حكاية غرفة النوم التى أشعلت الحرب بين وزارتى الزراعة والسياحة

غرفة نوم الملك فاروق
غرفة نوم الملك فاروق

غُرفة نوم مَصنوعة من خَشب المَاهوجني، ومُطعمة بحِليات من النِحاس المَشغول المَطلي بالذَهب الخَالص، صممت علي الطِراز الأمبراطوري المُستوحى من عصر نابليون بونابرت وزوجته جوزفين.
الغرفة مكونة من ٧ قطع كل قطعة فيها تعد تُحفة فَنية تُشع منها الأناقة والفَخامة، هذه الغرفة من مُقتنيات الملك فاروق، يعود تَاريخ صُنعها لعام ١٨٧٠ وتَبين أنها أحد إبداعات مُصمم الأثاث الفرنسي الشَهير ”أنطوان كريجر”.

كانت توجد الغرفة فى الاستراحة الملكية الخاصة بالملك فاروق، التى تقع في منتصف حديقة حيوان الجيزة، بين استراحة الخديوى إسماعيل وجزيرة الشاى، وكان الملك فاروق يقيم بها في إجازته الأسبوعية في فصل الشتاء، ويبدأ يومه بتناول فنجان شاى داخل البروجولا الملكية المخصصة له المطلة على جزيرة الشاى، ثم يمارس رياضة المشى بممرات الحديقة ويستمتع بمشاهدة الحيوانات، ويتجه بعد ذلك ويجلس في الكشك الملكى بحديقة الاستراحة، وعندما يحل الظلام ويخلد الملك للنوم يدخل غرفة نومه العريقة ليستمتع بنوم عميق .

​​​فى عام ٢٠١٣، اختفت غرفة النوم التى تحمل العديد من أسرار الملك فاروق، فى ظروف غامضة وبعد مرور ثلاث سنوات على إختفائها تم الإعلان عن بَيعها في مَتجر Antiques بنيو أورلينز لويزيانا، بالولايات المتحده الأمريكية، وحُددت سعر المُزايدة بمبلغ ٩٨٥ ألف دولار، وقامت الدار بعرض مشاهد مُصورة على “اليوتيوب” لمُكونات الغُرفة وعَرض الغرفة للبيع بهذه الطَريقة وبكامل مُحتوياتها من خَشب وبللور ومَزهريات وألواح زُجاج مُتعددة وقطع رخام بحالة جَيدة دون وجود تَلفيات أو خُدوش، أثار حَالة من التَساؤلات عن كَيفية خُروج الغُرفة من مصر بهذه السهولة، التي تَدل على أن الأمر تَم فى هدوء حتى تم تفَكيك القطع وتَغليفها ونَقلها ومن ثم شَحنها لأمريكا.

و ربَط البعض بين هذه الغُرفة المَلكية وبين تَصريح لوزير الزراعة الأسبق عام ٢٠١٣ عن إختفاء غرفة نوم الملك فاروق الأثرية من الإستراحة المَلكية بحديقة الحيوان بالجيزة، واستبدالها بغرفة حَديثة من محل أثاث "عمر أفندي " وتَقاذفت الإتهامات وَقتها بين وزارتي الآثار والزراعه عَقب ظُهور الغرفة الملكية مُؤخراً في أمريكا.

حيث أكد مُدير الحديقة «أنه ليس هناك استراحة ملكية داخل حديقة حيوان الجيزة من الأصل وأن الموجود حالياً هو استراحة حكومية تحتوي على غرف نوم عادية غير أثرية كانت مُخصصة لإقامة الوزراء المُغتربين عن القاهرة حتى ثمانينيات القرن الماضي »

​​​​​بينما نَفضت وزارة الآثار يَدها من جَريمة السِرقة « بالإدعاء أن الإستراحة المَلكية لم تكن أثرية إلا بعد العام ٢٠١٣ وأنها كانت تَابعة لوزارة الزراعة التي تُشرف على حديقة الحيوان وقت اكِتشاف اختفاء الغرفة المَسروقة»، وانتهى الأمر بِحفظ التَحقيق ولا أحد يَعرف مَصير الغرفه المسروقه وقد حذفت دار عرض الأثاث الفيديو التَرويجي الخَاص بالغرفه من موقع " يوتيوب "، كما حرصت على إزالة الصَفحه من علي موقع الشركه، ولا يعلم أحد حتى الآن كيف خرجت غرفة الملك من مصر ومن تولى عملية بيعها؟.

تم نسخ الرابط