في ذكرى ميلاده..كيف نجح أسامة أنور عكاشة في صنع ملاحم درامية جعلته خالدًا رغم رحيله

جريدة الموجز

عميد الدراما وواحد من أبرز كتابها ليس في مصر فقط بل وفي العالم العربي، أثرى الفن بأعمال خالدة ملئت مكتبة الدراما العربية، ونحت أسامة أنور عكاشة اسمه بأحرف من نور في قلوب الجمهور، فهو أشهر من قدم مسلسلات ظلت حاضرة مع الجمهور حتى الآن، ولا يمل أحد من متابعتها باستمرار، وذلك نظرا لتناوله قضايا واقعية في أغلب مسلسلاته الدرامية، التي كتبها، ودوما ما يكون أبطال أعماله شخصيات حقيقية تنتمي للناس.

استطاع أسامة أنور عكاشة أن يكسر قاعدة أن الجمهور يسعى وراء اسم الفنان الذي يكون بطل العمل فقط، ليصبح مع عكاشة اسم المؤلف هو جواز المرور الأول للجماهير، الذي يضمن جودة العمل ونسب المشاهدة المرتفعة.

حفظ الجمهور بكل فئاته وطبقاته اسم أسامة أنور عكاشة وسعى دائمًا وراء أعماله الخالدة التى تزداد قيمة، كلما مر عليها الزمن وتحظى بنسب مشاهدة مرتفعة مهما تم إعادتها لتكتسب يوميا جمهورا جديدا من أجيال جديدة، وهو ما يؤكد أن أعمال أسامة أنور عكاشة صالحة لكل الأوقات لأنها عبرت بصدق عن المجتمع.

وبالرغم من تنوع أعماله بين السينما والتليفزيون والروايات الأدبية، لكن سيناريوهات المسلسلات تعد هي الأشهر والأفضل، ولازالت محفورة في الذاكرة، ولها علامة مميزة في القلب، وخلال فترة الثمانينات والتسعينات، حجز لنفسه خلال الموسم الرمضاني مسلسل من تأليفه تلتف حوله الأسرة.

بدأ الكاتب أسامة أنور عكاشة في كتابة القصة القصيرة والرواية، ثم اتجه للدراما حتى صار أعظم من كتبوا لها، وأحدث نقلة نوعية في مستواها وقضاياها، فتناول قضية الهوية مثلما فعل في "أرابيسك وزيزينيا"، وقضية الحراك الاجتماعى بعد التحولات الكبرى ما بعد ثورة يوليو وما بعد حرب ١٩٧٣ مثلما قدم في "ليالى الحلمية"، كما تطرق للهم العربى في "امرأة من زمن الحب".

قدم أسامة أنور عكاشة خلال مشواره الفني، ما تجاوز السبعون عملا فنيا، بين السينما والدراما الإذاعية والتلفزيونية، وتعاون خلال مشواره مع كبار المخرجين والنجوم، كما كان له بعض الإسهامات المسرحية، كان أبرزها تأليفه لمسرحية "الناس إللى في التالت"، التي قدمت عام 2001 من بطولة سميحة أيوب ورشوان توفيق وفاروق الفيشاوي.

ومن أبرز المسلسلات التي كتبها السيناريست أسامة أنور عكاشة مسلسل "أنا وأنت وبابا في المشمش"، الذي خاض من خلاله تجربة درامية جديدة، حيث أنه ألف وكتب مشاهد حوار غنائية داخل أحداث المسلسل.

ومن أبرز أعماله "ليالي الحلمية" الذي ضم الكثير من الفنانين حيث زاد عدد الممثلين على 300 ممثل، واستمر المسلسل لـ5 أجزاء، حيث تناول فترة مصر من عصر الملك فاروق إلى مطلع التسعينات، ومسلسل "أبو العلا البشري"، و"الشهد والدموع"، و"ضمير أبلة حكمت"، وهو العمل الذي استطاع فيه أسامة أنور عكاشة ضم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة إلى الدراما التليفزيونية، فهو أول مسلسل لها، ولعبت فيه دور ناظرة المدرسة التي تواجه عقبات بين طالبات مدرستها، وشاركها الفنان الراحل أحمد مظهر والفنان جميل راتب.

ومسلسل" الراية البيضا"، و"أرابيسك"، و"زيزينيا"، و"امرأة من زمن الحب"، و"أميرة في عابدين"، و"موجة حارة"، ولم يشاهد أسامة أنور عكاشة هذا العمل، حيث تم عرضه في رمضان 2013، لكنه مأخوذ من إحدى روايته والتي تحمل اسم "منخفض الهند الموسمي"، وكتبت السيناريو الكاتبة مريم نعوم، وتدور حول أسرة العجاتي التي تتولى زوجته "معالي زايد" مهمة السيطرة على أبنائها وهم "سيد العجاتي" ضابط الآداب والابن الآخر "نبيل العجاتي" الذي يواجه مشاكل مع جهة سيادية بسبب آرائه المعارضة.

ولد عكاشة في ٢٧ يوليو ١٩٤١، وتلقى تعليمه الأساسى في كفر الشيخ، وتخرج من كلية الآداب جامعة عين شمس في ١٩٦٢ وعمل في عدد من مؤسسات وزارة التربية والتعليم، ثم بالعلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ، ثم عمل إخصائيا اجتماعيا بجامعة الأزهر واستقال في نهاية السبعينيات ليتفرغ للكتابة، إلى أن توفي في ٢٨ مايو ٢٠١٠ إثر هبوط حاد في الدورة الدموية عن عمر ناهز الـ69 عاما، تاركا إرثا فنيا من الصعب تكراره، وبات واحدا من علامات الكتابة الدرامية في الوطن العربي.

تم نسخ الرابط