ذكراها تمر اليوم .. تفاصيل أول ساعتين ونصف للبشر على سطح القمر
تمر اليوم ذكرى وصول رائد الفضاء الأمريكي نيل آرمسترونج إلي سطح القمر ليصبح بذلك أول إنسان تطأ قدماه سطح القمر.
كان نيل آرمسترونج رائد فضاء أمريكي وأول شخص يمشي على سطح القمر وقد حصل على درجة علمية في هندسة الفضاء من جامعة بوردو ثم على الماجستير في هندسة الفضاء أيضًا من جامعة جنوب كاليفورنيا .
في أول رحلة فضائية لأرمسترونغ قاد مركبة جيميني 8 وذلك في عام 1966 م وقام خلال هذه المهمة مع ديفيد سكوت بإجراء أول عملية التحام مركبتين فضائيتين تتم بواسطة إنسان كما قاد أرمسترونغ طاقم رحلة أبولو 11 والتي هبط فيها على القمر مع باز ألدرن في 21 يوليو1969 م وكانت هذه الرحلة الثانية له.
وأثناء إطلاق أبولو 11 وصل نبض قلب أرمسترونغ إلى أعلى مستوياته 110 نبضة في الدقيقة وقد رأى أن المرحلة الأولى هي أكثر المراحل ضجيجا من إطلاق مركبة جيميناي 8 وكانت أبولو أكبر مقارنة نسبيا بكبسولة جيميناي.
ويعتقد أن القدرة على التحرك داخل المركبة هو سبب عدم إصابة أي من الطاقم بمرض الفضاء فى حين أن طواقم المركبات السابقين أصيبوا بذلك و كان أرمسترونج سعيدا بهذا الخصوص حيث أنه كان مصابا بمرض الحركة عندما كان صغيرا وكان يشعر بالغثيان أحيانا أثناء الاستعراضات الجوية.
كانت أبولو 11 تهدف إلى الهبوط بسلام وليس أن تهبط في بقعة معينة وقبل الوصول إلى سطح القمر لاحظ أرمسترونج أن الفوهات البركانية كانت تمر أسرع بثانيتين مما هو متوقع والذي يعني بأن المركبة ستلامس السطح أبعد من المكان المرسوم بعدة أميال.
وعند اكتشاف رادار المركبة سطح القمر ظهرت العديد من الأخطاء الحاسوبية كان أولها إنذار برمز 1202 وبالرغم من التدريب المكثف للطاقم لم يكن أرمسترونج وألدرين يعلمان ما كان يرمز إليه الرقم 1202 وتلقوا ردا على الفور من مركز التحكم في هيوستن بأن الرمز ليس مصدرا للقلق فإنذار الرمزين 1202 و 1201 كان بسبب التجاوز التنفيذي في حاسوب المركبة. كما وصفها باز ألدرين في فيلمه "في ظل القمر".
التجاوز كان بسبب جعل عداد الرادار يعمل أثناء مرحلة الهبوط وقد أدى ذلك إلى قيام الحاسوب بالعديد من العمليات الغير ضرورية للرادار ولم يكن هناك وقت كافي لتنفيذ كل تلك المهام فتم تجاهل المهام الأقل أهمية.
وصرح ألدرين بأنه فعل ذلك لتسهيل إعادة الالتحام بالمركبة عندما يكون إحباط العملية ضروريا ولم يدرك بأن ذلك قد يسبب التجاوز التنفيذي وعندما لاحظ أرمسترونج بأنهم في طريقهم لمنطقة الهبوط التي كان يعتقد بأنها ليست آمنة.
أخذ مهمة التحكم اليدوي في المركبة وحاول العثور على منطقة أكثر أمانا وقد أخذ ذلك وقتا طويلا أطول من جميع المحاكات التي تمت في المركز لهذا السبب كان هناك قلق من غرفة التحكم بأن المركبة ستعاني من نقص في الوقود.
بعد الهبوط كان في اعتقاد أرمسترونج وألدرين بأن لديهم حوالي أربعين ثانية من الوقود المتبقي إضافة إلى عشرين ثانية أخرى كانت قد خزنت لحال حدوث الإحباط وأثناء التدريب هبط أرمسترونج بالمركبة ( LLTV) وعنده أقل من خمسة عشر ثانية في مرات عديدة وكان أيضا متيقنا باستطاعة المركبة النجاة من سقوط حر على مسافة 50 قدم (15 متر) إذا كان لابد من ذلك.
وأظهر المحللون بعد انتهاء المهمة بأنه كان هناك من 45 إلى 50 ثانية متبقية من الوقود بعد هبوط المركبة. حدث الهبوط على سطح القمر في 20:17:39 حسب التوقيت العالمي المنسق في 20 يوليو عام 1969.
عندما لامس المستشعر المضاف إلى أرجل المركبة القمرية التي ما زالت تتحرك أرض القمر. أضاء زر في لوحة المراقبة داخل المركبة فصاح ألدرين "ضوء إتصال" .
احتفل أرمسترونج وألدرين بمصافحة سريعة قبل أن يعودا بسرعة إلى قائمة المهام المطلوبة لإعداد المركبة من أجل الإقلاع من على القمر واكتشاف حال الطوارئ من اللحظات الأولى على سطح القمر.
في أثناء الهبوط الحساس للمركبة كانت الرسالة الوحيدة من هيوستن "ثلاثون ثانية" والتي تعني كمية الوقود المتبقية .
وضع آرمسترونج قدمه اليسرى على سطح القمر في تمام الساعة 2.56 بالتوقيت العالمي في يوم 21 يوليو عام 1969 م. ثم قال جملته الشهيرة: (هذه الخطوة لرجل ما، ماهي إلا قفزة عملاقة للبشرية).
إنضم ألدرين لأرمسترونغ بعد 20 دقيقة من الخطوة الأولى ليصبح ثاني إنسان يخطو على سطح القمر،ثم بدأ الثنائي في الاستكشاف والبحث عن مدى سهولة تفاعل الإنسان وتعايشه على سطح القمر.
سبق ذلك أن كشفوا عن لوح تذكاري لرحلتهم كما نصبوا العلم الأمريكي هناك والعلم المستخدم في هذه المهمة معدني بقضيب ليحمله بشكل أفقي وبما أن القضيب لم يتمدد بشكل كامل كما أن العلم كان مطوي باحكام طوال الرحلة فإنه أصبح مموج الشكل ليبدو وكأن هنالك نسمة هواء تحركه.
بعد نصبهم للعلم بوقت وجيز تحدث إليهم الرئيس ريتشارد نيكسون في اتصال هاتفي من مكتبه حيث تحدث الرئيس لمدة دقيقة تقريبا وبعدها أتى ردّ أرمسترونغ عليه في حوالي 30 ثانية من الوقت.
كانت كل دقيقة من الرحلة مخطط لها بما فيها المهام التصويرية الموكلة لأرمسترونغ ليلتقطها بكاميرا هاسيبلاد بعد أن ساعد ارمسترونغ في إعداد حزمة أبولو للتجربة العلمية الأولية ذهب في نزهة على الأقدام إلى ما يعرف الآن باسم كريتر الشرق، 65 متر إلى الشرق من المركبة القمرية LM وهي أبعد مسافة قطعت طوال الرحلة بعيدا عن المركبة LM.
كانت آخر مهام أرمسترونغ أن يترك حزمة صغيرة من الأشياء التذكارية لرواد الفضاء السوفييت المتوفين يوري غاغارين وفلاديمير كومارفو ولرواد أبولو 1 غاس غريسوم وإد وايت .
الوقت الذي قضي في الأنشطة فوق سطح القمر خلال مهمة أبولو 11 يقدر حوالي الساعتان ونصف الساعة وهو الأقصر مقارنة برحلات أبولو المتبقية لسطح القمر.
خصص لكل من الرحلات الخمس اللاحقة وقت أطول تدريجا للأنشطة فوق سطح القمر فعلى سبيل المقارنة قضى طاقم أبولو 17 أكثر من 22 ساعة لاستكشاف سطح القمر.