القديسة.. ممرضة بيروت الشجاعة تكشف أسرار لم تنشر عن ”تفجير القرن ”
احتلت صورة "ممرضة بيروت" صدارة المشهد العالمي إثر الانفجارين اللذين هزا العاصمة اللبنانية بيروت، وهي لممرضة تحمل في يدها ثلاثة أطفال حديثي الولادة، وتقوم في الوقت ذاته بإجراء اتصال وسط الركام المحيط بها في أحد مستشفيات المدينة.
مصور اللقطة بلال جاويش قال إنه تفاجأ بردة فعل الممرضة التي تعمل في مستشفى الروم والتي وصفها بـ"القديسة"، وقد تفاجأ من هدوئها والتزامها بالمهمة الموكلة إليها رغم الدمار والجثث المحيطة بها، حاملة الأطفال الثلاثة من أجل حمايتهم.
من جانبها تحدثت الممرضة اللبنانية، باميلا زينون، عن الظروف العصيبة التي كابدتها وهي تحاول إنقاذ ثلاثة من الرضع الخدج، بعدما أصيب المستشفى الذي كانوا فيه بأضرار بالغة من جراء الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت.
وقالت الممرضة، في حديث مع قناة "سكاي نيوز عربية"، إن الانفجار أحدث أثرا شبيها بالزلزال ثم سقط جزء من السقف وتداعت أشياء أخرى في المستشفى، وسط ذهول الجميع، لكن حاضنات الأطفال لم تصب بأذى كبير.
وعقب ذلك، تم إيجاد مخرج صغير حتى يغادر الموجودون في المكان، وسط ظلام حالك، نظرا إلى انقطاع الكهرباء، لكن الممرضة غادرت وهي تحمل ثلاثة رضع في حضنها.
وأضافت الممرضة التي حظيت بإشادة واسعة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، أنها كانت حريصة على عدم وقوع الرضع الثلاثة وهي تنزل من الطابق الرابع، وسط دماء مضرجة وآباء يحملون أبناءهم في جو من الهلع بينما كان آخرون ممددين على الأرض.
وبما أن إيجاد سيارة في هذه الظروف لم يكن أمرا سهلا، فقد ظلت الممرضة تمشي لمسافة وهي تبحث عن مستشفى يستقبل الرضع.
وأوضحت أن أناسا كثيرين كانوا يتقدمون صوبها ليسألوا عما إذا كانت تريد شيئا، فكانت تطلب منهم أن أي قطعة من الملابس التي يرتدونها حتى تغطي الرضع الثلاثة وتحميهم من البرد، وعندئذ، بادروا إلى خلع ثيابهم حتى يبقى الصغار في دفء.
واضطرت الممرضة إلى قصد أكثر من مستشفى قبل أن تجد مكانا للرضع، وحين جرى استقبالهم في مستشفى "أبو جودة"، استغرب الطاقم الطبي وصولهم في حالة جيدة.
وتعرضت مستشفيات العاصمة بيروت لضغط كبير من جراء كثرة الجرحى، وعجزت المؤسسات الصحية عن تقديم العلاج لكثير ممن يحتاجونه.
وتؤكد الممرضة أن الرضع الثلاثة "صاروا قطعة مني"، مضيفة أنها ستحرص على متابعة حالتهم، في المستقبل، بعدما عاشت معهم تجربة فريدة في يوم بيروت العصيب.