”المرأة والساطور والسفاح” أعمال سينمائية مستوحاة من قصص حقيقية بطل إحداها ”وزير الصدفة” في عهد مبارك..اعرف الحكاية
الفن هو مرآة المجتمع، والسينما هي واجهته المطلة على الشاشة، وعندما نشاهد الأفلام وننتظر عرضها باستمرار، يجذب انتباه الجمهور عبارة "هذا العمل مستوحى من قصة حقيقة"، وهذا يثير فضول الجميع ليعرفوا ما هي القصة وأحداثها، وخاصة إذا كانت قضية قتل، أو حادثة هزت المجتمع، وفي هذا التقرير نرصد حكايات واقعية تم تحويلها إلى أعمال سينمائية.
حقيبة تحتوى على جثة مقطعة بأداة حادة، تدفع الشرطة لفتح باب التحقيق، ليتوصلوا إلى أن سعاد قاسم، التي جسدت دورها نبيلة عبيد في فيلم "المرأة والساطور"، قتلت زوجها عقب استيلاءه على أموالها واعتدائه على ابنتها.
واستطاع مؤلف الفيلم سعيد مرزوق أن يرسم بقلمه تفاصيل جريمة قتل شهيرة وقعت في مدينة الإسكندرية عام ١٩٨٩، ليواجهه بعدها ردود فعل متباينة بين متعاطف مع الزوجة ومهاجمًا لها.
أما فيلم "حافية على جسر الذهب"، والذي قررت فيه كاميليا التضحية بحبها من المخرج أحمد سامح، بعدما اتفقا سويا على الزواج، وذلك لتنقذه من بطش عزيز صاحب النفوذ والذي هددها بقتله، وتساومه على الزواج منها مقابل السماح لأحمد بالسفر للخارج للعلاج عقب تعرضه للأذى من "رجال عزيز"، وينتهي فيلم "حافية على جسر الذهب" بقتل كاميليا لعزيز في منزله وانتحارها.
واقتبس مؤلف الفيلم عبد الحي أديب القصة من حياة الممثلة اليهودية كاميليا، والتي تعرف عليها المخرج أحمد سالم عام 1946، ودربها على التمثيل والرقص، لتظهر في السينما من خلال فيلم "القناع الأحمر"، وبعدها انتشرت إشاعات بارتباطها بالملك فاروق، وتوفيت كاميليا في حادث طائرة رحلة 903 المتجهة إلى روما، ولا تزال ملابسات تلك الحادثة مجهولة.
وفي فيلم "أسماء"، وخلال 96 دقيقة كاملة، تترقب أعين المشاهدين الصراع الطويل الذي خاضته أسماء حسني وحدها، باحثة عن سبيل للتعافي من مرض الإيذر المستوطن بجسدها، بعدما رفضت المستشفيات استقبال حالتها، وجسدت هند صبري مواجهة بطلة فيلم "أسماء" للمجتمع الذي يخشي التعامل معاها.
ويقدم ماجد الكدواني خلال الفيلم دور محسن السيسى مقدم برنامج "على صفيح ساخن"، ليقدم قصتها للمجتمع محاولة إيجاد حلًا لها، ولكن يظل المجتمع رافضًا لأسماء رغم تعاطفه معها، ما دفع السيسي لتبرع بـ٣٠٠ ألف جنيه لتجرى أسماء الجراحة بالخارج.
قصة الفيلم اقتبسها المؤلف والمخرج عمرو سلامة من حياة فتاة حقيقة، وتناول الفيلم 90% من حكاية مريضة الإيذر التي توفت قبل ظهور العمل للنور في عام 2011.
وخلال زحام أتوبيس رقم "678"، يعرض مؤلف الفيلم ومخرجه محمد دياب قضية التحرش في مصر، وجسدت نيلي كريم وبشري وناهد السباعي حكاية 3 نساء تعرضن لذلك الأذي الجسدي والنفسي، وحصل دياب على قصص حقيقة ليعرضها في فيلمه "678"، ومنها حكاية ناهد رشدي أول امرأة مصرية ترفع دعوى تحرش جنسي عام 2008، والتي انتهت بحبس المتهم ثلاث سنوات.
وفي العام 1959 انبهر الجميع بفتاة رائعة الجمال تظهر لأول مرة على الشاشة، وتجسد قصة حب أمام المطرب محرم فؤاد، وكانت الفتاة هي الفنانة سعاد حسني التي جسدت دور نعيمة في فيلم "حسن ونعيمة".
الفيلم كان مأخوذاً من قصة حقيقية حدثت في صعيد مصر بين مطرب وفتاة من عائلة ثرية رفضت أسرتها ارتباطهما، وعقب إصرار الحبيبين على الارتباط، اضطرت أسرة الفتاة للاتفاق مع المطرب على إحياء حفل في قريتها، وهناك تم استدراجه وقتله وإلقاؤه في النيل.
وفي العام 2002 شاهد الجميع فيلم "معالي الوزير" بطولة أحمد زكي ويسرا وعمر الحريري ولبلبة وهشام عبدالحميد، ويروي الفيلم قصة الوزير رأفت رستم الذي وقع عليه الاختيار ليكون وزيراً عن طريق الخطأ لتشابه اسمه مع اسم شخص آخر، وبقي الوزير في منصبه فترة كبيرة، وكان الفيلم يرصد قصة حقيقية حدثت في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي قامت إحدى حكوماته باختيار وزير لحقيبة وزارية مهمة وخدمية عن طريق الخطأ ولتشابه اسمه مع اسم شخص آخر، وللمصادفة ظل هذا الوزير في منصبه حتى قيام ثورة يناير، واشتهر الوزير بـ"وزير الصدفة".
وقال جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، في تصريحات صحفية إن وزير التعليم العالي السابق هاني هلال، تولى الوزارة عن طريق الخطأ، حيث تم ترشيح آخر مكانه يحمل نفس الاسم، ولكن تم إبلاغ هاني هلال بالوزارة ولم يتم اكتشاف الخطأ إلا عند توجه الوزراء لأداء القسم أمام الرئيس الأسبق حسني مبارك، والطريف أن هاني هلال استمر في وزارة تسيير الأعمال التي أدارها الفريق أحمد شفيق بعد رحيل أحمد نظيف صاحب الخطأ في تعيين هلال، بل وتم تكليف "هلال" أيضا بوزارة التعليم بالإضافة للتعليم العالي، قبل أن يرحل بتولي دكتور عصام شرف الوزارة.
كان فيلم "الجزيرة" للفنان أحمد السقا والذي عرض على شاشة السينما عام 2007 مستوحى من قصة حقيقية وقعت تفاصيلها في أسيوط بصعيد مصر، وبطلها من أشهر تجار المخدرات وهو عزت حنفي الذي ساعد الحكومة في القضاء على الإرهابيين، واستغل علاقته بالحكومة في تهريب وتجارة المخدرات وألقت الأجهزة الأمينة القبض عليه وقدمته للمحاكمة، وحكم عليه بالسجن المؤبد.
"السفاح" فيلم من إنتاج عام 2009، بطولة هاني سلامة ونيكول سابا ويروي قصة للمجرم الشهير المعروف بـ"سفاح المهندسين" حيث ارتكب هذا السفاح الذي روع المصريين بجرائم عدة في منطقة المهندسين، حتى تمكنت السلطات من ضبطه وتقديمه للعدالة وحكم عليه بالإعدام.
وبعد 20 عامًا من زواج درية بدبلوماسي سابق، تلجأ الزوجة التي لعبت دورها فاتن حمامة إلى المحاكم طلبًا للطلاق للخلاص من حياتها التعيسة، وتستمر القضية لما يزيد عن 4 سنوات، قبل رفض المحكمة الدعوى، لعدم اعتراف القاضى أن الضرر النفسي سببًا يستحق انفصال.
وعقب عرض فيلم "أريد حلًا" عام 1975، قيل إن الصحفية حُسن شاه اقتبست القصة من معاناة بطلته سيدة الشاشة العربية، التي بقيت معلقة لسنوات طويلة على ذمة عمر الشريف، بسبب رفضه تطليقها.