لماذا فكرت بريطانيا في قطع مياه النيل عن مصر؟.. اعرف السبب

النيل
النيل

في 26 يوليو عام 1956 قرر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس، ما أحدث ردود فعل عالمية عديدة، تمثل أبرزها في اقتراح بريطاني بقطع مياه النيل عن مصر ردًا على قرار التأميم.

صاحب الاقتراح هو «مايلز لامبسون» أو اللورد كيلرن سفير بريطانيا ومندوبها السامى فى مصر من عام 1934 حتى 1946، والذي ارتبط اسمه بفضيحة حادث 4 فبراير 1942، حيث أمر بحصار الدبابات لقصر عابدين وتحت تهديدها وضع الملك فاروق أمام خيارين، إما تكليف مصطفى النحاس باشا بتشكيل حكومة، أو توقيعه على وثيقة التنازل عن العرش التى كان يحملها فى يديه، وخضع فاروق لأوامره.

يذكر المهندس عبد الحميد أبوبكر، مساعد محمود يونس قائد فريق تأميم قناة السويس، فى مذكراته «قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا»، أن جريدة «سنداى ديسباتش» نشرت مقالا كتبه «كيلرن» يوم 29 يوليو 1956«بعنوان خمس وسائل لهزيمة ناصر» يعرض فيه مقترحاته على الحكومة البريطانية بمناسبة ما أسماه «استيلاء ناصر على القناة»، ومن هذه المقترحات:

1- الإسراع باحتلال مصر، على أن تشترك فى احتلالها بريطانيا وأمريكا وفرنسا.

2- قطع مياه النيل عن مصر عند أوغندا، مع عدم السماح بوصول المياه إليها إلا فى غير مواسم الزراعة، وذلك لقلب نظام مصر الاقتصادي.

كان اقتراح «قطع مياه النيل» فى حقيقته استمرارا لمحاولات قديمة.. يذكر«هيكل» فى لقاء على إحدى الفضائيات، أن التخطيط لقطع مياه النيل عن مصر بدأ منذ أكثر من 800 عام، حيث حصل الرحالة «فاسكو دى جاما» على تعليمات من البابا إسكندر الثالث بقطع مياه النيل عن مصر، عقابا على انتصار صلاح الدين الأيوبى على الغرب الأوروبى فى الحروب الصليبية.

وقال هيكل في حواره: «فاسكو دى جاما تلقى تعليمات من البابا إسكندر الثالث باكتشاف طريق لإفريقيا آخر بخلاف مصر، وقال له إن هناك معلومات بأن هناك فى شرق إفريقيا ملك مسيحى ومملكة مسيحية حاول أن تجد طريقًا إلى الملك المسيحى، اسمه يوحنا، أرسل له بعثة لتحويل مياه النيل التى تذهب إلى المصريين بعيدًا عنهم، وبذلك قد نستطيع أن نقضى على مصر نهائيًا».

أضاف هيكل: «فاسكو دى جاما دمر كل الموانئ المسلمة الموجودة على شرق إفريقيا، وأرسل بعثة إلى الحبشة والتقت الملك المسيحي، كما أن الإيطاليين حينما احتلوا إثيوبيا أرادوا قطع مياه النيل عن مصر وتجويعها وإخراج الإنجليز منها، وحاولوا ذلك من خلال تكليف بعثة هندسية لتحويل مياه النيل للمحيط».

وكانت لبريطانيا أثناء احتلالها لمصر خطط في أعالى النيل فى أوغندا وجنوب السودان، لكن التطورات التي شهدتها مصر بعد الاستقلال وأهمها تأميم قناة السويس، واعتبار الزعيم جمال عبد الناصر هو أخطر هجوم على مصالح بريطانيا الإستراتيجية فى الشرق الأوسط، دفعت الحكومة البريطانية إلى استخدام تأثيرها السياسى والاقتصادى فى حوض أعالى النيل، لفرض سياسة بريطانيا ضد مصر.

تم نسخ الرابط