”الحوض المرصود” .. أسرار لا تعرفها عن أشهر مستشفي بالقاهرة
يتوافد كل صباح مئات المرضي من شتي الأماكن والمحافظات إلي منطقة السيدة زينب أمام أشهر مستشفي للأمراض الجلدية في مصر والتي ذاع صيتها منذ القدم بقدرتها العجيبة علي الشفاء من الأمراض وعرفت باسم "الحوض المرصود"،ولكن ربما لا يعلمون ما قصة ذلك "الحوض"، وسره في الاستشفاء وتلك الأسطورة التي توارثتها الأجيال وبحثها علماء الآثار.
الحوض المسحور
الحوض المرصود فى الحقيقة عبارة عن تابوت جرانيت لقبه الفرنسيون بـ"ينبوع العشاق"، وسماه المصريون "الحوض المسحور"، قالوا عنه إنه يخلص العشاق من آلام الحب والفراق، تلك الأسطورة التي رددها المصريون من قديم الزمان، وجاء المستشرقون وعلماء الآثار ليأكدوا أنها لم تكن أوهام أو من وحي الخيال، ولكن حقيقة وذو قيمة تاريخية، إلا أن علماء الحملة الفرنسية قاموا بسرقة التابوت الي باريس اثناء خروجهم من مصر سنة ١٨٠١ مع حجر رشيد و ٱثار اخري كثيرة ؛ و بعد هزيمة نابليون بونابرت قامت انجلترا بأخذ تلك الاثار ووضعها في المتحف البريطاني بلندن ولكن ظل اسمه محفوظاً في ذلك المشفى.
قصته
تعود قصة هذا الأثر إلي العصر العثماني، عندما عثر على حوض أو تابوت ضخم في هذه المنطقة القديمة والتي تعرف ببركة الفيل، وهو حوض من الحجر الصوان الأسود بطول 2.7 متر وعرض 1.38 متر وارتفاع 1.92 متر، وعلى جميع أسطحه الداخلية والخارجية كتابات جنائزية.
و الحوض المرصود كما جاء في كتاب وصف مصر - تأليف علماء الحملة الفرنسية - هو تابوت فرعوني من الجرانيت الأسود، قام أحد بكوات المماليك بوضعه أمام جامع الجاويلي في حي السيدة زينب بالقاهرة و استخدمه الأهالي في سقاية المياه؛ فكانوا يملئونه بالمياه ليشرب منه المارة ؛ ثم سرت شائعات قوية مفادها ان من يرتوي بمياه هذا الحوض يشفي من امراض العشق و الفراق.
و قد قام الفرنسيون بتجربة مياه هذا الحوض واندهشوا لنتيجته فاطلقوا عليه اسم ينبوع العشق .
بينما أطلق عليه سكان القاهرة اسم الحوض "المرصود" بمعني الحوض "المسحور"
أساطير
وقد نسجت الكثير من الحكايات والأساطير حول التابوت الذي كان يحوي مومياء لأحد كهنة العصور الفرعونية، كان معظمها يروي أن هذا التابوت الضخم الثقيل الذي يستحيل تحريكه يخبئ تحته كنوزا كثيرة، ويحرسها الجن، فيما دارت حواديت أخرى عن قدرة الحوض على الشفاء من أمراض كثيرة أهمها "الحب"، كما ذكر المؤرخ المملوكي بن إياس أن الحوض أعيد استخدامه في أحد مساجد مدينة القاهرة كحوض أو مسقى للمياه.
بن قلاوون
كان موقع المستشفى الحالي قصرا للملك الناصر محمد بن قلاوون وكان يحمل اسم قصر "بقتمر الساقي"، والذي وصفه شيخ المؤرخين العرب أحمد بن علي المقريزي بأنه أعظم مساكن مصر، وأحسنها بنيانا، ثم تحول المبنى إلى مصنع للنسيج ثم إلى سجن الحوض المرصود، ثم إلى تكية فدار للقرعة ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض السرية عام 1923 ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض الجلدية والتناسلية عام 1943 إلى أن أصبح اسم المستشفى "القاهرة للأمراض الجلدية والتناسلية عام 1979".