدينة طنطا حيث كان سيرك والدها، يقدم عروضه خلال ليالي الاحتفال بمولد السيد البدوي وخرجت نعيمة إلى النور لتجد نفسها بين الوحوش والحيوانات والألعاب البهلوانية مثل أبيها وأمها وسائر أفراد أسرتها، ولما بلغت سن العاشرة تزوج والدها من أخرى غير والدتها التي اضطرت إلى ترك السيرك مع أولادها لتستقر في شقة متواضعة بشارع محمد علي ثم انتقلت نعيمة إلى ملهي الكيت كات الذي كان يرتاده معظم مخرجي السينما، فالتقطها المخرج أحمد كامل مرسي وقدمها كراقصة في فيلم "ست البيت" ومنه اختارها المخرج حسين فوزي لتشارك في بطولة فيلمه "العيش والملح" وبعده تعاقد معها على احتكار وجودها في الأفلام التي يخرجها لحساب نحاس فيلم.
وقامت بأول بطولة سينمائية لها في "لهاليبو" ورغم فارق السن الكبير بينهما إلا أن المخرج حسين فوزي تزوجها ونقلها من شارع محمد علي إلى فيلا بمصر الجديدة.
وتوالت أفلامها ولمع نجمها في السينما من خلال أفلام: (بلدي وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، ياحلاوة الحب).
وبعد عشرة أعوام من الزواج انفصلت نعيمة عن زوجها في هدوء شديد بعد أن أخرج لها 15 فيلماً آخرها فيلم "أحبك ياحسن" ثم تزوجت من المحاسب صلاح الدين عبد العليم وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد صلاح الدين عبد العليم، وحصلت نعيمة عاكف علي لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958 ضمن خمسين دولة شاركت في هذا المهرجان.
شعرت نعيمة عاكف ببعض الألم أثناء عملها في فلم بياعة الجرايد وذلك في عام 1963 وعند عمل الفحوصات إكتشفت أنها مصابة بداء السرطان وصارعت المرض في الثلاث سنوات الأخيرة من حياتها حيث توفيت في 23 أبريل 1966 بعد رحلة مع مرض سرطان الامعاء وأنهت مشوار سبعة عشر عاماً من الفن والتألق والإبداع.