لأول مرة .. معلومات خطيرة عن السفاح الذى أثار غضب جمال عبد الناصر
الشك جعل منه أشهر سفاح، ارتكب 14 جريمة، وتذوق قسوة الرصاص الذى أسقاه لضحاياه، حيث أسقطته 17 طلقة نافذة فى جسده من رجال الشرطة الذين قاموا بمحاصرته لنحو 75 ساعة، ورحل فى عام تأميم الصحافة، وطغى نبأ قتله على خبر زيارة جمال عبد الناصر لباكستان، وجاء الخبر هكذا " مصرع السفاح عبد الناصر في باكستان" بالبنط العريض فى الصفحة الأولى مما أثار غضب الرئيس جمال عبد الناصر وقتها.
إنه محمود أمين سليمان، ثاني أشهر سفاحين الإسكندرية، الذى ودعته الجماهير بنبرات الحزن، بل وما يزيد من الدهشة فى الأمر أن أهالي منطقة محرم بك رفعوا لافتات بعد مقتله كتبوا عليها السفاح عاش بطلا ومات بطلا وتأثر به الأهالي لفترة طويلة كأسطورة السفاحين.
توضح المخطوطات التاريخية التى تحمل سيرة السفاح أنه بدأ ممارسة القتل فى 1959 وكان يقيم بمنطقة محرم بك، وكتب الأديب العالمى نجيب محفوظ، قصة حياة السفاح فى روايته الشهيرة "اللص والكلاب"، وتم تجسيدها فى فيلم سينمائى.
وقيل إن “سليمان” بدأ حياته موظف في القطاع الحكومي لكنه لم يستمر طويلا وتم فصله من القطاع الحكومي وبعد ذلك عمل بمجال السرقة واحترف سرقة الماشية، وقام بسرقة فيلا أم كلثوم وأمير الشعراء أحمد شوقى، انقلب إلى سفاح وارتكب ٤ حوادث شروع فى قتل خلال ٤٨ ساعة، هرب المتهم بعد هذه الحوادث وعاد إلى الإسكندرية، وظهرت عنده غريزة القتل بتهديده بقتل زوجته نوال محمد عبد الرؤوف ومحاميه بدر الدين أيوب، الذي كان يترافع عنه في قضية السرقة، بعدما شك فى وجود علاقة آثمة بين زوجته والمحامي وقام بإطلاق عدة أعيرة نارية على المحامى لكن أنقذته العناية الإلهية من الموت.
ودبر سليمان لقتل عديله جمال أحمد محمود أبو العز، بعدما شك فى قيامه بالإبلاغ عنه لدى البوليس، وقام بإطلاق النار على محمود سليمان على، موظف بالديوان الحكومي فى نفس التوقيت ظنا منه بأنه على علاقة بشقيقته الصغرى “جميلة”.
بعد ذلك تحولت حياة السفاح إلى مطاردات لم تنته مع رجال البوليس، ولسوء حظه كان حبه وعشقه للسرقة والانحراف والإجرام يسيطر عليه وهو ما جعله يرتكب 8 جرائم قتل أهمها كان مقتل خليل خضر بيومي، أحد التجار الحبوب الكبار بمنطقة محرم بك، وقام بسرقة مبلغ ألفين جنيه كانوا بحوزته، وارتفعت حصليته من القتل والسرقة إلى 14 جريمة قتل، وفى يوم سقوطه لم يكن قتله أمرا سهلاُ فقد تم حصاره لمدة 75 دقيقة ومات بعد أن اخترق جسده 17 طلقة نارية من أسلحة رجال الشرطة.
وتزامن العام الذى شهد تصفيته مع قرار تأميم الصحافة حيث عندما نشرت الصحف خبر وفاته قبل نشر خبر زيارة جمال عبد الناصر لباكستان وظهر مانشيت الصحف هكذا " مقتل السفاح .. وجمال عبد الناصر في باكستان" كأنهما خبر واحد.