لجنة أمريكية تطالب المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات ضد انتهاك تركيا للحقوق وللحريات الدينية في سوريا
فيما يتواصل تدهور الحريات الدينية في تركيا والأراضي التي تحتلها، قالت أنوريما بهارجافا ونادين ماينزا من اللجنة الأمريكية الدولية للحرية الدينية، إنه يجب على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات ضد انتهاك تركيا للحقوق وللحريات الدينية التي تستهدف اليزيديين والمسيحيين والأكراد في سوريا.
وأكدت اللجنة أنّه يجب على واشنطن أن تعترف وتفكر بوضوح في التداعيات المأساوية للعمليات التركية عبر الحدود، والتي لا تستهدف القوات الكردية فقط، إذ أنّها تشكل خطرا واضحا وقائما على الحرية الدينية في شمال شرق سوريا.
كما شدّدت على أنّه يتعين على الولايات المتحدة الضغط على أنقرة بشأن وضع جدول زمني لانسحابها من البلاد، وذلك في ضوء ما يمكن أن يُشكله وجود تركيا المستمر في المنطقة من تفاقم لعمليات الاختفاء القسري والتطهير الديني والعرقي لليزيديين والمسيحيين والأقليات الأخرى.
وبتعرّض الإيزيديون والأقليات الضعيفة الأخرى في البلد الذي مزقته الحرب، للعنف على أيدي الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري التي تدعمها تركيا، بعد غزوهم واحتلالهم لمساحة واسعة من شمال سوريا في 2018 و2019، وفقاً لما كتبته بهارجافا وماينزا في مجلة نيوزويك أمس السبت.
واتهم مدنيون المتمردين السوريين المدعومين من تركيا بارتكاب انتهاكات جسيمة ضدّ الأقليات السورية، وذلك بعد احتلالهم لجيب عفرين الكردي شمال غرب سوريا في 2018.
وتمّ قتل المئات من الأيزيديين، واستعباد الآلاف منهم، وهم أعضاء في طائفة دينية سكنت المنطقة منذ عصور ما قبل الإسلام، في إبادة جماعية قام بها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ابتداء من عام 2014.
ويبدو أنّ نفس الأمر بات يتكرر اليوم بإشراف الجيش التركي، حيث ذكر المقال أنّ منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، وثقت الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها الأقليات اليزيدية والمسيحية والكردية، وذلك في تقارير أكدت مقتل واغتصاب واختطاف الكثيرين من تلك الأقليات.
كما كشفت اللجنة الأميركية الدولية للحرية الدينية، أنّه منذ بدء التوغل التركي شمال سوريا، قامت تركيا والفصائل التي تدعمها بقصف عشوائي لمناطق المدنيين، وقتلت الكثيرين منهم، كما احتلت منازل ومحلات مدنية خاصة بشكل غير قانوني ونهبت ممتلكات أصحابها.
ونقل المقال أيضاً عن سارة كيالي من منظمة هيومن رايتس ووتش قولها، إنّ العديد من عمال الإغاثة "اختفوا قسراً أثناء العمل في مناطقهم".
وتدخلت تركيا في شمال سوريا في ثلاث عمليات عسكرية مختلفة منذ صيف سنة 2016، مما مكنها من السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، وفتح مدارسها إلى جانب فروع لسلطاتها الدينية العليا، رئاسة الشؤون الدينية والمعروفة باسم ديانت، إلى جانب عدد من خدمات "التتريك" الأخرى.
ويعيش من تبقى من سكان شمال سوريا في مناطق "دراع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" ورفض التهجير، مأساة إنسانية حقيقية تحرمه من أبسط حقوقه في الحياة، وسط صمت دولي وأممي عن انتهاكات القوات التركية التي ادّعت أنها جاءت لتخليص المنطقة من القوات الكردية والفصائل المُتطرفة.
وقامت الفصائل السورية المدعومة من الجيش التركي، بطرد عشرات الآلاف من العوائل من مساكنها بذريعة ارتباطهم بوحدات حماية الشعب الكردية السورية.
ويجري استخدام تلك المناطق وممتلكاتها، كوسيلة من الجانب التركي لإشغال الفصائل التابعة له، والذين تعمدوا تنفيذ عمليات نهب جماعية وسرقة واسعة للممتلكات الخاصة والعامة على حدّ سواء، وذلك على الرغم من نقل الآلاف من المقاتلين السوريين للعمل كمرتزقة في ليبيا، مع استعدادات حالياً لنقل آخرين منهم لليمن لدعم حركة الإصلاح الإخوانية المؤيدة لحزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي الحاكم.