مناعة القطيع.. بيان من منظمة الصحة العالمية بشأن ”القرار الخطير ”
لا تزال مناعة القطيع تراود بعض الدول للخلاص من وباء كورونا في ظل عدم تطوير لقاح ناجح حتى الآن لكن منظمة الصحة العالمية المسؤولين الحكوميين ما زالت تحذر من هذه الخطوة وطالبت بعدم محاولة تحقيق ما يسمى بمناعة القطيع ضد فيروس كورونا المستجد من خلال السماح له بالانتشار بسرعة في جميع أنحاء مجتمعاتهم.
وبحسب شبكة "سي إن بي سي"، حذرت الوكالة من هذه الخطوة قائلة إنها ستجعل المستشفيات مكتظة بالمرضى وتقتل الكثير من الناس.
قال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، في جلسة أسئلة وأجوبة مباشرة: "يعتقد معظم العلماء أن 60% إلى 80% من السكان يحتاجون إلى التطعيم أو تشكيل أجسام مضادة طبيعية لتحقيق مناعة القطيع".
وأضاف: "بغض النظر عن هذا الرقم، فإننا لسنا قريبين منه، مما يعني أن هذا الفيروس أمامه طريق طويل ليحرقه في مجتمعاتنا قبل أن نصل إلى ذلك. ومجرد انتظار حدوث مناعة القطيع بالسماح للفيروس بالانتشار، كما أشار بعض معارضي تدابير التباعد الاجتماعي، أمر خطير".
وتابع: "حتى لو لم يمت الناس بسبب المرض، فلا تزال هناك مشاكل طويلة الأمد. أي شخص ينظر إلى المرضى الذين يعانون من إصابات كوفيد الشديدة يدرك أن هذا مرض عنيف للغاية ويضغط على العديد من الأجهزة في الجسم، ونظام القلب والأوعية الدموية، والجهاز العصبي".
وأردف أن الشباب الذين تعافوا من "كوفيد 19" غادروا المستشفيات بصحة جيدة، فقط ليكتشفوا مشاكل بعد 10 أو 15 أسبوعًا، مضيفًا: "لا يمكنهم الركض. لا يستطيعون ممارسة الرياضة، ويشعرون بضيق التنفس، يعانون من نوبات السعال. فمن يريد ذلك أو يحتاج إليه".
و«مناعة القطيع» هي شكلٌ من أشكال الحماية غير المُباشرة من مرضٍ معدٍ، وتحدث عندما تكتسبُ نسبةٌ كبيرةٌ من المجتمع مناعةً لعدوىً معينة، إما بسبب الإصابة بها سابقاً أو التلقيح، ما يُوفر حمايةً للأفراد الذين ليست لديهم مناعةٌ للمرض.
ومن المعروف أنه إذا كانت نسبةٌ كبيرةٌ من السكان تمتلك مناعةً لمرضٍ معين، فإنه يُساعد في عدم نقل هؤلاء الأشخاص للمرض لآخرين.
وبالتالي يُحتمل أن تتوقف سلاسل العدوى، ما ينتج عنه توقّف أو إبطاء انتشار المرض. ووفق الخبراء، فإنه كُلما زادت نسبة الأفراد الذين لديهم مناعةٌ في المجتمع، يقلُ احتمال اختلاط الأفراد الذين لا يمتلكون مناعةً مع أشخاصٍ ناقلين للمرض، ما يُساعد على حمايتهم من العدوى.
في الثالث من يوليو الجاري، كشفت دراسة موسعة أجراها بنك الدم الهولندي ارتفاع نسبة الهولنديين الذين لديهم أجسام مضادة لـ «كورونا» من 3% في أبريل إلى 5.5% في الوقت الحالي. وفقاً للدراسة التي نشرها موقع «هولندا بالعربي»، فإنه بهذا المعدل ستحتاج هولندا إلى عامين لتحقيق «مناعة القطيع» بين السكان الهولنديين. لذلك، قال رئيس الباحثين هانز زايجر لصحيفة NOS إنه «لا بد من التوصل إلى اللقاح».
وبحسب ما ذكره زايجر، يجب أن يتعافى 60% على الأقل من الأشخاص، وأن تتكون لديهم أجسام مضادة للفيروس من أجل تحقيق «مناعة القطيع»، وهذا قد يستغرق عامين آخرين.
كان المركز الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية قد نشر تقريرا أكد فيه أن الاتجاه العام للحالات والوفيات المبلغ عنها آخذ في التناقص، لكن خطر عودة المرض لا يزال مرتفعًا.
وجاء في البيان: "يمثل اليوم الموافق 29 يوليو مُضي ستة أشهر بالضبط منذ أُبلغ عن ظهور أول حالة إصابة بمرض كوفيد-19 في إقليم شرق المتوسط. وقد اعترى البطء خطى التقدم الأولية بعد اكتشاف الحالات الأولى في فبراير، ولكن بدأ تسارع هذا التقدم في شهر مايو، بينما حدثت الذروة في الحالات بنهاية يونيو والتي يمكن أن يُعزى أغلبها إلى تراخي البلدان في تطبيق التدابير الاجتماعية خلال فترة شهر رمضان وعيد الفطر".
وتابع البيان: "يبدو أن الاتجاه الإقليمي العام للحالات والوفيات المُبلَّغ عنها على مدار الأسبوعين الماضيين قد بدأ يستقر، بل أنه أيضاً آخذٌ في التناقص".
وأكد المكتب الإعلامي أن استقرار الحالات على الصعيد الإقليمي العام على مدار الأسبوعين الماضيين يُشير إلى أننا قادرون على تغيير مسار هذه الجائحة. ولكن اليوم، إذا لم تتمكن البلدان من الحفاظ على فعالية تدابير الصحة العامة، سيظل خطر معاودة ظهور مرض كوفيد-19 وانتشاره في الإقليم مرتفعاً ارتفاعاً شديداً.