فؤاد سراج الدين .. معلومات لا تعرفها عن آخر باشوات مصر فى ذكرى رحيله الـ 20

فؤاد سراج الدين
فؤاد سراج الدين

الباشا الذى مازال مجرد ترديد إسمه يهز أركان قصر بدراوى فى 1 شارع بولس حنا المقر الحالى و الرئيسى لحزب الوفد الجديد بالدقى .. إنه فؤاد سراج الدين مؤسس الوفد الجديد .

قضى "سراج الدين" حياته في النضال السياسي في كفاح الاستعمار البريطاني والملك في الأربعينات إلى معاداة رجال الثورة في الخمسينات ثم التصدي للعولمة في أواخر حياته.

كانت أسرته واحدة من ملاك الأراضي الزراعية في بيلا بمحافظة كفر الشيخ لذا فقد تلقى تعليما متميزا تخرج على إثره عام 1930 في كلية الحقوق وعمل بعض الوقت في مكتب النائب العام قبل أن يتفرغ لإدارة شئون عائلته.

كان فؤاد سراج الدين هو الامتداد الطبيعي لمصطفى باشا النحاس، الجيل الثاني من وفديي مصر.

في تلك السنوات تابع فؤاد سراج الدين معارك النحاس باشا عن قرب، وتعلّم ثباته وصلابته وايمانه الراسخ بأنه لا بديل سوى الديمقراطية، ولا حلم مقدماً على الاستقلال، ولا عمل سياسي بدون شرف ونزاهة ، شارك الشاب الطموح في كافة المؤتمرات السياسية، وبرع في الخطابة، وأظهر نشاطا واضحا جعله مهيئا للصعود الصاروخي داخل حزب الشعب الجماهيري.

لم يكن فؤاد سراج الدين مجرد نائبا مجتهدا، أو عضو نشط وإنما كان كتلة من المواهب دفعته نحو الصفوف الأولى في حزب الوفد وأهلته حتى وكلت إليه مهام وزارة الزراعة في مارس 1942 ولم يكن عمره وقتها يتجاوز 32 سنة ، ولم تمض شهور قليلة حتى أضيفت له وزارة الشئون الاجتماعية، ثم الداخلية، ولما عاد الوفد مرة أخرى للحكم بعد 7 سنوات عام 1949 أختير فؤاد سراج الدين وزيرا للمواصلات، ثم أختير في حكومة الوفد الأخيرة عام 1950 وزيرا للداخلية بالإضافة إلى وزارة المالية حتى أصبح سراج الدين من أكبر الساسة المصريين الذين أثروا الحياة السياسية.

وفي تعاملاته اليومية مع رجال الحزب والسياسيين من كافة التوجهات كان سراج الدين يبدو "باشا" قادماً من عصر الملكية، فقد كان يصر كل المتعاملين معه على مناداته باللقب وكان هو حريصاً على الالتزام ببروتوكول الباشوات في حياته اليومية، فسيجاره الفاخر لم يفارقه طوال حياته ولم يغفل استخدام "المنشة" التي كان يستخدمها الباشوات في عصر ما قبل الثورة للتأكيد على سلالته العريقة وإظهار الوجاهة الاجتماعية، كما حرص على الإقامة في قصر منيف بإحدى ضواحي القاهرة الراقية ولم يغير "الحشم والخدم" الجدد السلوك الذين توارثوه عن أجدادهم في تلك المهنة.

ويمتلك الباشا فؤاد سراج الدين تاريخاً نضالياً طويلاً، فرافق في طفولته زعيم الوفد المصري مصطفى باشا النحاس وشارك معه في تمزيق معاهدة 1936 في الاسكندرية عندما أعلن النحاس باشا أنها دون الطموحات المصرية في تحقيق جلاء الاستعمار البريطاني التام عن مصر، وكان سراج الدين من أخلص الوفديين وأكثرهم ولاء لمؤسس الحزب سعد باشا زغلول.

وفي الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي خاض سراج الدين معارك سياسية طاحنة ضد قوات الاحتلال البريطاني والقصر الملكي، مما جعله يتبوأ مكانة كبيرة في قلوب المصريين، فكان أصغر نائب في مجلس النواب عن محافظة كفر الشيخ القريبة من القاهرة حيث موطن عائلته في منطقة "كفر الجرايدة"، وكان عضواً في مجلس النواب منذ عام 1936 إلى 1942 ثم مجلس الشيوخ في 1946 وكان زعيماً للأغلبية الوفدية بمجلس الشيوخ قبل ثورة يوليو 1952 وصدرت ضده أحكام بالسجن عقب الثورة لمدة 15 عاماً أمضى منها 3 سنوات ثم بعد ذلك وضعه مجلس قيادة الثورة تحت الحراسة بحجة انه يمثل "العهد السابق".

اعتقل سراج الدين عدة مرات منها في مارس 1952 في وزارة نجيب الهلالي وأفرج عنه في 4 يوليو سنة 1952وفي 5 سبتمبر 1952 وأفرج عنه في ديسمبر 1952 وفي يناير 1953 لمدة ثمانية أشهر في السجن الحربى وفي يناير سنة 1954 حوكم أمام محكمة الثورة وحكم عليه بالسجن 15 عامًا في مارس 1954 وأفرج عنه أوائل 1956 و في أكتوبر 1961 لمدة خمسة أشهر في سجن القناطر الخيرية وفى نوفمبر سنة 1965 لمدة أسبوع في السجن الحربى و في يونيو 1967 لمدة أربع وعشرين ساعة قضاها في قسم شرطة مصر القديمة وأخيرا اعتقل في سبتمبر 1981 من ضمن اعتقالات سبتمبر.

وفى عام 1978 عاد حزب الوفد للحياة السياسية وأصبح رئيسًا له حتى 9 أغسطس 2000 حيث توفاه الله.

تم نسخ الرابط