تزوجت ثلاث مرات واعتزلت الفن وارتدت الحجاب وهذا ما تركته بعد وفاتها..أسرار أميرة السينما مديحة كامل

الموجز

هي "أميرة السينما" وجميلة جميلات الفن، هكذا وصف الجمهور الفنانة الراحلة مديحة كامل، والتى تزخر حياتها بالأحداث والتغيرات، حيث جمعت بين الشهرة والزهد، الجمال والسحر، الأضواء والاعتزال، فهي تمتلك حياة حافلة صعدت خلالها إلى قمة النجومية ثم اعتزلت لتستعد لرحلتها إلى الله، حتى رحلت فجأة فى شهر رمضان وبعد صلاة الفجر يوم 13 يناير من عام 1997.

طريق " مديحة كامل " إلى عرش النجومية لم يكن سهلا، حيث شهد الكثير من المحطات الصعبة، التي دفعتها في نهاية المشوار لاعتزال الفن، ولدت مديحة كامل في عروس البحر المتوسط عام 1946، التي غادرتها عام 1962، وهي في عمر السادسة عشرة، متجهة إلى العاصمة القاهرة، بحثا عن أحلام النجومية، وذلك بعد أن نجحت في أول أدوارها والذي حصلت من خلاله على لقب أحسن ممثلة مدرسية، حينما قدمت "رابعة العدوية" في مسرحية مدرسية تحمل نفس الاسم، خلال مرحلة الإعدادية بالإسكندرية.

أما في القاهرة فالبداية كانت عام 1964 بعدة أدوار صغيرة في السينما والمسرح، كما قامت بالمشاركة في العديد من عروض الأزياء، وقررت الالتحاق بكلية الآداب في جامعة عين شمس، عام 1965 لمواصلة دراستها، مع المحاولات المستمرة لصعود سلم النجومية، والتي كللت بالنجاح أمام وحش الشاشة فريد شوقي، عندما شاركت في بطولة فيلم 30 يوم في السجن نهاية الستينات من القرن الماضي.

وفجأة اختفت مديحة كامل عن الأنظار بعد بطولتها الأولى قليلا، تزامنا مع بعض الأزمات التي حاصرت صناعة السينما في ذلك الوقت، لكنها عادت في أدوار البطولة مرة أخرى، خلال حقبة الأفلام اللبنانية، التي شهدت إنتاج مصري لبناني مشترك، ورغم أن تلك الأفلام لم تحقق قبولا، لكنها كفلت لها انتشارا جماهيريا واسعا في أوساط الشباب، واعتبرها الجمهور واحدة من أجمل وجوه السينما، التحدي الكبير جاء بعد ذلك مع المخرج كمال الشيخ بعد أن وافقت على بطولة فيلم "الصعود إلى الهاوية" أمام النجم محمود ياسين، وهو الدور الذي هربت منه أغلب نجمات السبعينيات، لتعلن مديحة كامل عن نفسها كممثلة من العيار الثقيل وليست مجرد وجه جميل يصلح في أدوار الأغراء فقط.

قدمت مديحة كامل ما يزيد على 70 فيلما منها الكثير من علامات السينما المصرية، رغم الظروف الصحية السيئة التي عانت منها حتى في المراحل المبكرة من حياتها، حيث عاشت النجمة الكبيرة في نهاية حياتها أيضا صفحات مؤلمة مع المرض امتدت لما يقرب من 10 شهور قضتها طريحة الفراش في مستشفي مصطفى محمود، وكان فيلم "بوابة إبليس" هو آخر أعمالها عام ١٩٩٣ بجوار الفنان محمود حميدة وهشام عبدالحميد، وقررت الاعتزال بعده.

تزوجت الفنانة الراحلة ثلاث مرات، الأولى كانت من رجل الأعمال "محمود الريس" وأنجبا ابنتهما الوحيدة "ميرهان"، ثم تزوجت بعد ذلك من المخرج السينمائي شريف حمودة، أما زواجها الأخير فكان من المحامي "جلال الديب"، وارتدت الفنانة مديحة كامل الحجاب في السنوات الأخيرة من حياتها.

انتشرت العديد من المعلومات المغلوطة والشائعات حول ملابسات وفاة الفنانة مديحة كامل ومرضها وتفاصيل الساعات الأخيرة فى حياتها، وصرحت ابنة الفنانة مديحة كامل قائلة :«أمى لم تكن مريضة بالسرطان كما تداول البعض، ولكنها أصيبت عام 1986 بالروماتويد قبل اعتزالها وكانت حياتها تسير بشكل عادى وطبيعى، خاصة بعدما تابعت مع طبيب أجنبى أعطاها علاجا كانت تتناوله بانتظام، وكانت تمارس حياتها وفنها بشكل طبيعى، وبعد اعتزالها تسبب الروماتويد فى إصابتها بمياه على القلب وكان ذلك عام 1992، وتم علاجها بالكورتيزون وتحسنت حالتها بشكل كبير وعادت لممارسة حياتها، بل تحملت مشقة الحج عام 1995 وأدت الفريضة مع والدها، وكانت تقوم بخدمته».

وعن أسباب وفاة أميرة الفن قالت ابنتها :"وفاة أمى كانت غير متوقعة، كانت زى الفل وبتمارس حياتها عادى زى أى مريض بمرض مزمن متعايش معاه وبياخد علاج، فكثير من المرضى يتعايشون مع الروماتويد لسنوات طويلة، وكنا فى شهر رمضان واتسحرنا وكانت طبيعية جدا، ودخلت أتابع ابنى يوسف ونمت بجواره، وظلت أمى مع زوجى ينتظران صلاة الفجر، وتحدثت مع عدد من صديقاتها تليفونيا لتحثهن على صلاة الفجر، وبعد أداء الصلاة دخلت كعادتها إلى غرفتها لتنام، وكانت خلال هذه الفترة تحفظ سورة البقرة وتضع إلى جوارها كتيب لتتابع الحفظ، وبعد صلاة الفجر تواصل حفظ الآيات في هذا الكتيب، واعتادت ضبط المنبه على الساعة 12 ظهرا حتى تقوم لأداء صلاة الظهر».

وتكمل :«سمعت صوت المنبه بشكل متواصل، فدخلت لأوقظها ولكنها لم ترد، لم يخطر ببالى أنها ماتت فوجهها كان مضيئا وجسدها لينا، وظللت أناديها واعتقدت أنها أصيبت بإغماءة، فناديت زوجى ونقلناها بسرعة إلى معهد القلب الملاصق لنا، وأعطوها صدمات كهربائية لإنعاش القلب، وبعدها أخبرونا بأنها ماتت».

تكشف الابنة أنها وجدت فى الدولاب الخاص بالفنانة مديحة كامل بعد وفاتها عددا من الكتيبات الدينية التى توزع فى العزاء صدقة على روح المتوفى طبعتها والدتها واحتفظت بها دون أن تخبرها وبالفعل تم توزيعها بعد وفاتها، كما اكتشفت الكثير من أعمال الخير التى كانت تقوم بها والدتها فى الخفاء، وتشير إلى أنها كانت تحب مشاهدة أعمال والدتها قبل وفاتها، خاصة مسرحية يوم عاصف جدا، حيث كانت الشخصية تحمل تشابها كبيرا مع شخصية والدتها الحقيقية، ولكنها لم تعد قادرة على مشاهدة أى عمل من أعمالها الفنية بعد وفاتها.

تم نسخ الرابط