الرئيس والفنانة .. كيف أنقذت «تحية كاريوكا » السادات من حبل المشنقة
اتهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بقتل أمين عثمان وزير المالية المصري في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية و الذي كان يعلن باستمرار دعمه للاحتلال الانجليزي في مصر و محاربة الفدائيين، وظل مطاردا من قبل البوليس السياسي وقتها لفترة فما كان من الفنانة الشهيرة تحيه كاريوكا ان خبأته بمزرعة عمها “النيداني ” في محافظة الإسماعيلية والذي عمل معه كسائق عربيه نقل حتى سقطت الأحكام العرفية و أعيدت محاكمته و وحصل فيما بعد على البراءة.
الفنانة الشهيرة تحيه كاريوكا عنها فى هذه الفترة ان كانت تبحث باستمرار عن دور سياسي في مجابهة الإنجليز كما انها انضمت في اواسط الاربعينات لتنظيم “حديتو” اليساري الشيوعي وكانت تمد الفدائيين و حركة المقاومة ضد الانجليز بالسلاح سراً وكانت تعرف معظمهم.
وعلى الرغم من العلاقة القوية التى جمعت الفنانة الراحلة بالرئيس، عارضت تحية كاريوكا السادات عندما تولى رئاسة مصر، بعد إبرام معاهدة السلام مع اسرائيل و ظل هذا الخلاف قائما حتى تم اغتياله.
وكانت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا معروفة بمواقفها الوطنية، وكان لها نشاط سياسى وثورى منذ عام 1948م، نظرًا لمساعدتها الفدائيين، لدرجة أنها كانت تنقل السلاح لهم فى سيارتها الخاصة، دون خوف، وكان بداخلها إيمان قوى بدورها تجاه بلدها، كما أنها شاركت فى المقاومة خلال العدوان السياسى عا 1956م، وتم إلقاء القبض عليها أكثر من مرة.
وعندما منحها الرئيس الراحل جائزة، أحب أن يذكرها بموقفها، فصافحها وأشاد بوطنيتها وتاريخها النضالى المشرف، وقال لها " فاكرة يا تحية لما خبتينى عند اخواتك فى الإسماعيلية لما كنت هربان من السجن؟ فردت :انت لسه فاكر يا ريس؟.. طبعًا دي أيام هايكتبها التاريخ عمرى ما هانساها، مش عايزة حاجة؟ فيه حد مزعلك؟ لكِ أي طلب؟ اطلبي أي حاجة؟.
ولكن لكثرة عطائها لم تطلب أى شىء لنفسها ولكنها فكرت فى غيرها من الفنانين، وقدمت الشكر للرئيس السادات، وقالت له هو بس فيه حاجة كنت عايزة أطلبها من سيادتك مش ليا لكن لزينات صدقي، هي كبرت وما بقتش تشتغل ومريضة وبتمر بظروف قاسية أوي، يا ريت يا ريس تأمر لها بمعاش تقدر تعيش منه.. ونفذ الرئيس ما قالته فورًا وصرف لها معاشا استثنائيا، ورغم هذه العلاقة الوطيدة بينهما، إلا أنها كانت أول من عارضته بمجرد أن أفصح عن نيته في إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، وظل الخلاف قائمًا حتى اغتياله عام 1981.