”أنا راضي وأبوها راضي مالك انت ومالنا يا قاضي”..خلاف بين صديقين وراء المثل
نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".
"أنا راضي وأبوها راضي مالك انت ومالنا يا قاضي"، عند ذكر هذا المثل تتبادر للأذهان صورًا شتى، فكلُّ يتصور على حسب ما خُيل له، فمثلا البعض سوف يتخيل أن هناك زوجين نشب بينهما عراك نجم عنه مثولهما أمام القاضي، ولكن هذا غير صحيح، فشخصيات المثل ليس لهم صلة بالمحاكم أو النسب، والقاضي هذا شاعرًا.
يحكي في كتابة “تراث مصري” قصة المثل، وهي إن شخصيات المثل هم الموسيقار “زكريا أحمد” والشاعر “محمد يونس القاضي” مؤلف نشيد بلادي، ولقد أبدعا ذلك الثنائي في حالة صفوهما، وتركا بصمة لا تُنسى في حالة خصامهما ولقد ساهم خصامهما في إبداع مضاعف.
حدث سوء تفاهم بين زكريا والشيخ يونس القاضي، بسبب عقد مع شركة اسطوانات أدى إلى اختلاف نجم عنه قطيعة بينهم، فبعث زكريا أحمد إلى القاضي رسالة فحواها “وقد حلفت يمينًا عظيمًا أن لا أكلمك أبدًا، فكتب القاضي أغنية "قال إيه حلف مايكلمنيش دا بس كلام والفعل مفيش"؛ وانتشرت الأغنية ورددها الناس فى كل مكان، واتحولت لمثل شعبي كلام والفعل مفيش”.
حدثت بينهما مشاجرة ثانية، وبعدها تقدم صديق لـ زكريا أحمد لخطبة فتاة، وبعد الموافقة على الزواج كان هناك شخص لا يريد أن يُتِمّ هذا الزواج، وكان ذلك الشخص صديقًا للشيخ محمد يونس القاضي، فظن زكريا أحمد أن يونس القاضي وراء ذلك، فبعث له رسالة نصها “أبوها راضى وأنا راضي .. مالك انت ومالنا يا قاضي"، وبعد أن تصالحا أكملها يونس القاضي، ولحنها زكريا أحمد وقام بغنائها صالح عبدالحي وأخذنا في ترديدها كمثل شعبي”.