36 إثيوبيا كادوا يتسببون في إفشال انتخابات بطريرك الكنيسة المصرية.. اعرف القصة

البابا كيرلس
البابا كيرلس

لا يعرف كثيرون أن تولي البابا كيرلس السادس كرسي البطركية كان سيشوبه البطلان، وذلك بسبب مجموعة من الإثيوبيين، لكن تم تدارك الأمر، وسارت الأحداث في مجراها الطبيعي.

تفاصيل القصة تعود إلى الوقت الذى بدأ فيه الاستعداد لانتخابات البطريرك البابا كيرلس السادس، وكان فى أعقاب وفاة الأنبا يوساب يوم 12 نوفمبر 1956، حيث تم فتح باب القيد للناخبين وفقا للائحة البطريرك الصادرة عام 1942.

وبمقتضى هذه اللائحة تقرر فتح باب الترشيح يوم 26 نوفمبر 1956، وتقدم أربعة آلاف ناخب لقيد أسمائهم من بينهم سبع نساء، وتقرر فتح باب الترشيح لمنصب البطريرك الجديد بعد شهر واحد من فتح باب القيد للناخبين، كما تقضى بذلك اللائحة، ولكن فجأة وقع خلاف كبير بين المجلس المقدس والمجلس الملى العام.

ويذكر محمود فوزي فى كتابه "البابا كيرلس وجمال عبد الناصر"، أن المجلس المقدس تمسك بقرار سبق أن اتخذه من قبل فى عهد "الأنبا يوساب" برفع سن الترشيح لمنصب البطريرك إلى 45 سنة، لكن المجلس الملى رفض ذلك، فضلا عن خلافات حول أحقية المرأة فى أن تقيد نفسها فى جدول الانتخابات، وانتهت هذه الخلافات بقرار من المجلس المقدس بوقف انتخابات البطريرك حتى صدرت لائحة جديدة للانتخابات فى نهاية عام 1957، خفضت السن إلى 40 عاما مع شروط أخرى.

طبقا لهذه الشروط تم فتح باب القيد من جديد فى جدول الناخبين فى يناير عام 1958، وبلغ عدد الذين قيدت أسماؤهم يومها 755 ناخبا، وتم فتح باب الترشيح لمنصب البطريرك، وكان من بين المرشحين "القمص مينا البراموسى المتوحد" الذى ستختاره القرعة الهيكلية لمنصب البطريرك، ويختار لنفسه اسم "كيرلس السادس".

سارت الأمور على هذا النحو، حتى ظهرت مشكلة وهى أن اللائحة الجديدة نصت على اشتراك 36 ناخبا من إثيوبيا فى الانتخابات التى ستنتهى بفوز البابا كيرلس، واتصلت البطريركية بسفارة إثيوبيا، فأوفدت أديس بابا وفدا إلى القاهرة لإجراء مفاوضات مع المجلس المقدس.

وانتهت المفاوضات إلى أن توفد إثيوبيا عددا من الناخبين يماثل عدد الناخبين فى مصر، ولكن بشرط أن يبقى البطريرك من أبناء مصر الأقباط الأرثوذكس، وتم توقيع اتفاق بذلك فى 21 يوليو عام 1958.

قبل بدء الانتخابات، أخطرت البطريركية السفارة الإثيوبية بموعد الانتخابات، ولكن لم يصل أحد من الناخبين الإثيوبيين للقاهرة، وكانت مشكلة تهدد وقف إجراء الانتخابات.

بذل وزير التموين الدكتور كمال رمزى إستينو جهودا كبيرة فى اتصالاته ومفاوضاته مع الإثيوبيين، انتهت بالاتفاق على إجراء الانتخابات فى موعدها بدون الإثيوبيين مع موافقتهم عليها.

وعلى ذلك تمت الانتخابات وكان البابا كيرلس السادس أحد الثلاثة الذين فازوا لكنه كان أقلهم حصولا على الأصوات، ومع ذلك فقد جاءت به القرعة.

وفى 11 مايو 1959 تم ترسيمه فى حفل حضره مندوبا عن الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات سكرتير الاتحاد القومى، ووجه البابا كيرلس كلمة باللغة الحبشية إلى الشعب الإثيوبى، وكانت الإذاعة الإثيوبية تنقل احتفال الترسيم على الهواء مباشرة.

 

 

تم نسخ الرابط