حكاية رجل توفي وهو يراقب جاره لينطلق مثل ”من راقب الناس مات همًا”
نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".
"من راقب الناس مات همً" يعتقد الكثيرون أن المقصود بهذا المثل أنه من أكثر النظر إلى أحوال الناس وشؤونهم، وتجسس عليهم وتسقط أخبارهم مات من الهمّ، وفي الحقيقة أن هذا ليس هو المعنى المقصود للمثل.
وجاءت قصته عندما أملي الشاعر الأموي العملاق بشار بن بُرْدٍ البيتَ الأتي ذكره لتلميذه وروايته عن سلم الخاسر، وسلم هذا، قد سمي بالخاسر لأنه إحتاج مرةً أن يشتري نبيذاً فلم يكن معه مال فباع مصحفه وإشترى زقا من النبيذ فوسم بهذه السمة وقيل أيضاً إنه ورث مال عن والده فأنفقه ولم يبقِ منه شيئاً فلقبوه بالخاسر، وظل أحد جيرانه لفترات طويلة يراقبه ويتحدث عليه وفي يوم توفي وهو منتظره حتي يراه وهو عائد لمنزله ليعرف أخباره ويري مشترايته حينها قال من حولهم "من راقب الناس مات همًا" ومن هنا انتشر هذا المثل.