”أمهات السبت”..ما لا تعرفه عن خطة ”حريم تركيا ” لإسقاط أردوغان

الموجز

منذ سنوات يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه على موعد كل يوم سبت مع مظاهرات لمجموعة من السيدات، ضمن مجموعة أطلقت على نفسها اسم "أمهات السبت" وينضم إليهم مجموعة من النشطاء السياسيين الرافضين للسياسات القمعية للدكتاتور التركي.

وأصبح مشهد قمع القوات الأمنية لأمهات السبت من المشاهد المتكررة أسبوعيا،وكان آخر هذه المشاهد يوم السبت الماضي خلال المظاهرة التي حملت رقم 800 ، ضمن فعاليات دأبت على تنظيمها يوم السبت من كل أسبوع منذ عام 1995 في ساحة "جلاطه سراي" وسط مدينة اسطنبول ، لمطالبة الأنظمة التي تعاقبت على حكم تركيا عن مصير أبنائهن وذويهن الذين اختفوا في ظروف غامضة ولا يعرفن عنهم شيئا.

وسجلت منظمات حقوق الإنسان كيف يتعامل أردوغان مع هذه المظاهرات بكل عنف، وعلى الرغم من أنهن يحرصن على الحصول على التصريحات اللازمة للتظاهر، إلا أن الآلات الأمنية الأردوغانية تتصدى لهن وتعتقل بعض النساء على الرغم من أعمارهن المتقدمة وتعاملهن بكل عنف

و"أمهات السبت" هي رابطة من الأمهات الكرديات اللواتي اعتقل وخطف أبناؤهن على يد السلطات التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي.

وتطالب الأمهات الحكومة التركية بالكشف عن مصير أبنائهن المعتقلين منذ عشرات السنين، ولم يعرف مصيرهم، كما يطالبن بمحاسبة المسئولين عن ذلك.

وتقول "أمهات السبت" إنهن استلهمن فكرة تنظيم حركتهن من "مير مايو دي بلازا"، أي "أمهات ساحة مايو" في الأرجنتين اللواتي فقدن أبناءهن في زمن "الديكتاتور" الأرجنتيني خورخه فيديلا.

جدير بالذكر أن المجموعة التي اختفت وتبحث عنهن امهاتن المنضمات لمجموعة أمهات السبت هم مجموعة من الشباب الأكراد والأتراك اليساريين الذين ظهروا في تركيا في أواخر سبعينات القرن الماضي، وأخذت هذه المجموعة بعدا عسكريا في منتصف الثمانينات، بعد أن لاحقت السلطات أعضاء تلك المجموعة، التي أطلقت على نفسها اسم "حزب العمال الكردستاني" الذي كان يقوده عبدالله أوجلان، أثناء دراسته في كلية العلوم السياسية، والذي ترك الجامعة وتفرغ للعمل الحزبي والعسكري حينها.

اتسع نشاط الحزب وازداد عدد مؤيديه في كل من العراق وسوريا وإيران إلى جانب تركيا وأكراد المهجر. وانضم إليه العديد من الشباب الأتراك ذوي التوجهات اليسارية الماركسية.

لم يتخذ هذا الحزب أي صفة شرعية طوال 40 عاما، وكانت فترة التسعينيات من أكثر الحقب اضطرابا وأكثرها عنفا في تاريخ تركيا الحديث بسبب مطالب الحزب بدولة كردية.

ولاحقت السلطات أعضاء الحزب وصنفته حزبا إرهابيا، وبالتالي كل من يثبت انتماؤه للحزب، يقتاد إلى السجن.

وتمكنت السلطات التركية من اعتقال زعيم الحزب عبدالله أوجلان بمساعدة الانتربول عام 1999، وهو منذ ذلك الحين مسجون في زنزانة منعزلة في جزيرة مرمرة النائية في تركيا.

واتسعت قائمة المخطوفين والمعتقلين لتصل الآلاف، وبقي مصير الكثيرين منهم مجهولا إلى يومنا هذا. وخرجت أمهات المفقودين والمعتقلين بتنظيم حركة باسمهن (أمهات السبت) للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن.

ونتيجة الصراع المستمر على مدار أربعين عاما، لقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم، من الجانبين الكردي والتركي، ودُمرت آلاف القرى الكردية في تركيا، مما اضطر مئات الآلاف من الأكراد للنزوح إلى مدن تركية أخرى. غير أن حزب العمال تراجع عن مطلبه الأولي باستقلال المناطق الكردية داخل تركيا، وصار يدعو إلى حصول أكراد تركيا على حكم ذاتي، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف هذا المطلب أيضا بالخيانة.

 

 

تم نسخ الرابط