مهد الرسالة المحمدية.. كل ما تريد معرفته عن جبل النور
من المعروف لدى جميع المسلمين، أن غار حراء هو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه نزلت أول آية من القرآن "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"، وجبل النور هو مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية، حيث يوجد فيه غار حراء، وأحد أهم الأماكن التاريخية في الإسلام، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة بعيداً عن أهل مكة.
ولهذا نستعرض معكم اليوم معلومات يجهلها البعض عن جبل النور:
هو أحد المواقع التاريخية في مكة المكرمة يقع جبل النور شمال شرق المسجد الحرام، اكتسب أهمية تاريخية لأن النبي محمد كان يخلو فيه بنفسه ليعبد الله قبل البعثة في غار حراء، وفيه نزل الوحي على النبي لأول مرة.
جبل النور الذي سطع منه نور النبوة، على بعد 4 كيلو مترات، من المسجد الحرام ويبلغ ارتفاعه 642 متراً، وينحدر انحداراً شديداً من 380 متراً حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل، وتبلغ مساحته 5.25 كم وتشبه قمته سنام الجمل.
هذا الجبل يعدّ من سلسلة جبال الحجاز، وهو قمّة شامخة ارتفاعه قرابة ستمئة واثنين وأربعين مترًا، وتبلغ مساحته ما يقارب خمسة كيلو مترات ومئتين وخمسين متراً مربّعاً، ولقمّته شبه بالقبّة أو سنام الجمل، وفي أعلاه غار حراء، الذي اختاره الله لخاتم أنبيائه محمّد في منعة من الجبل، وعلو شاهق ليكون المرتكز الذي تنطلق منه دعوة الإسلام مدوّية في الخافقين، حيث يبدأ الجبل بانحدار شديد، ثمّ يستمرّ انحداره على شكل زاوية قائمة حتّى قمّته، وقد اكتسب الجبل شهرته بسبب غار حراء الذي كان النّبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- يقصده من مكّة ليتعبد فيه قبل بعثته وقد نزل عليه الوحي أوّل مرّة وهو فيه
أما غار حراء فهو عبارة عن فجوة في أعلى جبل النور، مدخله نحو الشمال بطول أربعة أذرع وعرضه ذراع وثلاثة أرباع، والداخل لغار حراء يكون متجهًا نحو الكعبة، ويتصف بضيق المكان الذي لا يتسع إلا 4 أو 5 أشخاص فقط ، ويُمكن لمن يقف على رأس جبل النور أن يُشاهد مدينة مكة المُكرمة وأبنيتها.
والصعود إلى غار حراء في جبل النور جائز بقصد الاطّلاع والاستكشاف، ولكن بقصد التّعظيم وأداء العبادات والدّعاء فهو بدعة من البدع، لم يفعله النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بعد بعثته، ولا صحابته الكرام -رضي الله عنهم- من بعده، فقد حجّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واعتمر ومعه الصّحابة، لم يصعد أحد منهم إلى غار حراء.
وقد وضّح شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بخصوص المساجد التي بنيت على آثار النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وآثار صحابته، رضي الله عنهم، كالمسجد الذي تحت الصّفا، والمسجد الذي يقع في سفح جبل أبي قبيس، ونحو ذلك من المساجد، بأنّه ليس من السنّة زيارتها لأداء العبادة والدّعاء فيها، ولم يستحبّه أحد من أئمة المسلمين، فليس قصد شيء من ذلك من السّنّة، ولم يستحبّه أحد من الأئمة، وقال: إنّما المشروع زيارة وإتيان المسجد الحرام خاصّة، ومشاعر الحجّ: كعرفة ومزدلفة والصّفا والمروة، وأمّا إتيان الجبال والبقاع الواقعة حول مكة غير المشاعر المخصّصة بالحجّ والعمرة والتي مرّ ذكرها آنفًا، فإنه لا يمتّ إلى سنّة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّ- بصلة، بل هو بدع