قصة ”بئر زمزم ” مع الحجاج .. تعرف علي الفوائد الصحية لأنقي مياه في العالم
يحرص قاصدو بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين وزائرين، على شرب ماء زمزم المبارك أثناء أدائهم لمناسكهم شاكرين الله عز وجل على ما تفضل به عليهم من نعم كثيرة، وتوفر الخدمات المتكاملة التي يحتاجون إليها داخل المسجد الحرام، ومنها عبوات ماء زمزم المنتشرة في جميع ساحات المسجد الحرام وأروقته وأدواره، والتي وفرتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها لمواجهة جائحة فيروس كورونا.
ويتميز ماء زمزم حسبما ذكرت جريدة سبق السعودية في تقرير لها بأن له فضلاً عظيماً، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنها مباركة وإنها طعام طعم"، فهي بئر مباركة وماؤها مبارك، كما أن ماء زمزم يعد من أسباب الشفاء من الأمراض والأسقام ففي الحديث: "ماء زمزم لما شُرب له"، والدعاء يستجاب عند شربه كأن يقال: "اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاءً من كل داء".
وتثبت الدراسات أن بئر زمزم الذي يعد أشهر بئر على وجه الأرض لمكانته الروحية المتميزة وارتباطه في وجدان المسلمين عامة والمؤدين لشعائر الحج والعمرة خاصة، وقد مر البئر بحفر الجزء الأعلى منه الذي يبلغ عمقه 13.5 متر في الطمي الرمليِ لوادي إبراهيم إلى جانب الجزء الأسفل أيضاً يبلغ عمقه 17.0 متر في صخر القاعدة الأسفل "الديورايت"، وتقع في الوسط صخرة سميكة مجواة شديدة النفاذية طولها نصف متر في حين أغلب الأجزاء الطميية من البئر مبنية بالحجارة ما عدا الجزء الأعلى الذي يبلغ عمقه متراً واحداً محاطاً بالإسمنت المسلح، وبنيت الأجزاء الصخرية المجواة بالحجارة حيث تعد هذه الأجزاء المدخل الرئيسي للماء إلى البئرِ.
وترتبط مشاعر الحجاج والمعتمرين والزائرين بروحانية نشأة بئر زمزم الإعجازية، عندما قدم إبراهيم عليه السلام إلى مكة هو وأم إسماعيل، وكان إسماعيل طفلاً رضيعاً، وترك أم إسماعيل وابنها في مكان زمزم، وكانت معها وعاء ماء؛ فأخذت تشرب منه وتدر على ولدها حتى فني ماء الوعاء؛ فانقطع درها؛ فجاع ابنها واشتد جوعه حتى نظرت إليه يتشحط، فحسبت أم إسماعيل أنه يموت، فبحثت "هاجر" بصورة شاقة عن الماء لتروي عطش ابنها إسماعيل، وركضت سبع مرات ذهاباً وإياباً في حرارة مكة بين تلّين هما الصفا والمروة لجلب الماء، وبرحمة الله أرسل جبريل، الذي قشط الأرض ليخرج النبع وعندما ظهر النبع، قامت هاجر مخافة أن ينفد الماء بتطويقه بالرمل والحجارة، لينشأ اسم زمزم من عبارة "زُم زُم" التي تعني "توقف توقف" والتي كررتها "هاجر" أثناء محاولتها لاحتواء ماءِ النبع، فيما تحولت المنطقة فيما بعد حول النبع إلى بئر وأصبح مكان استراحة للقوافل، ويصبح في النهاية مدينة مكة ومسقط رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويكون اقتداء المسلمين في سعيهم بين الصفا والمروة سبعة أشواط بـ "هاجر" في بحثها عن الماء.
ويحرص الحجاج أثناء أدائهم للنسك على شرب ماء زمزم أثناء رحلتهم الإيمانية وحمل عبوات معهم مختلفة الأحجام عند عودتهم وتقديمها كهدايا لذويهم والأصدقاء، تيمناً بقوله صلى الله عليه وسلم: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له".
وقد مرّ بئر زمزم خلال العصور الماضية بالعديد من التطورات، واهتمت قيادة المملكة العربية السعودية التي خصها الله عز وجل وشرفها بخدمة الحرمين الشريفين ببئر زمزم، ففي العام 1377هـ حين نفذت التوسعة الأولى في المطاف وضع تصميم فريد لبئر زمزم روعي فيه إزالة ما يضيق على الطائفين، وذلك بوضع بئر زمزم تحت الأرض، وأصبح سقف المبنى مساوياً لأرض المطاف، كما جُعل للبئر جدار من الخرسانة مكسو بالرخام.
وأثبتت الدراسات والأبحاث في مجال المياه أن ماء زمزم قلوي وغني بالمعادن المفيدة للجسم ويمده بقدر كبير من الطاقة، ويعادل الأس الهيدروجيني للجسم ويزيل الفضلات الحمضية منه، كما أنه مضاد قوي للأكسدة، ومزيل قوي للسموم، ويساعد على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة أفضل إلى داخل الجسم، ويساعد الجسم في تمثيل المعادن المؤينة بسهولة أكبر، بالإضافة إلى أنه يساعد على تنظيم الهضم وتحسينه بصفة عامة بإعادة التوازن للجسم، ويقلل من تأكسد الأعضاء الحيوية، وله معامل أكسدة واختزال سالب لذلك يعد وسطاً معادياً للبكتيريا.
ويتمثل الفرق بين ماء زمزم وماء الشرب الذي يضخ في المنازل في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنيسيوم، التي تعتبر أعلى في ماء زمزم، وهذا هو السبب في أنها تنعش الحجاج المتعبين، والأكثر أهمية من ذلك هو أن ماء زمزم يحتوي على فلوريدات مضادة للجراثيم بشكل عالي الفعالية.
ويعد مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، نقلة نوعية وتغييراً جذرياً، سهل قبل الظروف الحالية لجائحة فيروس كورونا العالمية، حصول الحجاج والمعتمرين على ماء زمزم وأزال الضغط والازدحام عن منطقة المسجد الحرام وأسهم في المحافظة على الصحة العامة بتأمين شروط التنقية والتعبئة والتوزيع الآمن لماء زمزم.