تعرف علي حكاية رجل أتسم بالذكاء وشدة الفراسة وراء مثل ”أذكى من إياس”

حكايات أمثال شعبية
حكايات أمثال شعبية

نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".

"أذكى من إياس" وهو مثل يضرب عندما يتصف إنسان بحدة الذكاء، وصدق الحدس، وشدة الفراسة، وقصة هذا المثل هو أن إياس بن معاوية بن قرة المزني كان قاضياً شديد الذكاء تولى قضاء البصرة سنة في عهد عمر بن عبد العزيز، ومما ورد في حدة ذكائه وشدة فراسته أنه سمع نباح كلب لم يره، فقال: "هذا نباح كلب مربوط على شفير بئر"، فنظروا فكان كما قال، فقيل له كيف عرَفت ذلك، فقال: "سمعت عند نباحه دوياًّ من مكان واحد، ثم سمعت بعده صدى يجيبه فعلمت أنه عند بئر".

ومن مواقفه، أيضاً التي تدل على شدة فراسته أنه تقدم إلى إياس أربع نسوة، فلما قمن على إياس قال أما أن إحداكن حامل، والأخرى مرضع، والأخرى بكر، والأخرى ثيب، فنظروا إلى ذلك فوجوده كما قال، قالوا: كيف عرَفت؟، قال: "أما الحامل فكانت تكلمني وترفع ثوبها عن بطنها، فعلمت أنها حامل، وأما المرضع فكانت تكلمني وتضرب ثديها، فعلمت أنها مرضع، وأما الثيب فكانت تكلمني وعيناها في عيني، فعلمت أنها ثيب، وأما البكر فكانت تكلمني وعيناها إلى الأرض لا ترفع طرفها، فعلمت أنها بكر.

وما ورد أيضاً عن ذكائه وفراسته أنه رأى جارية في المسجد وعلى يدها طبق مغطى بمنديل، فقال معها جراد، فكان كما قال، فسئل فقال: "رأيته خفيفاً على يدها".

تم نسخ الرابط