أتهمه بالترويج للشيوعية.. حكاية فيلم”الأسطي حسن” الذي أشعل المنافسة الفنية بين أنور وجدي وفريد شوقي

انور وجدي وفريد شوقي
انور وجدي وفريد شوقي

الغيرة الفنية بين النجوم ليست جديدة فهي موجودة في كل وقت، وكان هناك قصة كبيرة معروفة بين النجوم للغيرة بين النجمين الراحلين فريد شوقي وأنور وجدي علي الرغم من فارق السن بينهم.

في عام 1952 كان من المقرر أن يعرض فيلم "الأسطى حسن" للفنان فريد شوقي، وفي نفس الوقت كان يعرض  فيلم "مسمار جحا" لأنور وجدي، ومن هنا بدأت الحكاية التي أشعلت الغيرة بين الثنائي.

وقتها كان فريد شوقي نجم شباك وأنور وجدي كان هو مؤلف فيلم مسمار جحا، وخشي الأخير من خسارة فيلمه، فتوجه للبوليس السياسي وقدم شكوى ضد الفيلم وفريد شوقى، متهما إياه بأنه فيلم مروج للشيوعية، وبالفعل مُنِع الفيلم ولم يعرض. 

وحين علم فريد شوقي بالقصة قرر معاتبة أنور وجدى، فرد الأخير عليه بقوله: "أُمّال تنـزل أنت تأكل السوق وأنا أخسر؟! أنت حتتأخر شوية أكون أنا لمّيت فلوسي وجبت تمن الفيلم"

وفي عام 1954 تعاون الثنائي سويا في فيلم "خطف مراتي" ودارت أحداثه حول شاب وفتاة يتزوجان بدون حب، يزورهما ابنة خالة الزوجة وابن عمة الزوج، تنتهز الزوجة هذه الفرصة وتتقرب لابن عمة الزوج لإثارة غيرة زوجها، يتودد الزوج أيضًا إلى ابنة خالة الزوجة لإثارتها، وظن البعض أن فريد شوقي نسي الثار الذي بينهم.

إلا أن فريد شوقي عاد مرة أخري وقرر الانتقام ليعود وينتج فيلم "أمير الدهاء" والتي سبق وقدمها أنور وجدي وهي نفس قصة فيلم "أمير الإنتقام" لأنور وجدي في عام 1951، وبنفس المخرج هنري بركات في عام 1964، مع تغيير بسيط في شخصية حسن الهلالي ليعيده إلى البحر لا البر كما فعل أنور وجدي، تحت مبرر تحويل الرواية إلى ألوان بعدما كانت بالأبيض والأسود في الخمسينات، إلا أن فريد شوقي أراد أن تحفظ له ذاكرة السينما أنه وحش الشاشة الذي لا يهزم.

كما أراد أن يظل العمل محفورًا في ذاكرة السينما بالالوان كنوع من انواع التفوق على أنور وجدي الذي كان يغار كل منهما من الآخر رغم فارق السن، فقد كان كل منهما خريج مدرسة يوسف وهبي وتتلمذ على يديه، ولم يكتفيا بالتمثيل فقط بل اتجها لكتابة السيناريو، وقد كتب أنور وجدي نحو 16 فيلما ومسرحية، وفريد شوقي كتب 33 فيلما ومسلسلا، وكذلك دخل كل منهما عالم الإنتاج السينمائي.

وكان لأنور وجدي البداية في تمصير رواية "الكونت دي مونت كريستو" في عام 1951، على يد المخرج المصري هنري بركات.

وتدور القصة حول البحار رئيس القوافل الذي يتولى حمايتها وقيادتها حتى تصل لمصر، وهو "حسن الهلالي" الذي يؤدي دوره أنور وجدى، ويواجه خلال أحداث الفيلم 4 أشخاص تسببوا في سجنه 15 عامًا وإبعاده عن حبيبته ياسمين والتي أدت دورها الفنانة مديحة يسري، وكان من ضمن أبطال الفيلم الذين واجههم حسن الهلالي، جعفر صديقه الطامع في مكانه بقيادة القوافل، والذي أدى دوره وحش الشاشة فريد شوقي.

والقصة الحقيقة هي قصة شاب فرنسي يعمل بحار حالفه الحظ بعد وفاة قبطان المركب التي يعمل عليها، لكن مؤامرة دبرها صديقاه اللذان يطمعان في منصبه الجديد وحبيبته دمرت طموحاته من خلال الاستعانة بجار قديم له، ليتم حبسه من خلال تلك المؤامرة لمدة 14 عامًا، ليهرب من السجن ويبدأ رحلة الانتقام.

تم نسخ الرابط