ننشر حكاية مقهى فاروق .. وعلاقة الملك بالسيدة اليونانية
لافتة كبيرة تحمل اسم قهوة فاروق، وبداخلها صور متنوعة للملك فاروق، وهو يشرب الشيشة، ويركب جواده، وترتفع جدران المقهى على أعمدة من الرخام، وتنتشر فيها مصابيح الإنارة النحاسية، وينتشر عدد من شرفات المقهى التى تم إعدادها على هيئة حرف F باعتباره الحرف الأول من اسم الملك فاروق، وكان المقهى من أكثر الأماكن السياحية فى منطقة بحرى حيث كانت تواجه البحر في شَارع جَانبي، وتحيط الجدران منحوتات نحاسية على الحَائط الخارجي التي حُفرت عليها تاريخ المقهى واسمه بحروف كبَيرة، بالإضافة إلى البَوابة الخَشبية التى تَعلوها عَلامة التَاج المَلكي في شارع كان يُطلق عليه شَارع "التَتويج" لارتباطه بمرور الملك فاروق أثناء تتَويجه مُتجها إلى قَصر رأس التيِن.
أنشأ المقهى، فى عام ١٩٢٨ منذ ٩٢ عاما، وأطلق عليها اسم فاروق الملك، نسبة إلى اليوم الذى مر موكبه أثناء تتويجه ملكا حيث كان موكبه يَمر في الشارع الموجود به المقهى متجها إلى قصر رأس التين، مكان التتويج، وكان المقهى تمتلكه سيدة يونانية تُدعى «ماري بيانوتي» وكان المقهى يحمل اسم «كاليميرا» وتَعني صبَاح الخير باليونانية، إلا أنه تم إنزال اسم المقهى واستبداله باسم فاروق الملك.
وتشير المخطوطات التاريخية، إلى أنه أثناء مرور الملك فاروق من أمام المقهى استوقفته « ماري » ودعته لتناول المشروبات بالمقهى، فاسَتجاب الملك وأشَار للحَاشيه المَلكية بدخول المقهي وطَلب الملك وَقتها الشيِشة وكوب من الشَاي المَصري وأعَطي السَيدة اليونانية مَبلغاً مَالياً كبَيراً فَقامت في اليوم التَالي بتغيِير الديكُورات الخَاصة بالمقَهى بالإضافة إلى الاسم، وأوَصت بتَصنيع رُسوم نِحاسية خَالصة يَدوية للتَاج الملكي عِند صُناع مَهرة في حي خَان الخليلي بالقاهرة
وعن ملاك المَقهى الحَالين وحِفاظهم على الشَكل التُراثي له تؤكد المخطوطات التاريخية، أن ملكية المقهى آلت من بَعد ماري بيانوتي إلى السيد كمال نصر ثم المستشار سيد همام عام ١٩٧٧ ثم أولاده الذين أصروا على الاحتفاظ بالطَابع التُراثي داخل المقهى ورفضوا جَميع عُروض شِراء الرُخام النَادر المَوجود بالأعمدة فهم يُقدرون القِيمة التُراثية لهذا المَقهى حتى أنهم احَتفظوا "بسبورة" كانت مُخصصة لكتابة الأسعار واهتموا بتجديد وتلميع التيجان الملكية النحاسية المثبتة أعلي أبواب المقهى الأربعة مرة كل سنة بواسطة متخصصين فى صيانة الأدوات النحاسية.