ماهو سر اختيار مكان المسجد النبوي ؟..المفتي السابق يجيب

المسجد النبوي
المسجد النبوي

قدم الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بالأزهر الشريف، لمحة تاريخية عن مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قائلًا: " بعد أن أقام النبي - صلى الله عليه وسلم- أيامًا بقباء، وبنى فيها مسجد قباء أول مسجد أسس على التقوى؛ خرج - صلى الله عليه وسلم- راكبا ناقته متوجها حيث أمره الله، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فصلاها في بطن الوادي، فخرج إليه رجال من بني سالم منهم العباس بن عبادة وعتبان بن مالك، فسألوه أن ينزل عندهم ويقيم، فقال : خلوا الناقة فإنها مأمورة".

وأضاف " جمعة" عبر صفحته الرسمية بموقع " فيسبوك" أن الأنصار نهضوا حوله - عليه الصلاة والسلام- حتى أتى دور بني بياضة، فتلقاه زياد بن لبيد، وفروة بن عمرو في رجال منهم، فدعوه إلى النزول والبقاء عندهم، فقال –صلي الله عليه وسلم- : " دعوا الناقة فإنها مأمورة، ومضى حتى أتى دور بني ساعدة، فتلقاه سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، ورجال من بني ساعدة، فدعوه إلى النزول والبقاء عندهم، فقال : دعوا الناقة فإنها مأمورة".

وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مضى حتى أتى دور بني الحارث بن الخزرج، فتلقاه سعد بن الربيع، وخارجة بن زيد، وعبدالله بن رواحة، فدعوه - صلى الله عليه وسلم- إلى البقاء عندهم، فقال دعوا الناقة فإنها مأمورة، ومضى حتى أتى دور بني عدي بن النجار، وهم أخوال عبد المطلب، فتلقاه سليط بن قيس، وأبو سليط يسيرة بن أبي خارجة، ورجال من بني عدي بن النجار، فدعوه إلى النزول عندهم والبقاء، فقال دعوها إنها مأمورة.

وواصل المفتي السابق: ومضى - صلى الله عليه وسلم- حتى أتى دور بني مالك بن النجار، فبركت الناقة في موضع مسجده - عليه الصلاة والسلام- ، وهو يومئذ مربد تمر لغلامين يتيمين من بني مالك بن النجار، وهما سهل وسهيل، وكانا في حجر معاذ بن عفراء، وكان فيه وحواليه نخل وخرب وقبور للمشركين، فبركت الناقة فبقي -عليه السلام- على ظهرها لم ينزل، فقامت ومشت قليلا -وهو لا يهيجها- ثم التفتت خلفها فكرت إلى مكانها وبركت فيه واستقرت، فنزل عنها - عليه الصلاة والسلام-.

ولفت: فلما نزل رسول الله عن ناقته أخذ أبو أيوب رحله فحمله إلى داره، ونزل - عليه الصلاة والسلام- دار أبي أيوب في بيت منها عليته مسكن أبي أيوب، وكان أبو أيوب قد أراد أن ينزل له عن ذلك المسكن ويسكنه فيه، فأبى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فلما كان بعد أيام سقط شيء من ماء أو غبار على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك البيت، فنزل أبو أيوب وأقسم على رسول الله وأبدى الرغبة له ليطلعن إلى منزله ويهبط أبو أيوب عنه، ففعل ذلك رسول الله - عليه الصلاة والسلام- ، فلم يزل ساكنًا عند أبي أيوب حتى بنى مسجده وحجره ومنازل أزواجه.

تم نسخ الرابط