سليمان نجيب ينقذ شاب من يد الملك فاروق .. إعرف الحكاية
إحترام قواعد البروتوكول، وتقديس الاتيكيت، والسير على النظام الملكى، كل هذه الأشياء كانت بمثابة خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها أو مجرد التفكير فى تكسيرها, ومن يفعل ذلك ينال أشد العقاب، وهذا ما كان سيحدث لأحد الشباب الذى خانه حظه السئ وأوقعه فى شر أعماله، وقام بتكسير قواعد البروتوكول الذى تسير عليه الاوبرا المصرية منذ تشيدها، ففى إحدى الليالى قرر الملك فاروق الأول الذهاب لدار الأوبرا لمشاهدة، عرض أوبرا لاترافياتا، وأثناء جلوسه في صدر مقصورته بالأوبرا التي شيدها جده الخديوي إسماعيل ، فإذا به عن بعد يلمح شيئا ما في الصالة من أسفل، أثار حفيظة الملك فتناول منظاره المكبر ليتأكد مما تراه عيناه، ونظر فرصد فاشتاط غضبا، وأسل في استدعاء سليمان بك نجيب ، مدير دار الأوبرا وقتئذ، مناولا إياه المنظار وأشار له إلي المقعد الخامس من الصف الثالث في الصالة، حيث خلع صاحبه الجاكت و وضعه علي ساقية مكتفيا بالقميص الأبيض المضيء وسط ملابس السهرة السوداء ، ضاربا بذلك قواعد البروتوكول عرض الحائط، وقال الملك في غضب
سليمان إنت شايف اللي أنا شايفه ؟! ولم يكن الملك في حاجة لأي استرسال، ليهرول سليمان بك نجيب للمتفرج المتهور الذي أتي أمرا، أو ذنبا لا يغتفر وخروج عن القانون الأوبرالي ليهمس محذرا مؤنبا لائما راجيا مهددا قائلا " يابني إلبس الجاكت الله يرضي عليك و علينا"، وتدخل سليمان بك نجيب فى الأمر وأنقذ الشاب من عقاب محقق.
لم يكن الملك فاروق، وحده هو من يراعي صرامة بروتوكول حضور عروض الأوبرا و إنما جميع أفراد الأسرة المالكة كانوا يفعلون ذلك.