تمثال الحرية .. قصة فلاحة مصرية يقدسها الأمريكان
فلاحة مصرية بسيطة، علمت الأمريكان معنى الحرية، ورفضت هذه الفلاحة أن تستبدل ثيابها البسيط وترتدى الملابس المودرن، وتمكست برغبتها وأصبحت رمزا للحرية .. وتتناقل الألسنة فى نيويورك هذه القصة التى يعود تاريخها إلى عهد الخديوى إسماعيل، وحتى يومنا هذا لايزال الأمريكان يحلفون بحياة الفلاحة المصرية التى علمتهم معنى الحرية، وثبات الموقف، "الموجز"، تكشف الحقيقة كاملة فى حياة الفلاحة المصرية التى لا تزال صامدة بملابس الفلاحة البسيطة داخل نيويورك، ولم يستطع أحد أن يتخذ معها موقفا عدائيا، وقيل إنها حيرت الأجيال الأمريكية.
إنها الفلاحة المصرية التى تحولت إلي تمثال الحرية، وهو الحلم الذى بدأه الخديوى إسماعيل، للتمثال الشهير الذي تم وضعه فى قلب مدينة نيويورك، وتشير فيه الفلاحة يدها اليمنى نحو مدخل المدينة.
تشير المخطوطات التاريخية، إلى أن الخديوي إسماعيل، والذى كان يحكم مصر في الفترة ما بين 1863 و1879، طلب من مثّال فرنسي يدعى فريدريك بارتولدي، صناعة تمثالاً بطول 100 متر، ويحمل مشعلا بيده اليسرى ( في إشارة إلى أن مصر حملت النور إلى آسيا)، ليشير إلى مدينة بورسعيد عند وضعه بمدخل قناة السويس والتي كان يستعد لافتتاحها، وطلب الخديوى، أن يرتدى التمثال قبعة رأس بها 7 فتحات سيتم إضاءتها، وتمثل السبعة أبحر، كما اشترط الخديوي أن يرمز التمثال للفلاحة المصرية، واختار الخديوى إسماعيل اسم ( الحرية ) للتمثال، حيث كان يعقد النية على إعلان استقلال مصر عن الخلافة العثمانية لحظة افتتاح القناة.
وانتهى المثّال الفرنسي من إعداد التمثال، بينما زادت المقاسات معه، لكنه طلب أجراً كبيرا في الوقت الذي كانت تتكبد فيه مصر الديون الضخمة نتيجة شق القناة، فلم يتمكن الخديوى إسماعيل، من نقل التمثال الضخم إلى مصر، حيث بلغ سعره وتكاليف نقله اقتربت من 600 ألف دولار آنذاك.
وتكشف المخطوطات التاريخية، أن الحكومة الفرنسية قامت بشراء التمثال من صاحبه مقابل المبلغ الزهيد الذى كان يحلم به، وأهدته الحكومة الفرنسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة المئوية الأولى لحرب الاستقلال التي حققت انتصارا فيها، إلا أن أمريكا طلبت بعض التعديلات على التمثال وكان أبرزها نقل الشعلة من اليد اليسرى إلى اليمنى لتشير إلى مدخل مدينة نيويورك، بالإضافة إلى تعديلات أخرى فى وجه السيدة الفلاحة وملابسها لتبدو وكأنها (رومانية) ، إلا أن صاحب التمثال اعتذر عن تنفيذ تلك المطالب حيث كان يراها ستفسد عمله الفني الرائع بأكمله ويشوهه، ولا يزال التمثال حتى يومنا هذا للفلاحة المصرية البسيطة التى ترتدي ملابسها القروية وتحمل فى يدها اليمنى مشعلا، وفي اليسرى كتابا منقوشا عليه تاريخ 4 يوليو الذي يرمز ليوم إعلان الاستقلال الأمريكي .