”كان يذكره بحبيبته التي حرم منها”..لماذا اتهم العندليب صلاح نظمي بأنه ”أثقل دم في السينما”؟

صلاح نظمي والعندليب
صلاح نظمي والعندليب

نراهم من خلف الكاميرات نعيش مع آلامهم وافراحهم، يسعدوننا ونكره قسوتهم، أحببنا فنانين  جسدوا  أدوار الشر ولكنهم في الحقيقة من أصحاب القلوب الطيبة  .

منهم  النجم الراحل صلاح نظمي الذي كثيرًا ما قدم دور الفتي الشرير في أعماله، ما جعله يصبح صاحب "أثقل دم في الوسط" الفني بشهادة الجمهور ولكن عندما يقول هذه الشهادة فنان كبير  اعتبرها البعض  إساءة .

 وهذا ما حدث من خلال قضيته مع العندليب التي هزت الري العام لفترة..

بدأت القصة عندما حل العندليب عبد الحليم حافظ ضيفا على الإعلامية سناء منصور ببرنامجها الشهير على إذاعة الشرق الأوسط وقتها "أوافق.. امتنع" والذى كان يقوم توجيه  أسئلة للفنان وعليه أن يوافق فيجيب عليها، أو يمتنع فيستخدم حقه فى الامتناع عن الإجابة مع تبرير سبب الامتناع.

من ضمن الأسئلة التى وُجهت لعبد الحليم حافظ وقتها كان سؤال: "من هو الممثل صاحب أثقل دم فى السينما المصرية؟" فوافق عبد الحليم على الإجابة وكانت إجابته "صلاح نظمى".

وعندما وصل الحوار لصلاح نظمى غضب جدًا خوفا علي أن يؤثر رأيه علي المنتجين، وقرر رفع قضية سب وقذف على عبد الحليم حافظ، وأثناء الجلسة التى كان سينطق بها بالحكم قال عبد الحليم حافظ ليبرئ نفسه إنه لم يقصد إهانته ولم يتحدث بشكل شخصى، ولكن قصد الأدوار التى يؤديها الرجل ثقيل الدم والتى يؤديها بنجاح.

وأقنع محامي عبد الحليم المحكمة بأن موكله لم يقصد شخص صلاح نظمي، وإنما كان يقصد أدواره التى يؤدّيها، وهو ما يعتبر مدحًا فى حقه لتأكيد إجادته لأدواره، فحكمت المحكمة ببراءة عبد الحليم حافظ ورفض الدعوى.

وامام احتشاد انصار العندليب خارج المحكمة، واهتمام الرأي العام بها بشكل غير عادي، وبعد أن حكمت المحكمة برفض الدعوى المدنية المرفوعة من صلاح نظمي، وبراءة عبدالحليم حافظ مما نسب إليه، خرج المتخاصمان، وتقدم حليم وصافح صلاح وعانقه، ودعاه لفنجان شاي في بيته، واصر على اشتراكه معه في فيلم (أبي فوق الشجرة) للمخرج حسين كمال عام 1969 حسب رواية نجله حسين نظمي.

وكان ما قاله حليم من تفسير حول اختياره نظمي ليمنحه لقب الفنان الأثقل ظلا، حقيقة ولكنه لم يتحدث طويلا حول الأمر، حتى كشف القصة كاملة للإعلامي مفيد فوزي، موضحا أن نظمي جسد في فيلم "بين الأطلال" دور دبلوماسي يتزوج من بطلة الفيلم فاتن حمامة وبالتالي تُحرم من حبها لعماد حمدي، فاعتبر حليم ما قام به نظمي ثقل دم وغلاظة، وهو الفيلم الذي ابكى حليم، لتشابهه مع قصة حبه مع "ديدي" ابنة العائلة الارستقراطية التي رفض أهلها ارتباطها بحليم ولم يمنعهما مرضها الخبيث كما أشيع من الزواج، بل قام أهلها بتزويجها برجل دبلوماسي.

ولد صلاح الدين أحمد نظمي في 24 يونيو 1918، في محرم بك بمحافظة الإسكندرية، وعاش يتيم الأب لتهتم أمه بتربيته وأشقاءه الثلاثة، حتى تخرج من كلية الفنون التطبيقية ليُعين مهندسا في هيئة التليفونات ويظل بالوظيفة حتى وصل إلى درجة مدير عام، كما التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1946، وكعادة فناني جيله تنقل نظمي في بداية مشواره الفني بين عدد من الفرق المسرحية بدأها بفرقة الفنانة ملك، ثم انتقل إلى فرقة الفنانة فاطمة رشد وبعدها إلى فرقة رمسيس.

من أشهر أفلام صلاح نظمي "حب ودلع، عصابة حمادة وتوتو، على باب الوزير، اتنين على الطريق، الجحيم، أبي فوق الشجرة، شيء من الخوف، الرجل الثاني"، وقدم ما يزيد عن الـ 300 عمل فني.

تم نسخ الرابط