نسوان قادرة .. بالصور والأسماء .. ما لا تعرفه عن أشهر فتوات مصر

المعلمة جليلة
المعلمة جليلة

عزيزة، جليلة، توحة، أسماء لثلاث فتوات، احترفن البلطجة، فمنهن من سخرت قوتها لنصرة الحق، ومنهن من وكلتها للدفاع عن زوجها الضعيف، وأخرى أشبعت بها رغباتها، وعلى الرغم من أن روياتهن الثلاث لا تزال باقية وتعرضها المطبوعات إلا أن عزيزة " الفحل "، كانت هى الأكثر شهرة حيث ربطت "الفتونة"، بمطاردتها لبعض قوات الاحتلال الذين حاولوا إيذاء نساء مصر القديمة، وأعطت أحد الأتراك درسا فى الأخلاق بعد علقة ساخنة لأنه تطاول على المصريين، وعلى الرغم من أن القصص والروايات التى تتناقلها مخطوطات التاريخ، تروى حكايات فى الخيال ولا تنطبق على نساء وإنما ترتبط بالرجال، فهن وغيرهن ممن لم يذكرهن التاريخ كن يعتبرن أنفسهن رجالا أشداء أقوياء، وكن يفخرن بأنهن مدافعات عن الحق، ولا يخشون فيه لومة لائم، كما أن الفنان محمود المليجى تعلم الفتونة على يد إحدى هذه الفتوات .. "الموجز"، تعرض بعض وقائع الفتونة والمعارك التى خاضتها بعض الفتوات فى الزمن الماضى .

عزيزة الفحل تتوسط أسرتهاوهذه عزيزة الفحل، الفتوة التي حمت نساء حارتها من الإنجليز، واسمها الحقيقي صابحة إبراهيم على عيسى الغندور، تزوجت من ابن عمها المقيم في منطقة باب الخلق، ومن هنا انتقلت إلى القاهرة، وأنجبت ابنتها نبوية، ثم انفصلت عن زوجها حسين، وهو ما جعلها تهجر منطقة باب الخلق، وتنتقل إلى المغربلين، واستقرت بدرب الأغوات، وبدأت مشروعا تجاريا حيث قامت بتأجير محلا صغيرا كان يعرف باسم "الفحلة" فى المغربلين، وبدأت حياة أسرية جديدة بالزواج من الحاج محمد، وأنجبت منه الذكور، والإناث، وتزامن ذلك مع دخولها عالم الفتونة لمعاونة زوجها في خناقاته كالرجال بل وكانت أشد منهم وطأة‘‘. وفجر رافع الأثقال المثري مختار حسين، الفائز ببطولة العالم في برلين وقت حكم النازية، مفاجأة من العيار الثقيل قال فيها، إن عزيزة هي من دربته وأهلته لكل ذلك لأنها كانت تعلم شباب الحارة لعب الرياضة و الاهتمام بصحتهم بشكل يومي كالتدريب، وروى عنها الفنان الراحل محمود المليجي، أنه كان يسكن فى بيت من بيوتها وكان يتابع ويشاهد التحطيب، وكان يحضر المشاجرات التى تشهدها المنطقة، وكنت أتعلم وأحاكى منهم الفتونة، وتابع المليجى قائلا : تدربت أيضا على يد الحاجة عزيزة الفحلة، وإحنا هنا فى المغربلين والدرب الأحمر أسرة واحدة، لو كان فى حد تعبان كانت تقف جنبه ولو فى مشكلة كانت تحلها وكانت التجارة هى شغلتها الأساسية، كانت شديدة فى الحق حتى على ولادها أو أحفادها، ولو حد فيهم غلط مع حد كانت تأدبه، ولو فى مشكلة تتحل بطريقة ودية الأول، هى كانت قصيرة ومشهورة بـ الضرب بالرأس "الروسية" والبوكس الحديد والعصايا المدببة وكانت تكون أسوأ كابوس لمن يعترض طريقها في أي خناقه ‘‘ وروى المليجى، عنها موقفا كان هو شاهدا عليه حيث قال : كانت تكافح للاستعمار وقامت بإعداد الأكمنة لهم عندما وجدتهم يتهجمون على النساء فى الحمام للتحرش بهم، لدى عودتهم فى الصباح مخمورين سكارى، ونجحت يومها فى تلقينهم علقة ساخنة هى ومن كان معها من رجالها، ولا أنسى ما فعلته فى درب الأغوات عندما ضربت تركيا ظالما وأفراد حاشيته، عندما اشتكى رجل ضعيف لها من سطو الأتراك لهم وضربهم للمصريين بالكرابيج، وهو ما أثار حفيظتها وجعلتها تتحرك برجالها وتذهب بهم إلى عقر دار الرجل دون خوف فكان للأتراك فى هذا الوقت الأتراك حصانة، وصعدت إلى المنطقة وقامت بضرب التركى ضربا مبرحا هو وحاشيته وردته عن فعل هذا الأمر مجددا، وقيل إن الخديوي عباس، سمع عنها في بداياتها، ينما اعتزلت عزيزة الفتونة في بداية حقبة الأربعينات لكبرها فى السن.سكسكة

وفي حي الجيزةسطعت شهرة "جليلة"، التى كان يشهد لها بالشهامة والطيبة ومحاربة الظلم، فكانت سيدة فارعة الطول قوية البنيان، مرسوم على ذراعها وشم، ترتدى "صديري" وجلبابا بلديا رجوليا وكوفية وتمسك بيديها طوال الوقت نبوتا غليظا، وعندما تزوجت جليلة التى اشتهرت باسم "سكسكة" فطلبت مهرا تعجب منه الجميع حيث كان المهر إثبات شجاعة المتقدم لخطبتها حتى تتزوجه دون مهر، واشترطت عليه أن يدخل لإحدى المشاجرات ويفضها ويسيطر على أوضاعها حتى تكون زوجته، وبعدما نجح في الاختبار تزوجته على الفور.

وقررت "سكسكة"، أن تهجر الفتونة بعدما تأزمت أمورها فى عام 1958، بعد حادثة فقدان شقيقها ودخول أبنائها الثلاث السجن. توحة

أما المعلمة توحة، فكانت فتوة المطرية، بالقاهرة، والتى ضربت 5 رجال وسيدتين في معركة وحدها، ووقفت وحدها فى المشاجرة وأثارت ذعر المنطقة كاملة ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منها، وأغلقت المنازل والدكاكين في شارع بأكمله، كانت تجري في الشارع وفي يدها السكين والمبرد، وعند حضور البوليس أعلنت الاستسلام دون مقاومة، وكان زوج توحة، هو المحور الأساسى فى كل المشاجرات التى دخلتها فكانت تخشى عليه من أن يناله مكروه أو سوء من أحد، وسبق لها أن ضربت بسببه 20 رجلا، انتقاما له.

وفي عام 1951 أبلغ سكان المطرية، البوليس عن قيامها بارتكاب مذبحة قتلت فيها 5 أشخاص في شارع الشهانية، ووقفت جانب ضحاياها ولا أحد فى الشارع سواها وضحاياها والسكين الذى قطعتهم بها إربا إربا.

وتعود قصة هذه المذبحة إلى اليوم الذى توجه فيه، القزم سيد العجلاتي، وعمره 30 سنة لمطالبة زوج الفتوة بدين يبلغ 60 قرشًا، وهددها القزم بإبلاغ البوليس إذا امتنع زوجها عن سداد المبلغ، فلم تعجبها لهجته فألقت نحوه الشتائم، وكانت نعناعة أم سيد القزم تتابع الموقف، وفاجأت الفتوة بأن ألقت عليها صفيحة ماء فالتقطت الفتوة سكينًا بيدها اليمنى ومبردًا باليد الأخرى، وسددت للقزم عدة طعنات ثم لاحقته بالروسية في وجهه، فسقطت أسنانه وشاهده شقيقه إبراهيم فهرب من أمامها للاحتماء بالبيت لكنها أمسكت به وطعنته بالمبرد في ذراعه، و"روسية"، فسقط على الأرض فاقدا الوعى، وانهالت على والدهما بالطعن المبرح فسقط على الأرض غارقا فى دمائه، وتصادف مرور رجلين حاولا إنهاء الخناقة فضربتهما توحة "بالروسية" فسقطا على الأرض وعندما أفاقا أسرعا بالفرار ولم يبلغا البوليس، وأنهت الفتوة حياة نعناعة أم الشابين وأسقطتها بجوارهما،ولدى حضور أم نعناعة العجوز، وهي تلطم خديها فأسرعت الفتوة باستقبالها "بروسية"، سقطت على أثرها العجوز والدماء تنزف من أسنانها، وعلم الأب بما جرى لأفراد أسرته فذهب مسرعًا إلى مكان الحادث، تم الإبلاغ عن المتهمة وما ارتكبته من جرائم، وتم القبض على توحة وتم نقل ضحاياها بالإسعاف إلى المستشفى وتولت النيابة التحقيق معها، ثم أفرجت عنها بكفالة خمسة جنيهات مع أخذ تعهدٍ عليها باعتزال "الفتونة".

تم نسخ الرابط