وقع في غرامها الخديوي إسماعيل.. هذه قصة إمبراطورة فرنسا الحسناء

الإمبراطورة أوجيني
الإمبراطورة أوجيني

منذ مائة عام بالتمام والكمال في يوليو عام 1920 توفيت أوجيني آخر إمبراطورة لفرنسا في مسقط رأسها في اسبانيا بعد رحلة حافلة.

ووصفت اوجيني حياتها قائلة "لقد منحني الله كل شئ يمكن أن يتمناه المرء في هذه الدنيا، ثم أخذها مني واحدة تلو الاخرى ولم يتبق لي إلا الذكريات!"

فحياتها كانت تبدو مثالية؛ أصبحت إمبراطورة لفرنسا بعد زواجها من الامبراطور نابليون الثالث في زفاف مبهر، أنجبت أميرا وسيما كان وريثا مثاليا للعرش.

عرفت بجمالها وسحرها الخاص فحولت البلاط الفرنسي إلى البلاط الأكثر أناقة في أوروبا وتحولت هي لأيقونة الجمال والأناقة في القرن التاسع عشر.

لكن هذه الحياة المثالية لم تدم، ففقدت عرشها، زوجها، ابنها ثم جمالها وماتت على أطلال ماضيها.

ولدت أوجيني دي مونيتو دوقة تيبا في 5 مايو 1826 في إسبانيا في إقليم غرناطة، وتلقت علومها في فرنسا، كانت تجيد الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وإلى جانب ذكائها الحاد كانت بالغة الجمال.

وقد أعجب بجمالها وذكائها الإمبراطور نابليون الثالث إمبراطور فرنسا وتزوجها في شهر يناير عام 1853 وأقامت في قصر التويلري.

كانت صاحبة شخصية آسرة جذابة، وآثرت أن تدخل التاريخ وأن يكون لها أدوار سياسية، واستطاعت بالفعل أن تقرب المسافة السياسية بين إنجلترا وفرنسا بعد أن زارت إنجلترا مع زوجها وكانت موضع الحفاوة من الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت.

أحس الشعب الفرنسي بالدور السياسي التي تلعبه الإمبراطورة. وحظيت في البداية بشعبية كبيرة، حتي أطلقوا علي ابنها الذي وضعته (ابن فرنسا).

بمرور الأيام ازداد نفوذ الإمبراطورة على حساب نفوذ الإمبراطور، فقد تمرست في أمور الحكم والسياسة، وزادت في نفوذها وسطوتها، وآثرت أن تستمتع بهذا النفوذ وتلك السطوة.

زارت مصر بدعوة من الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس في 16 نوفمبر 1869 جاءت وحدها دون الإمبراطور الذي كان مشغولا بالظروف السياسية التي كانت تمر بها فرنسا، وبالغ إسماعيل في الاحتفاء بها، حيث شيدت لها القصور والحدائق وعبدت لها الطرقات.

جاءت إلى مصر قبل ثلاثة أسابيع من الاحتفال زارت خلالها الآثار المصرية في الأقصر، وقد عبرت الإمبراطورة نفسها عن البذخ والترف في احتفالات افتتاح قناة السويس بقولها: لم أر في حياتي أجمل ولا أروع من هذا الحفل الشرفي العظيم.

ولعل هذه الزيارة كانت سبباً في نسج حكاية قصة غرام الخديوي إسماعيل و اوجيني امبراطورة فرنسا، وذلك بعد أن بالغ إسماعيل في الاحتفاء بالإمبراطورة دون جميع المدعويين. فمنذ أن خطت على أرض مصر، وقف الخديوي في استقبالها بميناء بورسعيد، وأول شيء فعله هو أنه أمر بإطلاق اسمها على الرصيف الذى رست عليه سفينتها.

كما قام "إسماعيل" بتصميم قصر بجزيرة الزمالك على غرار "قصر الهمبرا" بغرناطة، بأسلوب رومانسى، وانتهى منه عام 1868، وتم استخدامه كمقر لإقامة أوجينى وحاشيتها خلال احتفالات قناة السويس، وقال على مبارك إن تلك السرايا تكلفت ما يقرب من 750 ألف جنيه مصرى (هو حاليا فندق ماريوت الجزيرة).

هذا بالإضافة إلي أن الخديو إسماعيل أمر بإنشاء حديقة الجبلاية، والتى تبلغ درجة عالية من الجمال والأناقة، لتتمتع الإمبراطورة بها، أثناء فترة تواجدها فى القاهرة.

وفي وداعه لأوجيني قام الخديو اسماعيل بإهدائها غرفة نوم من الذهب الخالص كهدية تحدثت عنها فرنسا كلها وقتها.

بعد أن عادت الإمبراطورة أوجيني إلي فرنسا، قامت الحرب السبعينية بين بروسيا وفرنسا، والتي غرق فيها الإمبراطور في الصراعات والهزائم، وكانت أصابع الاتهام تشير إلي أن وراء هذه المأساة هي أوجيني، وثار الشعب الفرنسي على زوجها وعليها، حتي أن خدمها سرقوا ملابسها وجواهرها وهربوا من القصر.

ونصحها (السنيور نيجر) سفير إيطاليا في باريس أن تخرج من أحد أبواب القصر الخلفية وتهرب إلي إنجلترا، وخرجت هاربة إلي إنجلترا، ولحق بها زوجها وأبنها لويس نابليون بعد ذلك.

ولكن توالت عليها الكوارث، ففقدت زوجها الامبراطور ثم لقي ابنها لويس حتفه بعد سنوات كئيبة وهو في 23 من عمره فقط، فقبعت في منفاها تجتر آلامها دون أن تتدخل في أمور السياسة من قريب أو بعيد.

وجدت نفسها وحيدة في بلد غريب، بدون أسرتها الصغيرة، بدون عز ولا جاه، قضت بقية حياتها على أطلال الذكريات، تتذكر أحبابها الذين رحلوا لمدة 41 عاما.

في عام 1920 سافرت لإسبانيا للخضوع لجراحة ناجحة في العين، لكن بعد أيام قليلة توقف قلبها في قصر عائلة ألبا في مدريد.

توفيت في مسقط رأسها التي تركتها قبلها بحوالي سبعين عاما لتصبح إمبراطورة وعادت إليها لاجئة.

تم نسخ الرابط