السر وراء « شنب» ابنة شاه إيران التى انتحر من أجلها ثلاثة عشر رجلا

قاجار نصر الدين ابنة
قاجار نصر الدين ابنة شاه إيران


عادات الشعوب مليئة بالغرائب والعجائب، لكن للأسف لا يهتم رواد مواقع التواصل الاجتماعى بالبحث عن هذه الثقافات قبل السخرية والانتقاص منها، وبات كل ما يشغل تفكيرهم التنمر على صور الماضى بمفهوم اليوم من أجل استجداء ابتسامة المتابعين.

قاجار نصر الدين ابنة شاه إيران فى القرن التاسع عشر، كانت احدى ضحايا مواقع التواصل الاجتماعى فى الآونة الأخيرة، حيث تداول البعض صورا لها، لتنال قسطا وافرا من التعليقات الساخرة على ملامحها الذكورية وملابسها الغريبة.

مراكز بحثية إيرانية كشفت أن هذه الحقبة التاريخية في إيران كانت من مقاييس الجمال أن النساء يطلقن شواربهن، وأن تكون حواجبهن كثيفة وملتصقة، لدرجة أن السيدات الللاتي لم تظهر شواربهن ولم تكن واضحة وكبيرة أو حواجبهن كثيفة وملتصقة، كن يستعن بقلم كحل ويرسموهما به.. كما أكدت التقارير البحثية أن تلك المراة التي تُتداول صورها على جميع الشبكات والتي لا تمت بصلة للجمال بمقاييسنا الحالية كانت بمثابة هيفاء وهبي وصافيناز في ذلك العصر، الأمر الذى جعلها صاحبة تأثير كبير على حركة الموضة داخل إيران، حيث قامت بعمل طفرة كبيرة فى أزياء النساء الإيرانيات.

من ناجية أخرى ذكرت المؤرخة فيكتوريا مارتينيز Victoria Martinez على مدونة قليل من التاريخ A bit of history أنها لم تعثر على أية مصادر تؤكد أن الأميرة قد انتحر بسببها ثلاثة عشر رجلا أو أنه قد تقدم لها ألفين عريس بعد اطلاعها على عدة مصادر.

يرجع الفضل فى ظهور هذه الصور إلى الشاه الإيرنى فى ذلك الوقت كان من المنادين بالحرية والإنفتاح، حيث أهتم بتوثيق ظاهرة تشبه النساء بالغلمان التى انتشرت في إيران في القرن التاسع عشر، فأدخل أول كاميرا إلى إيران ، وأنشأ إستديو في قصره ، وكانت هذه الصور الغريبة هي تركته.

كما تشير المواقع الإيرانية أن تغيير الموضة بعد ذلك كشف أن هؤلاء النساء لم يكن بهذا القبح الذى ظهرن فيه، بل إن معظمهن كن جميلات، حيث تبدو "أنيس الدولة" فى صور التقطت لها فى وقت لاحق لتلك الفترة بدون شارب وبحواجب مهذبة، وقد رتبت شعرها وثيابها لتبدو كامرأة عصرية وبصورة مغايرة تماماً للتى بدت عليها فى الماضي.

يذكر أن الأميرة تاج السلطنة كانت مهتمة بالثورة الدستورية وعضوة في جمعية الحد من الأضرار، وكانت مولعة بكتابة مذكراتها الخاصة، التي تصور اتساع معلوماتها ومصادرها التاريخية عن الدستور وحقوق المرأة والحرية والمساواة والقانون، وقد انتقدت بشدة الحكومة في عهد شقيقها مظفر الدين شاه قاجار، والذي رأت أنه غير صالح كفاية للحكم، كما كانت تجيد الفارسية والعربية والفرنسية، وكانت أيضًا تحب الشعراء التحرريين مثل مرزاده عشقي وإصفار قزفيني، وعرف عنها اهتمامها أيضا بدراسة أعمال فيكتور هوغو وجان جاك روسو وبيسمارك.

تم نسخ الرابط