بعد مرور 40 عاما.. حكاية ”مسرحية ريا وسكينة” .. شويكار كانت مرشحة لدور ”سكينة”.. وقصة إستبعاد حمدي أحمد من دور ”عبد العال”
تعتبر المسرحيات من أهم طقوس الأعياد لدي الجمهور المصري، وعلي الرغم من عودة المسرح بشكل جيد خلال الفترة الماضية إلا أن المسرحيات القديمة لها مذاق خاص وعرضها في الأعياد علي القنوات الفضائية، شي أساسي في الأعياد.
ومن أبرز هذه المسرحيات "ريا وسكينة" والتي قامت ببطولتها النجوم شادية وسهير البابلي، وأحمد بدير، وعبد المنعم مدبولي، ومن خلال هذا التقرير نستعرض كواليس هذه المسرحية التي مر علي عرضها 40 عاما، حيث إنها عرضت في عام 1980.
ودارت أحداث المسرحية حول (ريا) و(سكينة)، وهما أختان فقيرتان تقومان بقتل زوجة أبيهما (أمونة) بعد محاولتها الضغط عليهما للعودة معها إلى بلدهم، وبعد قتلها (أمونة) يستوليان على الذهب الموجود معها، ومن أجل دفن هذه الجثة تتزوج ريا من (حسب الله)، وتتزوج سكينة من (عبدالعال)، الذي يعمل في قسم الشرطة بهدف إبعاد الشبهات عنهما، تتعودان على هذه الطريقة في جلب السيدات إلى منزلهما، وقتلهن، وسرقة الذهب منهن.
في عام 1980 وعلى مسرح الحرية، وقفت الفنانة شادية للمرة الأولى والأخيرة، على خشبة المسرح، لتجسد دور "ريا"، مع الفنانة سهير البابلي، وعبد المنعم مدبولي، وهي المسرحية التي لاقت نجاحًا باهرًا، ليستمر عرضها لمدة 4 سنوات.
ومن ابرز كواليس هذه المسرحية هو الخلاف الذي دب بين الفنان حمدي أحمد المرشح الأول للمسرحية والذي جسد شخصية "الشاويش عبد العال" لسنوات قبل تصويرها تلفزيونيا، فعندما عٌرضت المسرحية في الكويت، وتألقت الفنانة شادية كعادتها، وفي إحدى المرات، بينما كانت الفنانة تنحني للجمهور، الذي استمر في التصفيق لها، لما يزيد عن 10 دقائق، تمتم "حمدي أحمد"، بصوت مسموع: "على إيه كل ده.. خلصينا بقى".
كلمات حمدي أحمد، أثارت غضب الفنانة شادية بقوة، وفور إغلاق الستار، عاتبت "حمدي"، الذي لم يتقبل عتابها، واستمر في الهجوم عليها، عندها طلبت شادية من المنتج والمخرج، عدم استمرار حمدي الذي قرر هو الآخر الانسحاب من العمل، فتدخل مخرج الرواية حسين كمال والمنتج سمير خفاجي وأقنعاهما بالاستمرار في العروض حتى تنتهي الجولة العربية وينتهي الأمر عند عودة الفرقة لمصر، وحل مكانه الفنان أحمد بدير.
وفي إحدى الحوارات النادرة للفنانة شادية، حكت فيه أنها اضطرت إلى تأجيل افتتاح المسرحية لأكثر من شهر، متحدثة عن الدور المختلف الذي ظهرت فيه في المسرحية.
وقبل ترشيح النجمة سهير البابلي لدور "سكينة" في العمل كان الترشيح الأول للدور من نصيب الفنانة "شويكار"، ولكن تعذر الاتفاق معها آنذاك، لأنها كانت تشكل ثنائياً ناجحاً مع الفنان الراحل فؤاد المهندس.
كشف سمير خفاجي في إحدي لقاءاته أن شويكار كانت من المفترض أن تقوم بدور “سكينة” والفنانة سهير البابلي دور “ريا” وحصل التغيير بقدوم شادية للعمل..
وأشار إلي أنه من فكر باختيار الفنان أحمد بدير، بعد إعتذار النجم حمدي أحمد، و أن مشهد “بدير” و”البابلي” وهي تأكله البيض كان خروجًا عن النص، وأنه اعترض عليه لأنهم أطالوا في المشهد، موضحًا إنه تعلم الالتزام بنص المسرحية، وإنه شيء مقدس لابد من احترامه.
جدير بالذكر أنه توجد مسرحية تحمل أسم "ريا وسكينة" تم تقديمها في عام 1922 من بطولة وإخراج نجيب الريحاني ومن تأليف بديع خيري بالمشاركة مع نجيب الريحاني، وشاركت في المسرحية الراقصة المعروفة وقتها بديعة مصابني.
وهي أول عمل فني يتناول قضية السفاحتان ريا وسكينة وتم عرض المسرحية في فبراير 1922 بعد شهور من تنفيذ حكم الإعدام في المجرمين الأربعة، وحظيت المسرحية بنجاح جماهيري وقتها.