ونقلت شبكة "سي إن بي سي " الأمريكية عن كاثرين مان، كبير المحللين الاقتصاديين لدى"سيتي بنك" قولها:" إن أسعار الذهب العالمية التي تقف حاليا عند مستوى 2058 دولار للأوقية حققت صعودا بنحو 4 % خلال الأسبوع الماضي فقط، وفي طريقها صوب تحقيق مكاسب قياسية للأسبوع التاسع على التوالي، فيما تعد أطول موجة صعود أسبوعية للمعدن النفيس منذ عام 2006 ".
وبينما يتوقع خبراء "سيتي بنك" بلوغ أسعار الذهب مستوى 2100 دولار خلال الربع الثالث من 2020، يؤكدون على أن موجة صعود الذهب، لا تعني خسارة الدولار الأمريكي قيمته كملاذ للمستثمرين أو مكانته كأحد أهم الأصول الاحتياطية الدولية كما يزعم البعض.
ويرى الخبراء- في مذكرة بحثية أوردتها شبكة"سي إن بي سي" -أنه بينما يحاول بعض الاقتصاديين تفسير صعود أسعار الذهب كنتيجة لتراجع قيمة الدولار، إلا إنه لن تكون هناك عملة أخرى أو دولة مستعدة في أن تحل محل العملة الخضراء، مشيرين إلى أن سعى الفيدرالي الأمريكي لطرح كميات هائلة من الدولارات في الأسواق وإجراء صفقات تبادل عملة مع دول أخرى إنما يدعم قوة الدولار كأهم الأصول العالمية.
وأضاف خبراء "سيتي بنك" أنه حتى وإن شهدت قيمة العملة الأمريكية تراجعا نوعا ما حاليا مقارنة بأسعار الذهب، تظل لها الأفضلية عن سائر العملات التي تشهد هى الأخرى انخفاضات مماثلة".
ويعزي اقتصاديو "سيتي بنك" الأسباب الرئيسية وراء الصعود التاريخي في أسعار الذهب إلى توجه البنوك المركزية حول العالم إلى تبني سياسات نقدية تحفيزية أكثر مرونة، لاسيما بالتزامن مع بداية انتشار جائحة فيروس كورونا، وهو ما ترتب عليه عوائد حقيقية سلبية، أي أن العائد الذي يتحصل عليه المستثمرون من السندات يصبح متساوي أو أقل في قيمته من معدل التضخم.
وأوضح الخبراء أن العوامل السالف ذكرها أدت ذلك إلى خفض "تكلفة حيازة المستثمرين لأصل بدون قسيمة مثل الذهب ليشعل فتيل اكتناز المعدن الأصفر بين المستثمرين، مستبعدين في الوقت ذاته وصول الأسعار إلى مستوى 3000 دولار كما يتكهن البعض.