” المحروسة ” .. قصة يخت شارك فى ثورة 23 يوليو وافتتح قناة السويس 3 مرات
يعد يخت " المحروسة" من أشهر وأهم اليخوت على مستوى العالم وتأتى اهميته من كونه شاهداً على عصور كثيرة واحداث تاريخية هامة وعاش على سطحه اهم ملوك مصر.
ولا ينكر أحد أن " المحروسة " كانت له مشاركة بالغة الاهمية فى ثورة 23 يوليو التى نحتفل بذكراها اليوم حيث أقل الملك فاروق آخر ملوك مصر وآخر حكام الأسرة العلوية إلى منفاه الاختياري في إيطاليا بعد تنازله عن عرش مصر والسودان بعد قيام ثورة الجيش المصري في 23 يوليو 1952 وكان الملك فاروق ينوي الاحتفاظ به معه إلا أن طلبه قوبل بالرفض من السلطات المصرية وقتها.
وفي عام 2015 أبحر اليخت مقلا الرئيس عبد الفتاح السيسي لافتتاح قناة السويس الجديدة.
ليصبح أول السفن التي تدخل قناة السويس في حفل افتتاحها عام 1868 كما أنه كان أول سفينة دخلت القناة الجديدة في حفل افتتاحها 6 أغسطس 2015.
كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أستقبل أمراء وملوك ورؤساء الدول على اليخت باعتباره اقتناء بحري أثري في حفل افتتاح قناة السويس الثالث حيث كان قد شارك أيضاً في الإفتتاح الثاني لقناة السويس في يونيو 1975م إبان حرب أكتوبر 1973 وعلى متنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
يعود تاريخ إنشاء اليخت إلى عام 1863عندما أمر الخديوي إسماعيل والي مصر ببناءه وفي شهرأبريل عام 1865 اتمت بناؤه شركة سامودا التي يقع مقرها في العاصمة البريطانية لندن وابحر اليخت لأول مرة في شهر أغسطس 1865 من ميناء لندن على ضفاف نهر التايمز الإنجليزي إلى ميناء الإسكندرية المصري.
ابعاد اليخت وقت بناؤة كانت كالآتى : الطول 411 قدما والعرض 42 قدما والحمولة 3417 طنا محرك بخاري يعمل بوقود فحم حجري يعمل بنظام الطارات الجانبية بسرعه حوالي 16 عقدة في الساعة، وكان يزينه مدخنتان علاوة على ثمانية مدافع من طراز أرمسترونج للحماية من أي إغارة بحريه.
ومن أهم رحلات اليخت أيضاً أنه في عام 1867 استخدم في نقل الحملة المرسلة لإخماد الثورة بكريت وفى عام 1868 ابحربه الخديوي إسماعيل لحضور المعارض المقامة بباريس.
وفى عام 1869 ابحر به الخديوي إسماعيل أيضاً لميناء مرسيليا الفرنسي لدعوة ملوك وأمراء أوروبا لحضور الحفل العالمي لافتتاح قناة السويس.
وعام 1869 كان اليخت أول من عبر عند افتتاح قناة السويس وكان يقل لفيف من ملوك وامراء أوروبا مثل أمير وأميرة هولندا ولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك و الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا وإمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف.
وعام 1879 ابحر به الخديوي إسماعيل باشا بعد عزله عن حكم مصر بواسطة ابنه الخديوي توفيق إلى ميناء نابولي في إيطاليا.
وفىعام 1899أبحر اليخت من الإسكندرية إلى بور سعيد للاحتفال بإزاحة الستار عن تمثال ديليسبس وعام 1914ابحر اليخت مقلا الخديوى عباس حلمى الثاني إلى منفاه بالآستانة بتركيا.
وفى عام 1939 جاء علي متنه محمد رضا بهلوي شاه إيران الراحل وهو متوجها الي مصر لعقد قرانه على الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق وعام 1946 ابحر اليخت بأمر من الملك فاروق إلي ميناء جدة ليبحر علي متنه جلاله الملك عبد العزيز آل سعود ملك السعودية الي ميناء بورفؤاد المصري في زيارة جلالته لمصر بتاريخ 6 يناير 1946 حيث عاد به اليخت الي ميناء جده في 25 يناير 1946 بعد انتهاء زيارته لمصر.
واستخدم اليخت المحروسة زمناً في تدريب القوات البحرية المصرية بعد عام 1952 واستخدمه كل من الرئيس جمال عبد الناصر و محمد أنور السادات.
ويرسو اليخت حالياً قبالة شاطيء قصر رأس التين الملكي بمدينة الإسكندرية حيث عدل اسم اليخت رسمياً من قبل الحكومة المصرية بعد عام 1952 إلى اسم يخت " الحرية " إلا انه لايزال يذكر من الناحية الواقعية والشعبية باسمه الملكي القديم وهو يخت " المحروسة ".
وفي عام 2000 أَمر الرئيس حسني مبارك باسترجاع اليخت إلى اسمه الأصلي "المحروسة".