كما رواها عبد الناصر و السادات .. تفاصيل ماجرى ليلة 23 يوليو 1952

الضباط الاحرار
الضباط الاحرار

الجميع يعلم جيداً تفاصيل مادار صبيحة يوم 23 يوليو عام 1952 لكن اليوم و الليلة السابقة لقيام الثورة مليىء بالاحداث التى ربما لا يعلم عنها أحد شيئاً

التفاصيل الكاملة لتلك الليلة يرويها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ويقول "في ليلة 23 يوليو لو كُنا نحسب العملية بالورقة والقلم كُنا لقينا إن النجاح نسبته ضعيفة، ولكن كل واحد من اللى اشتركوا في الثورة كان بيقول "لابُد أنّ نضحي لنثبت أن الجيل اللى عاش قبل 1952 قام وقاتل حتى استُشهد" الظباط اللى كانوا موجودين زي النهارده من أجل القيام بالثورة كانوا حوالي 90 ظابط".

وأضاف" كُنا قوات قليلة والخطة لم تكُن بلغت لكل الناس كنت بمُر على الظباط من الصبح اللى هيشتركوا في الثورة وكان كُلي ثقة وإيمان في الله وفي هذا الشعب وبعد الضهر اجتمعت القيادة وقررت تنفيد الثورة وكان من المفترض أنها تُنفذ في ليلة 22 يوليو ولكن لم تكُن الخطة اكتملت".

وبسبب عدم اكتمال الخطة أجل الثٌنائي عبدالحكيم عامر وجمال عبدالناصر الثورة لمدة 24 ساعة حتى تكتمل الخطة ويتم إبلاغ كافة القيادات المُشتركة بما يحدث خاصةً أن الملك فاروق كان يقضي عطلة الصيف في مدينة الإسكندرية قبل أن يعلم بوجود حركة تسمى "الضباط الأحرار" تسعى للانقلاب على حكمه بين ليلة وضحاها.

ويقول عبد الناصر "الساعة 11 بالليل قبل ميعاد تنفيذ الثورة بساعتين كشفت الخطة وأحد أخوات أحد الظباط بلغ قصر عابدين واتصل الملك من اسكندرية بقائد الجيش وطلب عقد مؤتمر لكبار الظباط في كوبري القبة وقال لابد أن نلغي كل شيء كانت الساعة 11 وميعاد التنفيذ الساعة 1 قلتله (العجلة دارت ولن يستطيع إنسان إيقاف هذه العجلة).. وقلتله نستطيع أن نتصرف ونتحرك ونستطيع في آخر لحظة أن نغير الخطة وأن أمر جمع كبار القادة بيدينا فرصة ذهبية لاعتقالهم كلهم بعملية واحدة".

وتابع .. "نزلت من البيت وعديت على بيت عبدالحكيم عامر عشان ناخد قوات من العباسية وكان البوليس الحربي قفل المداخل طلعنا على كمال حسين في ألماظة وإحنا في السكة واحد اعتقد أن التحرك الساعة 12 واتحرك بدري بدل 1 قلنالُه تعالى نطلع على القيادة ونعتقل الناس اللى هناك وده إن دل على شيء يدُل على التوفيق وفعلاً قبضنا على جميع القادة".

وفي يوم 23 يوليو، حدثَت الثورة وأذيع البيان التالى :

"من اللواء محمد نجيب إلى الشعب المصرى اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمرهم إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها".

وحكى الرئيس الراحل أنور السادات وأحد الضباط الأحرار تفاصيل مادار فى تلك الليلة قائلاً "وضع جمال عبدالناصر كل ترتيبات الحركة وعرف كل واحد منا دوره ولكن موعد قيام الحركة لم يكن قد تقرر بعد كل ما كنت أعرفه أنها ستحدث أوائل أغسطس"

وأضاف "سافرت إلى العريش لأطلب من الضباط الذين أعتمد عليهم أن يستعدوا ثم عدت إلى القاهرة في يوم 22 يوليو وأنا خالي الذهن من أن الحركة قد تقررت في تلك الليلة".

وأكمل شرحه لكواليس تلك الليلة، قائلاً"عدت من الإسكندرية في مساء يوم 22 يوليو 1952 وتوجهت إلى منزلي وصحبت زوجتي إلى السينما حيث تعودت أن أذهب في أيام إجازتي إلى سينما صيفية نظرًا لاشتداد الحرارة ولم يكن عندي أدنى فكرة بأن الأوامر قد تغيرت وأن الرأى قد استقر على تنفيذ خطتنا بعد منتصف ليل 22 يوليو".

وتابع .. "تصادف أن قطع النور الكهربائي في السينما التى كنت بها وتعطل العرض بعض الوقت وكانت النتيجة أننا انصرفنا من السينما متأخرين نصف ساعة عن الموعد المعتاد"

وأضاف" ذهبت إلى المنزل لاجد ورقة تركها لي البكباشي جمال عبد الناصر يخبرني فيها أن الأوامر قد تغيرت وأنه قد تقرر القيام بالحركة بعد منتصف الليل ولم تكن رسالة جمال رمزية ومبهمة وإنما كانت مكتوبة بصراحة تامة".

وأكمل "ارتديت ملابسي العسكرية وركبت السيارة وتوجهت إلى مقر القيادة بكوبري القبة وعندما وصلت إلى سلاح السواري أوقفني بعض الضباط الصغار ومنعوني من المرور إذ كانت الحركة قد بدأت وصدرت الأوامر المشددة بمنع مرور أى ضابط".

عاد السادات إلى مقر القيادة بكوبري القبة وتم تكليفه بإذاعة نبأ الانقلاب من محطة الإذاعة حيث قال "وما إن وافت الساعة السادسة والنصف حتى توجهت إلى محطة الإذاعة ودخلت إلى الاستديو وطلبت إلى المشرفين على المحطة تمكيني من إلقاء البيان الأول عن الحركة وكانت محطة الإذاعة تٌذيع القرآن الكريم في فترة الصباح فعرضوا علي قطع إذاعته فرفضت وقلت إننى سأنتظر حتى ينتهى القرآن".

وبعد أنّ انتهى القرآن "أبلغت أن عطلاً أصاب محطة الإرسال التابعة للإذاعة وإنني لن أستطيع إذاعة بياني واكتشفت أن هناك محاولة دبرت لمنع الإذاعة ولكننا استطعنا افسادها وأذعت البيان "

تم نسخ الرابط