لماذا اتهم مبارك يوسف إدريس بتقاضي 5 آلاف دولار من القذافي؟

مبارك وإدريس
مبارك وإدريس

صفحات التاريخ مليئة بالأحداث المثيرة التي ربما لا يعرفها كثيرون، منها اتهام الرئيس الأسبق حسني مبارك للكاتب الراحل يوسف إدريس بتقاضي 5 آلاف دولار من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.. فما هي قصة هذا الاتهام؟.

يذكر سعيد الشحات في كتابه «ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر»، أن هجوم مبارك، ضد إدريس جاء فى سياق حملة عنيفة ضده بسبب كتابه «البحث عن السادات»، وضد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل بسبب كتابه «خريف الغضب»، بعدما بدأت صحف عربية فى نشر الكتابين الجديدين خلال إبريل 1983.

واختص الرئيس مبارك الدكتور يوسف إدريس بالهجوم فى خطابه الذي ألقاه في الأول من مايو من نفس العام، واتهمه بأنه تقاضى خمسة آلاف دولار من الرئيس الليبى معمر القذافى، ليكتب مقالاته التى نشرها فى جريدة القبس الكويتية والتى أثير حولها الصخب والضجيج، وكانت العلاقات بين مصر وليبيا وقتها تواصل انقطاعها وقتئذ منذ فترة حكم السادات.

ويروي أن مبارك بكى أثناء إلقاء خطابه، نتيجة وصف حرب أكتوبر بالتمثيلية، وقال: «يعنى أنا أبعت ولادى الطيارين ليموتوا، وأكون بأمثل».

ورد «إدريس» بمقال فى صورة خطاب مفتوح إلى مبارك بعنوان «إننى أتظلم منك إليك»، يفند فيه الاتهامات ضده، ونشرته جريدة «الأحرار» وقتها، كما نشرت حوارا معه، قال إدريس فى خطابه: «إن طعنى فى شرفى وعلى الملأ هكذا، مسألة أهون منها عندى حكم الإعدام.. إذ إن طعن الكاتب فى شرفه من رئيس الدولة، إعدام، إنه حكم بالإعدام، وإعدام غير مشرف».

وأضاف: «كنت مؤمنا أن رئيس الدولة بكل مالديه من وسائل لمعرفة الحقيقة سوف يطلع على ما كتبته، وأنه سيعيد هؤلاء الناس إلى رشدهم، وسيضع النقط فوق الحروف، ويوضح تماما أن مسألة لقائى بالقذافى التى تمت فى أواخر عام 1982، كتبت بشأنها تقريرا على هيئة خطاب أودعته مكتب الرئيس بعد عجزى عن لقائه».

وكشف حقيقة اتهامه بأنه قال إن «حرب أكتوبر تمثيلية»، قائلًا: إن صلاح منتصر مدير تحرير الأهرام هو الذى اختلقه، وذلك بقيامه بفرد نصف صفحة داخلية فى الأهرام «بريد القراء» لإعلان بطريقة مثيرة ومحرضة، وأضاف: «أنهى الإعلان بخطاب مزور وخطاب آخر على لسان قارئ يقول فيه، إنى قلت عن حرب أكتوبر أنها كانت «مسرحية»، ولو كنا فى جو صحفى آخر لكانت الدنيا قد قامت وقعدت ليس ضدى، وإنما ضد المسؤول عن هذا العمل ضد مدير تحرير يستغل إمكانياته وسلطاته فى تلفيق اتهام لكاتب زميله يعمل معه فى نفس الجريدة».

أكد «إدريس» أنه كتب بيانا، للرد ودار به على الصحف الرسمية، وكشف: «رفض الأهرام نشر بيانى، وأرسلت للجمهورية بيانا لم ينشر، أو ربما لم يصل، وذهبت بنفسى إلى «أخبار اليوم» وكتبت توضيحا عاجلا آخر، ولكن الأستاذ إبراهيم سعدة «رئيس التحرير» زاغ من مقابلتى، وحين تركت البيان لينشر، فوجئت بعدد «أخبار اليوم» التالى، وكأنه منشور موجه ضدى، فقد احتوى على كاريكاتير للصديق الكبير الذى أحبه «رخا» وفيه حذاء وهو يشجعنى، وأنا فى حجم النملة، والحذاء ضخم جدا، ورهيب، وفيه خطابات لقراء أعرف من كتبها ولفقها».

 

 

تم نسخ الرابط