الشيخ بيكنباور.. ما لا تعرفه عن مسيرة أردوغان الفاشلة في الملاعب

أردوغان
أردوغان

برع  رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في استخدام كرة القدم جيدًا لتحقيق أغراضه السياسية، فمثلا حينما تقدمت تركيا بطلب لتنظيم بطولة أوروبا 2024، استغل أردوغان الحدث سياسيا بشكل ماكر وخبيث، ولو فازت لتعاظم غرور أردوغان بشدّة في البطولة قبل أشهر قليلة من إجراء انتخابات رئاسيّة أخرى. لكن لأن ألمانيا هي من فازت، فلعب أردوغان ببساطة ورقة الضحيّة وأدعي، كعادته، أنّ تركيا تُعامل بصورة غير عادلة من قبل قوى أوروبية غيورة ومعادية.

ارتباط أردوغان بكرة القدم قديم جدا، فواجه حلم أردوغان الرياضي تحديات كبيرة منذ الصغر، فاستهوته كرة القدم حينما كان شابا يافعا لكنه والده حرمه من هذا الحلم ليوجه اهتماماته لعالم السياسة.

ومارس رئيس الوزراء التركي المستبد، كرة القدم إلى جانب السياسة التي جاءت بعد مشوار كروي متوسط، كلاعب شبه محترف.

وأمضى أردوغان (10) سنوات لاعباً في عدة أندية، حيث نشط في مركز "ليبرو"، واشتهر بين أقرانه بلقب الشيخ "بيكنباور"، لأنه كان يشبه نجم منتحب ألمانيا السابق في أسلوب اللعب وطوله.

أردوغان مازال يذكر رفض والده انضمامه إلى نادي "فناربخشة"، أحد أكبر الأندية التركية، خشية أن تفسده الكرة وتحرمه من إكمال تعليمه.

ولِدَ أردوغان لعائلة من الطّبقة العاملة في حي قاسم باشا، وهو حي شاق، في إسطنبول في عام 1954، وبما أنّه كان مهووساً بالكرة منذ سن مبكرة، فقد كان يتسلّل للّعب بالضد من رغبات والده الورِع والسلطوي.
في عام 1974، انضمّ أردوغان إلى فريق أي تي تي سبوش، وقادهم نحو الفوز في بطولة إسطنبول للهواة في 1976/77.

يزعم أردوغان أنّه قد حظي مرّتين بفرصة التّعاقد مع النّادي الترّكي التّاريخي العظيم، فنارباخشه، وأنّه تراجع فقط لأنّ والده أراد منه التّركيز على دراسته. وبالمثل، من الصّعب التّحقق من قصّة الّلحية.

وتُظهِر معظم الصّور الّتي تعود إلى ذلك الوقت أردوغان بدون لحية. وفي كلتا الحالتين، كانت السّياسة هي السبب الأكثر ترجيحاً الّذي حمل أردوغان على التّخلي عن الرّياضة: "فبعد الانقلاب، كان من المستحيل أن يكون المرء متورّطاً في السّياسة وهو لا يزال يلعب لصالح "أي إي تي تي"؛ لأنّ الأخير عبارة عن مؤسّسة حكوميّة".

يربط أردوغان نفسه بالملاعب الجديدة في تركيا، فهو يضع أحجار الأساس، ويتقدّم الافتتاحات، بل ويلعب في مباريات استعراضيّة. وقد سجّل ثلاثة أهداف في الشّوط الأوّل، وسط دفاع واهن إلى حدّ ما، من المباراة الاحتفاليّة ضمن افتتاح الملعب الجديد لفريق باشاك شهير في إسطنبول، في  (يوليو) 2014.

كما ارتدى أردوغان الرّقم 12 في المباراة، وذلك بالتّمام قبل أن يصبح الرّئيس الثّاني عشر لتركيا. ويقع باشاك شهير في معقل حزب العدالة والتنمية على حافّة إسطنبول، وحاملو أسهمه من الدّاعمين للحكومة، وتجمع رئيسه صلة زواج بعائلة أردوغان. وقد جرى تكريم القميص رقم 12 بشكل رسميّ بحيث لن يلبسه أحد فيما بعد.

تم نسخ الرابط